نظمها جناح بيت الزبير بمعرض الكتاب

ندوة عن القيم الإنسانية والثوابت الحضارية في فكر السلطان قابوس

...
...
...
...

مسقط -العمانية

نظَّم جناح بيت الزبير، ضمن سلسلة "أصلها ثابت: عن السيرة والمسارات" ندوة عن القيم الإنسانية والثوابت الحضارية في فكر السلطان قابوس، وذلك ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.

استضافت الندوة كلا من الدكتور محمد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية، والدكتور الباحث سعود الزدجالي.

من جانبه قال الدكتور محمد المعمري، إن جلالته كان مُلمًا بما يدور في العالم، ساعده في ذلك التكوين المعرفي الذي نشأ عليه وكان له الأثر المباشر في فكره وتطوره، ومنذ البداية جعل المغفور له بإذن الله تعالى المواطن العماني نصب عينيه فكانت السلطنة شغله الشاغل لبناء دولة عصرية حضارية، كما أن البعد الديني للمغفور له كان له أثر كذلك في بناء النهضة العمانية الحديثة وساهمت جملة المعارف التي تكونت عنده في نهضة عُمان اليوم.

وأشار الدكتور محمد المعمري إلى أن قيم التسامح والتعايش نجدها في الجذور الأولى يوم قال طيب الله ثراه "أنا صاحب رسالة" وهذا نجده يتجلى في أمرين اثنين هما الرسالة والرسالية، فأما عن الرسالة فيقدم لنا التاريخ برهاناً ثابتاً وهو رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عُمان وكيف تمَّ التعامل معها بأرقى معاملة كان نتاجها دخول عُمان في الإسلام، وأما الرسالية فهي تكمل الرسالة من حيث الشعور بالمسؤولية الإنسانية لأبعاد الرسالة والتأكيد على المضي في قيم التسامح والأخلاق وقبول الآخر.

وأضاف المعمري إلى أنَّ تلك القيم جاءت في المشاريع التي أسهمت في ترجمة الفكر السامي كرسالة الإسلام التي جابت العالم لتوضح وتقدم للآخر صورة تعايش المجتمع العُماني وتسامحه.

وعن استشراف مستقبل هذه المشاريع يوضح الدكتور محمد المعمري أنَّ المستقبل ثابت وأن ما يفعله الإنسان من خير سيبقى والمشاريع التي أطلقها السلطان الراحل باقية فهي تحمل خيراً للإنسانية، مشيراً إلى أن

مشروعه للمؤتلف الإنساني هو مشروع مميز وفريد من نوعه لأنه يتكلم عن الإنسان والذي أراده أن يكون مشروعاً للناس عامة على اختلافهم.

من جانبه تحدث الكاتب والباحث الدكتور سعود الزدجالي، عن آخر محور في الندوة ويتعلق بالهوية العمانية وقراءته لها في عصر الفضاءات وما يعتري العالم من توجهات وأفكار.

 وقال الزدجالي إنها قضية ضرورية إذا ما أردنا أن ننظر في البعد الحضاري لخطابات للسلطان الراحل، فالهويات تؤدي إلى الائتلاف الإنساني، فالسلطان الراحل كان ينظر إلى الهوية العُمانية باعتبارها دينامية متحركة تأخذ بالمقومات الجديدة متمسكة بهويتها الأصيلة ولا ترفض التجديد بل تدعو أيضاً إلى الدراسة والبحث والنقد وعن مُغادرة اللغة من النطق إلى الكتابة في خطاباته -طيب الله ثراه- قال الدكتور سعود الزدجالي إن الخطاب السامي اتسم بسمة مختلفة كونها متمازجة مع روحه، بكامل الانسجام الشعوري، ففيها روح المتكلم بشعوره وعاطفته وهنا يتولد الاتساق، فنجد السلطة الخارجية متجلية في خطابه وهذ الأمر ليس بغريب فهي تصدر من شخص ذي سيادة، ونجد السلطة الداخلية حين يتمازج الفكر والعاطفة في خطاب المغفور له بإذن الله فهو لا يبث أفكاره فقط وإنما يمزجها مع العاطفة لتصل إلى شعبه.

وعلى صعيد الخطاب الديني أشار الزدجالي إلى أنَّ السلطان الراحل أراد إثبات أنَّ الدولة العصرية ذات رؤية شاملة تتكامل مع كل معطيات البعد الديني الداعي لنماء وتطور الإنسان.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك