استدامة المسؤولية الاجتماعية

فايزة الكلبانية

بات ضروريًّا أن نُنظم العمل في قطاع المسؤولية الاجتماعية، بوضع أطر ومواثيق شاملة للوصول لتنمية مستدامة؛ من خلال تكثيف شراكات العمل، وزيادة مساهمة الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات، وألا تظل محصورة بقطاع بعينه كما هي حال السلطنة اليوم.. لماذا كل هذا؟

هي محاولة لضمان استمرار التزام أصحاب النشاطات الاقتصادية بالمساهمة في التنمية المستدامة وليس بشكل مؤقت، نتيجة لكل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وزيادة أعداد المستهدفين الذين هم بحاجة للدعم في مختلف مجالات الحياة.

خلال اللقاءات المشتركة المتواضعة التي جمعتني مؤخرا بعدد من أصحاب الشأن في التنمية المستدامة، ونماذج من قصص النجاح الرائدة إقليميا وعالميا، والعاملين في إيصال ثقافة المسؤولية الاجتماعية، والبحث عن آليات الاستدامة وتوحيد الجهود في هذا الشأن، لمستُ أن في مجتمعاتنا جهودا تبذل على مستوى الأفراد والمؤسسات؛ لدعم وتعزيز وتفعيل مستجدات التنمية المستدامة في المسؤولية الاجتماعية؛ حيث نجدهم في مختلف دول العالم يحملون رسالة يعملون خلالها على إيصال أبرز ملامح وأهداف التنمية المستدامة الــ17؛ والمتمثلة في 169 غاية، إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور عالميًّا.

وعملت الأمم المتحدة على تغيير مسمى "أهداف التنمية المستدامة الـ17" إلى المسمى المتعارف عليه بـ"الأهداف العالمية"، ويعمل الجميع على تطبيق وتنفيذ هذه الأهداف لتصبح واقعا ملموسا خاصة في الدول التي تعاني من الجوع والفقر والدمار البيئي...وغيرها من التحديات؛ من منطلق المسؤولية المجتمعية والإصلاح المجتمعي، وقد كان لهذه الأهداف والأعمال بصمتها الإصلاحية الواضحة في بعض دول العالم، ومن يتبنى تشجيع الدعم لتحقيق هذه الأفكار وتعزيز ترسيخها في المجتمع والعالم، لكننا ما زلنا في مجتمعنا الخليجي والإقليمي بحاجة للمزيد من التحفيز والعطاء لدعم هذه الجهود للنجاح في تحقيق الأهداف المرجوة بما يحقق الاستدامة والتنمية.

البعض منِّا كثيرا ما يتساءل عن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الـ17، والتي تعرف بالأهداف العالمية، ويتمثل الهدف منها في "القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان"، وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة"، والصحة الجيدة والرفاه، ويأتي الهدف خلال "ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار"، أي جانب التعليم الجيد، ويأتي الهدف منه في "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع"، والمساواة بين الجنسين والهدف منه "تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات"، والمياه النظيفة والنظافة الصحية ومن خلاله يتم "ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع".

إلى جانب هدف بوجود طاقة نظيفة وبأسعار معقولة لضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، ومن ثمَّ العمل اللائق ونمو الاقتصاد ويتمثل في "تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع"، والصناعة والابتكار والبنية الأساسية "إقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار"، والحد من أوجه عدم المساواة، ويتمثل الهدف منه في "الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها"، ووجود مدن ومجتمعات محلية مستدامة بهدف "جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة"، والاستهلاك والإنتاج المسؤولان عن هدف "ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة"، والعمل المناخي، ونهدف منه إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره من خلال تنظيم الانبعاثات وتعزيز التطورات في مجال الطاقة المتجددة"، والحياة تحت الماء بهدف "حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة"، إلى جانب الحياة في البر وذلك بهدف "حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي"، إضافة إلى السلام والعدالة والمؤسسات القوية "تشجيع إقامة مجتمعات سلمية وشاملة للجميع من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وتوفير إمكانية الوصول إلى العدالة للجميع وبناء مؤسسات فعَّالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات"، وعقد الشراكة لتحقيق الأهداف من أجل "إحياء الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة".