ترجمة - رنا عبدالحكيم
تُدرك أوروبا أنَّها تأتي في المركز التالي دائمًا خلف الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بقطاع التقنيات، لكنَّ القارة العجوز وضعتْ خطة طموحة للِّحاق بالعملاق الأمريكي والتنين الصيني، حسب تقرير نشرته شبكة سي.إن.إن-بيزنس.
وكشفَ الاتحادُ الأوروبيُّ عن خطط لإنشاء سوق موحدة للبيانات من شأنها أن تُساعد شركاتها على المنافسة في مستقبل الابتكارات التقنية، والحد من قوة عمالقة البيانات؛ مثل: فيسبوك وجوجل. وأصدر المسؤولون الأوروبيون مذكرة حول الذكاء الاصطناعي، يقترحون فيها قواعد فريدة من نوعها تحكم استخدام التكنولوجيا.
ومن خلال الاستفادة من الكميات الهائلة من البيانات التي يتمُّ إنشاؤها داخل حدود الدول الأوروبية، يأمل الاتحاد الأوروبي إحداث موجة جديدة من التطور في صناعات النقل والرعاية الصحية، مع تمهيد الطريق أمام الشركات الأصغر حجماً غير القادرة حاليًا على المنافسة مع الشركات الأمريكية والشركات الصينية العملاقة.
وقال المفوِّض تيري بريتون للصحفيين: ندرك أننا أخطأنا في المعركة الأولى، لكنَّ أوروبا لديها الأدوات اللازمة "للفوز" بالمرحلة المقبلة؛ حيث تستضيف المنطقة "أقوى وأكبر قاعدة صناعية". وإضافة إلى أن أوروبا باتت لها "أسنان ومخالب تنظيمية"، فهي تحقق بالفعل في كيفية استخدام جوجل وفيسبوك وأمازون للبيانات وتغريم جوجل 8.2 مليار يورو (8.9 مليار دولار) منذ العام 2017، على خلفية انتهاكات لقوانين مكافحة الاحتكار، ووضعت قواعد حماية البيانات التي تم سنها في العام 2018 معيارًا عالميًّا جديدًا.
ويعتزمُ الاتحاد الأوروبي أيضًا بدء نقاش حول تنظيم الذكاء الاصطناعي. وقال إنه يعتزم التدقيق في تطبيقات الذكاء الاصطناعي "عالية المخاطر" بنفس الطريقة التي تطبق فيها معايير معينة على مبيعات السيارات ولعب الأطفال ومستحضرات التجميل.
ولم تقترح المذكرة حظرًا مُؤقتا على تقنية التعرف على الوجه في الأماكن العامة، لكنَّ الاتحاد الأوروبي تعهد بإطلاق نقاش "واسع" حول الظروف -إنْ وجدت- التي تبرر استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يعالج البيانات الحيوية في الأماكن العامة. وتشير المذكرة إلى أن الشركات العاملة في أوروبا ستحتاج إلى ضمان عدم تحيز أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وتنطوي على إشراف بشري.
وتأتي هذه المستجدات بعد أيام قليلة من زيارة مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، إلى بروكسل للالتقاء بقادة الاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك إنه يدعم الجهود التنظيمية المتزايدة من قبل الحكومات بشأن استخدام البيانات والخصوصية وإدارة المحتوى. لكن مسألة من هو المسؤول قانونيًّا عن المحتوى المنشور على منصات التقنية لا يزال محل خلاف. وفي مقال نُشِر الأسبوع الماضي، قالت شركة فيسبوك إنها لا تدعم القوانين التي تسعى إلى تحميل المنصات المسؤولية عن المحتوى الذي ينشره المستخدمون.
ويُمكن أن يضع ذلك الشركة على مسار تصادمي مع الاتحاد الأوروبي، الذي يخطط لطرح التشريعات الجديدة بحلول نهاية العام؛ مما يجبر عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين على معالجة قضايا مثل خطاب الكراهية والتدخل في الانتخابات بشكل أفضل.