السيتي.. مسببات وظروف

حسين بن علي الغافري

قد يظن البعض أن مانشستر سيتي تراجع مستواه هذا العام مع مدربه الإسباني جوارديولا، هذا صحيح من جانب، ولكن من جانب آخر ليس من الحكمة إقصاء العمل الذي يقوم به متصدر البطولة الإنجليزية حتى الآن نادي ليفربول، الذي يسير كالسهم السريع نحو صيده.. خطوات ثابتة نحو لقب غائب منذ عقود، وهو الآن أمام أسابيع تاريخية من حق الجماهير العاشقة أن تفرح. هذا الفرح قبل أن يكون من أجل اللقب الذي طال انتظاره، فهو فرح من أجل مجموعة مميزة أوجدها الألماني يورجن كلوب خلال قرابة أربعة مواسم منذ توليه مهمة الإشراف على فريق متذبذب ومشتت، وجّل طموحه أن يبقى بين الرباعي الضامن على أقل تقدير التواجد في دوري المجموعات الأوروبية. صحيح أن ليفربول كان حاضرًا أوروبيا قبل عهد كلوب، ولكن حضوره لم يكن إلا في مباريات إقصائية في "أبطال أوروبا" أو الكؤوس المحلية. كان لا يملك "النفس الطويل" الذي يملكه اليوم وتصاعد في الأداء ومرونة في إيجاد الحلول بمختلف الأسماء المتاحة. وهو أمر يشكر فيه المدرب بدرجة أولى.

حديثنا قبل أن يكون لـ"الريدز"، فهو موجّه للسيتي، والسر الذي جعل بطل الموسم الماضي يتراجع هذا العام محليًا.. أولاً: تراجع السيتي الملحوظ واكبه قوة انطلاقة ملحوظة من قبل الريدز جعل الفريق يتراخى، ومدربه الإسباني يُبّعد اللاعبين من الضغوط التي وجدوا أنفسهم فيها. لذلك؛ انطلاقة الريدز اللافتة وتذبذب مستوى السيتي في أول عشر جولات كانت سببًا أوليا في رؤية سيتي مختلف عن الأعوام الماضية مع جوارديولا. ثانيًا: لربما ظن لاعبوه أن البطولة المحلية أفقدت الفريق تركيزه خلال دوري أبطال أوروبا في العام الماضي والخروج المرّ أمام توتنهام قلل الثقة وهزّها بعض الشيء. ثالثًا: الفريق لم ينتدب أسماء جديدة واستمر بما يملكه من عناصر رئيسية في التشكيل، وهو في حاجة وفقًا لقراءة شخصية لملء شواغر في قلب الدفاع والخط الامامي خصوصًا، فالفريق مثلاً كان هشًّا وسهل الوصول لمرماه في مناسبات مهمة أبرزها لقاء إقصائه أمام السبيرز أوروبيًا العام الفائت.

أما السبب الرابع، فيعود إلى أن حماس اللاعبين مع جوارديولا وسياسة تحفيزه لعناصره.. لذلك في كل المناسبات التي درب في جوارديولا أنديته وهما برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني تجد عامه الثالث الأقل حظًا من ناحية الأداء الفني، الفريق يواجه صعوبة في إيجاد حلول ويصطدم بعقبة قراءة جيد من منافسيه، لذلك تتكرر الكبوات ويعاني من نزيف النقاط أكثر فأكثر. ويمكن القول بأن الأهمية في تخفيض الرتم والجهد البدني محليًّا عامل خامس من عوامل التراجع، وهو ما قد يضع جوارديولا تصنيفه للبطولات قبل بداية الموسم، ويقدّم خيار دوري أبطال أوروبا أولوية قصوى قبل البطولات الأخرى التي هو ينافس عليها كل موسم.

إجمالاً.. يبدو أن الجميع متفق على أننا نرى موسما أخيرا لجوارديولا مع السيتزن، موسم ثالث قد يكون كل أمله في تحقيق الحلم الذي تعاقد معه بايرن ميونخ ولم يوفق فيه وهو ذاته التي لم يفعله مع مانشستر سيتي.. الهم الأكبر هو دوري أبطال أوروبا الغائب عن خزائن الفريق، أما مسألة البطولة المحلية فلم تكن عائقا إطلاقا وفعلها سابقوه في الدكة الفنية.. أسماء عملاقة ومدرب جيد يكفيان لتحقيق بطولة الدوري المحلي. هو مطالب بـ"الأبطال" قبل كل شيء. مطالب بأهم طموحات الفريق، ولعل القرعة أوقعته مع "سيد الأبطال" نادي ريال مدريد الإسباني ليكون الاختبار فوق الجيد جدًا، فلا دفعة معنوية أفضل من أن تقصي حامل اللقب لـ13 مرة سابقة ومتمرس الأداء الأوروبي. لذلك؛ السيتي أمام فرصة فعلية ليؤكد بها جوارديولا أن همّ الفريق هذا الموسم هو الأبطال، وعدا ذلك فإن الخروج وعدم تحقيق اللقب سيبقى إخفاقا.