مثلثات الرُّعب

طالب المقبالي

 

قبل ثلاثة عقود من الآن، كانت مثلثات مداخل الطرق في الرستاق وبقية محافظات وولايات السلطنة، مطلبًا ملحًّا وضرورةً لا بد منها، ولا تشكل أية خطورة، فأعداد المركبات كان قليلاً مُقارنة بوقتنا الحاضر، ولهذا كانت هذه المداخل لا تشكل أية مخاطر.

أمَّا اليوم، فقد أصبحت بمثابة مصيدة لزهق الأرواح، وقد تصدَّر مثلث المسفاة بولاية الرستاق قائمة الحوادث وحصد الأرواح التي أزهقت في هذا المثلث الذي يُطلِق عليه الأهالي "مثلث الموت"؛ حيث تزدحم الطرقات.. وقد نشرت جريدة "الرؤية" مقالاً لي في أكتوبر 2016 عن مثلث المسفاة بعنوان "مثلث المسفاة المرعب"، كما نشرت جريدة "الرؤية" في الشهر ذاته من العام 2016؛ تحقيقاً أعددتُه في ذات الموضوع؛ فكان الأهالي يأملون أن تلقى نداءاتهم ومناشداتهم آذانًا صاغية لحل معاناتهم.

ففي الرستاق وحدها العديد من مثلثات الرعب التي أصبحتْ تحصد الأرواح، وتخلف العديد من حالات الوفاة أو الإعاقة والعجز؛ بسبب الحوادث المميتة، ومن بين هذه المثلثات: مثلث الشُّبَيْكَة، وهو الآخر بمثابة الشَّبِيْكَة أو المصيدة.

وغالباً ما تكمُن الخطورة في الطرقات المزدوجة؛ إذ يضطر سُكان هذه القرى لاستخدام هذه المثلثات للولوج إلى الطريق المقابل في الاتجاه إلى اليسار، وهنا تقع الخطورة؛ مما يحدث أنَّ أحد الطرفين غير مُنتبه للمركبة القادمة من الاتجاه الآخر.

لقد كان طريق الباطنة واحداً من الطرقات التي كانت المعاناة فيها كبيرة من مخاطر المثلثات التي حصدت مئات إن لم يكن آلاف الأرواح، إلا أنَّ الحكومة الرشيدة قد أوجدت الحلول لتلك المثلثات، سواءً بالغلق الجزئي، أو الكلي، أو بإنشاء دوارات، أو طرق التفافية؛ مما حدَّ من الحوادث القاتلة.

ويُمنِّي الأهالي في ولاية الرستاق النفس بأن يتم إيجاد الحلول الناجعة لمثلثي المسفاة والشبيكة وغيرهما من المثلثات بإنشاء دوارات أو تركيب إشارات ضوئية، أو على أقل تقدير دوارات التفافية، كالتي أقيمت على طول طريق الباطنة مكان الدوارات التي أقيمت للتخفيف من الزحام الشديد عند تلك الدوارات قبل افتتاح طريق الباطنة السريع.

وفي هذا المقال، أركِّز على مثلثيْ المسفاة والشبيكة، ويكفي زهقاً للأرواح، وهناك ضرورة أصبحت ملحَّة أكثر من ذي قبل لإيجاد حل لمثلث الشبيكة الذي أصبح المدخل الرئيسي لمجمع الرستاق الرياضي للقادمين من خارج الرستاق عن طريق الرستاق، الملدة، أو عن طريق الباطنة السريع؛ فهناك مباريات وأنشطة رياضية تقام على هذا المجمع كل يوم؛ مما أصبح الوضع معه مؤرقًا وشديدَ الخطورة.

فما دام الحديث عن هذين المُثلثين اللذين يقعان في الطريق المتهالك من دوار الحزم إلى دوار الوشيل، فإنَّني أودُّ التذكير بأن هذا الطريق الذي أنشئ قبل 46 عاماً قد استنفد عمره الافتراضي أكثر من ثلاث مرات، وأصبح السير عليه مغامرة من شدة الحفر والتشققات، والمطالبة بتأهيل هذا الطريق ليست جديدة؛ فهناك مُطالبات من الأهالي ومن جهات رسمية، وهناك وعود من قبل وزارة النقل بإعادة تأهيل هذا الطريق لقناعة المسؤولين بعدم صلاحيته.