هل بتنا متبلّدين رياضيا؟

 

 

أحمد السلماني

 

نعم، هل وصلنا لمرحلة متأخرة جدا من التبلّد واللاشعور وما عدنا نحس بالغيرة عندما يأتي نادي من الشقيقة فلسطين بمعاناتها ويمر على كل الأندية التي تربّعت على عرش مسابقاتنا الكروية والأدهى أنّه يمر عليها "رايح وجاي" وهو من هو يعاني قسر وقسوة الاحتلال من نقاط وحواجز وإجراءات صعبة ليستقبل ضيوفه وليأتي لمقابلتهم ومع ذلك يتفوق وبجدارة على أندية تعيش في بلد مطمئن آمن وفي رغد من العيش وتحظى بدعم لا محدود ومع ذلك لا تقوى على تجاوز الملحق المؤهل لكأس الاتحاد الآسيوي ولا أقول "أبطال آسيا".

وأعلم يقينا أنّ هناك من سيتّهمني بأنّ هذا "ما وقته وأنّ الطرح "جلد للذات" وأنا أقول بأنّ هذا هو الوقت المناسب لطرحه، ونحن نعيش مرحلة مفصلية وتاريخية بعمان تتطلب وقفة صادقة نصبر بها على الحقيقة المرة التي تعيشها كرة القدم العمانية ولنا في أرقام ونتائج مشاركة أنديتنا الخارجية في العقد الأخير وفشلها المريع في الذهاب بعيدا في البطولات الخارجية على مختلف المستويات دليل جلي على الفشل الذريع لإدارة منظومة الكرة لدينا رغم ما حظيت به من اهتمام ودعم من مال وبنية تحتية تحسد عليها وقاعدة عريضة من المواهب.

إنَّ النتائج السلبية لأنديتنا خارجيا إنّما هي إسقاط وترجمة حقيقية لسوء الإدارة، إذ أنّه وداخليًّا، فإنَّ الغالبية العظمى من الأندية العمانية تعاني الأمرين من حيث تراكم المديونيات وقلة الموارد، والأدهى من ذلك الترهل والعقم الفكري لهذه الأندية؛ حيث تتشبث فئة بعينها بمقاعد مجلس الإدارة دونما تجديد في أفكارها وطموحاتها: فئة تتباكى على قلة الموارد والدعم وتبعثر الأموال فيما لا طائل منه، واتحاد الكرة أقصى ما يقدمه للأندية في مشاركاتها الخارجية أن يجتمع مع النادي لوضع ترتيبات استقبال الضيوف وتوفير أقصى درجات كرم الضيافة في المقابل وفي أحيان كثيرة تجد أنديتنا عكس ذلك لكي تعيش توترا يفضي إلى الخسارة.

الحقيقة نحن اليوم وليس غدا، بِتنا في حاجة ماسة لـ"التدبر والتدبير" في شؤون الكرة العمانية، وإلى نقطة نظام، ويتحمل وزر هذا الوضع في المقام الأول وزارة الشؤون الرياضية واتحاد كرة القدم ومن ثمّ الأندية، إذ إنَّ التدبر إنّما هو بداية الانطلاقة نحو فكر حداثي متجدد للكرة العمانية برؤية جديدة تنسف البناء المترهل والآيل للسقوط، لتشيِّد قاعدة للانطلاق نحو بناء ثابت وقوي ومتين يقفز بالكرة العمانية إلى ركب دول القارة المتقدمة، ولا أبالغ إن قلت بأننا بحاجة لـ"ثورة" على التفكير القائم بسواده القاتم، ثورة كروية لن تتأتى حاليا مادامت بقيت منظومة كرة القدم لدينا تدار بهذه الطريقة البدائية العقيمة.

كما أنّ ملف مشاركات الأندية خارجيا بحاجة إلى وقفة جادة من الوزارة والاتحاد بأن يتم تأطير الدعم وتقنينه ووضع اشتراطات عليه بأن يجزأ ويمنح وفق المراحل التي تأهلت لها لا أن يمنح للأندية التي تقوم بتوجيهه في الصرف على مديونياتها ورواتب لاعبيها المتأخرة لتلعب الملحق وتخسر لتخرج لتضرب بسمعة البلد عرض الحائط وبكل أسف، أيعقل أنّ أندية صور وظفار والنصر والسويق وفنجا مثلا لا تدرك أنّ "العماني" مقترن بها على شاشات الفضائيات، إنّ هذا للأسف يصب في خانة الجحود والنكران لجميل الوطن.

على الوزارة واتحاد اللعبة ومع الأندية تشكيل لجنة موحدة ومشتركة لإدارة هذا الملف والعمل بمبدأ العقاب والثواب مع مضاعفة الدعم، وكفى عبثية وهدرا لمقدرات البلاد بلا مسؤولية أو رقيب.