حمى الأخبار الحصرية

 

زين حسين الحداد

 

(التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين)

لا يخفى على الساحة في الفترة الأخيرة توسع وانتشار مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي التي لا تخلو من الجوانب الإيجابية الكثيرة: منها على سبيل المثال الجانب الثقافي والمعرفي والتواصل ومنها الترفيهي أو لأغراض التجارة، ويجد البعض مساحة من الحرية للتعبير عن الآراء وعرضها للجماهير الذين لا يجدهم في أرض الواقع.

فتبينوا..

في المقابل تطفو سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي وتزداد يوماً بعد يوم، وأكبر تلك السلبيات هي انتشار الشائعات بشكل سريع، دون أن يتثبت الناشر من الأخبار أو التأكد من مصدرها. ومن المستغرب انجرار الكثير من الناس خلف تلك الشائعات والمساهمة في نشرها بالرغم من وجود القوانين التي تجرم ذلك، خصوصاً التي تخص شؤون الدولة وأمنها، علماً بأن الشريعة حثت على التأكد من صحة الأخبار الواردة، قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".

 

حمى الحصريات

في هذه الساحة يرغب الكثيرون في البحث عن الشهرة والصدارة وهو الأمر الذي يصنع أرضاً خصبة لانتشار الشائعات، وبسبب بعض التكهنات والتوقعات ينتشر الخبر وكأنه مؤكد، ويتفنن كلٌ بطريقته، ويتخبط المجتمع بين كلمة وأخرى، والناشر لتلك الأخبار بقصد أو بغير قصد يضر وطنه بالدرجة الأولى في الحالتين: فإن كان الخبر غير صحيح وهو الذي حذرنا منه، فلا فائدة من نشر الأكاذيب الضارة بالأمن المجتمعي، وإن كانت الأخبار صحيحة فهي إساءة للدولة، لأن تسريب الأخبار لساحة الواتساب قبل نشرها في القنوات الرسمية أمر غير احترافي ومزعج بعض الشيء، ويضر بسمعة بلدنا. لذلك وجب على كل واحد منِّا أن يكون حريصا على وطنه وأن ننبذ هذه العادة السيئة التي لا خير فيها، وأن نقف صفاً واحدا لعدم تصديق أو نشر أي خبر غير رسمي. "وإلا فالمُحاسبة هي العلاج الأنسب لهذه المعضلة".

 

تعليق عبر الفيس بوك