ترجمة - رنا عبدالحكيم
قالتْ صحف صينية إن تفشي فيروس كورونا في الصين ودول أخرى منح بعض الدول والعنصريين الذريعة لتأجيج مشاعر معادية ضد الصين، بفضل قوتها الاقتصادية، وتميُّز مواطنيها في الخارج، لاسيما في أوروبا.
وأدَّى تفشي فيروس كورونا -الذي لم يتم احتواؤه بالكامل بعد- إلى صور عدة من كراهية الأجانب في بعض البلدان، خاصة في فرنسا؛ حيث شهدت تداعيات غير متوقعة، بما في ذلك مواقف عنصرية ضد السكان المنحدرين من أصل آسيوي. وفي الآونة الأخيرة، ظهر هاشتاج على تويتر: (JeNeSuisPasUnVirus) (IAmNotAVirus)، أو "#أنا_لست_فيروسا". ووضعت إحدى الصحف الفرنسية عن عمد عنوانًا مثيرًا "خطر أصفر جديد؟"، في إشارة الى الآسيويين بشكل عام.
وخلال الأيام القليلة الماضية، ندَّد العديد من المواطنين الفرنسيين من أصل آسيوي وكذلك الآسيويين المقيمين في فرنسا، بما في ذلك الجاليات اليابانية والكورية والفيتنامية، بالعنف والسلوك المُهِين أحيانًا تجاههم من جانب الشعب الفرنسي، ودعوتهم لـ"العودة إلى بلدهم: الصين". وقد طُرد بعضهم من القطارات، أو تم رفض خدمتهم في المطاعم.
وقالتْ صحيفة "تشاينا ديلي" إن الفيروس التاجي أصبح ذريعة للسلوك العنصري، الذي ظل لفترة طويلة مُختبِئا في فرنسا وتتجاهله السلطات الفرنسية على نطاق واسع.
ويُنظر إلى المجتمعات الآسيوية في فرنسا بشكل عام على أنها ناجحة من الناحية الاقتصادية، وغالبًا ما يحصل أطفالهم على درجات جيدة في التعليم. وعلى الرغم من أن هذه المواقف العنصرية لا يمكن تعميمها، لكنها تظل صحيحة إلى حد ما، في ظل الدعاية الحالية التي تتهم الصين بمحاولة غزو العالم، خاصة أوروبا، بفضل قوة الصين الاقتصادية ومواطنيها الذين يعيشون في الخارج، وهو ما يغذي مشاعر العداء بشكل واضح.
يأتي ذلك رغم أن الإنفلونزا تتسبب في وقوع آلاف الضحايا كل عام بفرنسا. وأعلنت الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية مؤخراً أن الوباء قد انتشر في جميع أنحاء البلاد تقريبًا. وأعلن فريق من الباحثين في مستشفى Bichat في باريس في 29 يناير في مؤتمر صحفي أن مخاطر الإصابة بفيروس كورونا في فرنسا ضئيلة. وقال رئيس خدمات الطوارئ الفرنسية إنه لا يعتقد أن ارتداء قناع في المدينة أمر ضروري، قائلا: "إن خطر مقابلة شخص ما حامل للفيروس صغير جدًّا".
ومن الواضح أن خطر الإصابة بفيروس الإنفلونزا أكبر بكثير من خطر الفيروس التاجي. ففي العام 2018، قُتل عدة آلاف من الوفيات بسبب هذا الفيروس في فرنسا، على الرغم من كونه معروفًا جيدًا، ويُنصح الأشخاص بالتطعيم كل عام.
ومنذ نوفمبر 2019، تسبَّبت الإنفلونزا الموسمية بالفعل في وفاة 22 شخصًا في فرنسا. وسجلت الولايات المتحدة -منذ 1 أكتوبر 2019- أكثر من 8200 حالة وفاة بالإنفلونزا، وفقا لمراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها. في حين أن فيروس كورونا في الصين تسبب في نحو 425 حالة وفاة حتى الآن في بلد يزيد عدد سكانه على نحو كبير، وخلال فترة لم يتم فيها احتواء التهديد بعد.
وشدَّدت الصحيفة الصينية على أنَّ إجراءات الحماية والوقاية الضخمة التي أعلنتها الصين لوضع حد لتفشي المرض، من شأنها أن تبطئ انتشار الفيروس، وتؤدي سريعًا إلى السيطرة الفعالة عليه وصنع اللقاح.