أحمد السلماني
إنَّ المُشتغلين والمُهتمين بقطاع الرياضة العُمانية وحدهم يدركون معنى اختياري لهذا العنوان، وما يُمثله هذا الدور في مبنى وزارة الشؤون الرياضية العتيق، نعم عتيق ورغم ذلك تصمد بداخله شخصية نأت بنفسها عن المظاهر واكتفت بالعمل بصمت في هذا المبنى رغم سعي أقرانه إلى التوسعة وفضاءات أرحب من المباني الفخمة والفارهة لوزاراتهم وهيئاتهم، ربما هي ضروريات العصر، ولكن هذه الوزارة تقوم بتشييد المجمعات الرياضية في مُختلف محافظات السلطنة بمواصفات شاملة تحتوي كافة الرياضات تقريباً، وتتجاوز ذلك بتشييد مرافق خدمية أخرى ومكاتب إدارية فخمة وواسعة وعديدة، عندما تدخلها يُخيل لك أنها الوزارة وما هي سوى إحدى مديرياتها المنتشرة في كافة محافظات السلطنة باستثناء الوسطى ويبدو أنها تخلصت من أعباء استئجار المباني بتشييد دوائر ومكاتب أكبر من عدد الموظفين حتى على عكس قرينات لها، ربما هي نظرة مُستقبلية.
ولقد اكتفى ربان سفينة الرياضة العُمانية بالعمل داخل هذا المبنى وفي الدور رقم 8 تحديدًا والذي يُعتبر القلب النابض الذي يضخ إكسير النشاط في 10 مجمعات رياضية و 44 نادياً وأكثر من 1300 فريق أهلي تنتشر من محافظة مسندم الشماء إلى محافظة ظفار الخضراء وتتنوع برامجها ما بين رياضية وثقافية واجتماعية، فضلاً عن الاتحادات واللجان واللجنة الأولمبية المعنية بالحضور العُماني دوليًا، كل هذه المؤسسات تجد الدعم المُقنن لها من قبل الوزارة، ومع ذلك فإنَّ بعد نظر الربان أحياناً يتجاوز ذلك حال إدراكه مصلحة زيادة الدعم هنا أو هناك خاصة للمؤسسات والأفراد المجتهدين والمُجيدين والمتفوقين رياضياً أو غيرها من البرامج.
هنا نُقدِّر لمعاليه نظرته ورؤيته العامة والشمولية للأمور ولكن في المُقابل أتمنى أن يتم توجيه جزء من هذا الدعم باتجاه التنافسية الرياضية أيضًا، إذا ما أدركنا فشل الكثير من الاتحادات واللجان في وضع الرياضي العُماني على منصات التتويج وعلى مدى عقود لسوء إدارتها مع استثناءات بسيطة، ومع إدراكي لاحترام الوزارة بعدم التدخل في شؤون الاتحادات واللجان ولكن وبما أنها لا زالت تعتاش من دعم الوزارة لها، فمن الضروري جدا تحديد الأهداف لكل مجلس إدارة يتسلم دفة تلك المؤسسة ومحاسبته على التقصير أو مكافأته حال النجاح والإنجاز.
ربما لا تُدرك شريحة واسعة في وسطنا الرياضي أو خارجه الكم الهائل من الدعم الذي تتلقاه الكثير من المؤسسات الرياضية والأفراد بمجرد أن تصل التحديات والمُعاناة للدور الثامن بالوزارة، التي تتجاوز حتى الدعم المادي إلى الدعم المعنوي وتسهيل إجراءات الكثير من الأندية والفرق الأهلية لدى باقي مؤسسات الدولة، وما كلماتي هذه إلا ترجمة للدعم الكبير الذي لمسته من قبل الوزارة لحل معضلة فريقي الأهلي في استخراج سند تملك لملعبه طال انتظاره لما يُقارب العقدين، حاله مثل مئات الحالات العديدة التي مكنت الوزارة والهيئات الرياضية من توسيع قاعدة الملاعب الخضراء وانتشارها كالنار في الهشيم آخر 5 سنوات بل إن الكثير من معضلات هذه الأندية والفرق كان معالي الشيخ الموقر يتدخل شخصيًا لحلحلتها وهذه شهادة للتاريخ.
هنا رسالتي إلى باقي مؤسساتنا الرياضية بأن تقدر لهذه الشخصية جهدها وفكرها المتقدم وأن ترتقي وتواكب ذلك بترجمته في واقع الرياضة العمانية من حيث خروج باقي مسؤولي الوزارة والمديريات ونزولهم للميدان بدلاً من المكاتب الفاخرة، هنا سيُدركون حقيقة واقع ربما سيصدمهم.