ترجمة – رنا عبدالحكيم
برغم أوجه التشابه بين المدارس اليابانية والمدارس الغربية فيما يتعلق بالزي الرسمي والامتحانات وغيرها؛ إلا أنَّ هناك العديد من المميزات في المدارس اليابانية قد تكون مُفاجئة للعديد من زوار البلاد التي تفخر بأن 99% من شعبها يمكنهم القراءة والكتابة.
وفيما يلي قائمة بخمسة عناصر تُعد أكثر الجوانب إثارة للدهشة في أي مدرسة عامة نموذجية في اليابان:
- لا يرسل المعلمون الطلاب خارج الفصل الدراسي.
لأنَّ الأطفال هم الأطفال؛ بغض النظر عن الثقافة أو البلد الذي ينتمون إليه، يكون هناك دائمًا اثنان أو ثلاثة يميلون إلى التصرف بشكل سيئ بين الحين والآخر؛ إنه أحد التحديات التي يواجهها المعلمون في عملهم. وفي كثير من البلدان خارج اليابان، يعد إرسال الطلاب الذين يسيئون التصرف إلى خارج المدرسة من المُمارسات المعتادة.. لكن في اليابان؛ تنص المادة 26 من الدستور على أن "لكل الناس الحق في الحصول على التعليم المتساوي"؛ لهذا لا يجرؤ المعلمون اليابانيون على إرسال الطلاب إلى خارج الفصل. لذلك، اعتاد المعلمون الحفاظ على هدوئهم مع الاستمرار في الدرس. ومع ذلك، هناك حالات نادرة يحدث فيها هذا إذا واصل الطالب تعطيل العملية التعليمية.
- الجميع يأكلون الوجبات نفسها في الغداء؛ ويقدمها الطلاب أنفسهم.
هذه حقيقة مثيرة للاهتمام في المدارس العامة اليابانية. وفي العديد من البلدان الأخرى، يمكن للطلاب الاختيار بين شراء الغداء في أحد الكافيتريات أو إحضار صناديق الغداء الخاصة بهم. لكن في اليابان، يجري تدريب الطلاب على تناول نفس النوع من الوجبة (بغض النظر عن تفضيلاتهم) وإنهائها في الوقت المسموح به. ولا تحتوي معظم المدارس الحكومية اليابانية على كافيتريات يمكن شراء وجبات الطعام فيها، لذلك لا يحصل الطلاب على فرصة لشراء وجباتهم الخاصة. لكن في المناسبات الفردية، يُسمح بصناديق الغداء محلية الصنع في بعض المناسبات، طالما كانت المحتويات متوافقة مع قواعد المدرسة.
3- لا يمكن للطلاب الإخفاق في سنة دراسية.
في بعض البلدان مثل الولايات المتحدة والفلبين، يتم إرجاء الطلاب الذين لا يؤدون أداءً جيدًا في المدرسة لحين تحسين مهاراتهم. ولحسن الحظ بالنسبة لليابانيين، فإنهم يتقدمون دائمًا إلى الصف التالي بصرف النظر عن درجات الاختبار والأداء. وقد يفشل الطالب في الاختبار وتجاوز الفصول الدراسية، لكنه لا يزال بإمكانه الانضمام إلى حفل التخرج في نهاية العام. لكن نتائج اختباراتهم مهمة فقط عند إجراء امتحانات القبول للوصول إلى المدرسة الثانوية والجامعة.
4- لا يوجد عمال أو شركات نظافة.
في اليابان، لا تعتمد المدارس على عمال النظافة. بدلاً من ذلك، يشمر الطلاب عن سواعدهم وينظفون كل جزء من الحرم التعليمي، بما في ذلك دورات المياه. يجتمع الطلاب والمعلمون وموظفو المدرسة وحتى كبار قادة المدارس مثل المدير ونائبه في عملية التنظيف، حيث يجري تحديد مناطق مخصصة لكل شخص يومياً في وقت مُحدد.
5- النوم في الفصول.
مع الواجبات المنزلية والواجبات أثناء العطلة والأندية والأنشطة المدرسية حتى في عطلة نهاية الأسبوع، وتنظيف المدرسة بأكملها، فإن الدراسة في اليابان تعني الكثير من العمل الشاق والتصميم. وبصرف النظر عن الطلاب الذين يحضرون أنشطة النادي في الصباح وبعد المدرسة، يذهب معظمهم أيضًا إلى مدارس "juku" ، أو مدارس الكرام حيث يمكنهم دراسة مواد معينة بجدية أكبر أو تعلم التحدث بلغات أخرى. وكل يوم، يحصلون أيضًا على مجموعة من الواجبات المنزلية، مما يترك لهم القليل جدًا من الوقت للراحة والنوم.
ونتيجة لذلك، يميل الطلاب الذين لم يعودوا قادرين على محاربة التعب والنعاس إلى التملص خلال الدروس. وقد تجد أنه من المستغرب أن يميل المعلمون إلى السماح لهم بأن يكونوا غير قادرين على فعل الكثير حيال ذلك، وربما يتعاطفون مع مدى تعبهم، وعلى الرغم من أنَّ المعلم قد يلفت انتباه الطالب للنوم في الفصل مرة واحدة أو مرتين، إلا أنه من غير المعتاد أن يتم توبيخ الطالب أثناء النوم.