استمرارية النهج السامي القويم

فايزة سويلم الكلبانية

(1)

في الخطاب التاريخي الأوَّل لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم-حفظه الله ورعاه- وعد جلالته بأنه سيمضي على نفس النهج القويم الذي أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- وأن جلالته سيواصل المسيرة الظافرة التي أطلقها السلطان الراحل- رحمه الله- قبل 50 عامًا، والذي يستهدف نشر التنمية والرخاء في ربوع وطننا العزيز، وتحقيق التعاون الدولي والتعايش السلمي مع مختلف دول العالم.

التأكيد السامي لجلالة السلطان المعظم- أيده الله- بأنَّ عمان ستواصل النهج القويم للسلطان الراحل، يؤكد أنَّ تلك الثوابت الوطنية ستظل راسخة رسوخ جبال عُمان، فلن يكون هناك تدخل في شؤون الدول الداخلية، وسيرتسم جلالته خطى السلطان الراحل محافظاً على السياسة الخارجية القائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار. عُمان ستظل- كما أكد جلالة السُّلطان المعظم، داعية ومساهمة في حل الخلافات بالطرق السلمية باذلة الجهد لإيجاد حلول مرضية للخلافات بروح من الوفاق والتفاهم. ولقد رسخ جلالة السلطان المعظم- أيده الله- لهذا النهج عندما تضمن الخطاب التاريخي تأكيدات على أنَّ عمان ستُواصل مع الأشقاء الخليجيين الإسهام في دفع مسيرة التعاون، وأيضاً دعم جامعة الدول العربية والأشقاء الزعماء، والنأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات لتحقيق تكامل اقتصادي يخدم التطلعات، وأن عُمان ستواصل دورها كعضو فاعل في الأمم المُتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين.

 

(2)

وفي ظل العهد الجديد الميمون بإذن الله تعالى، فإننا نترقب طرح عدة ملفات على طاولة اجتماعات حكومتنا الرشيدة بقيادة جلالته في مختلف المجالات، وهي ملفات تحتاج للعمل والتنفيذ العاجل لتعلقها المباشر بالمواطنين ومعيشتهم وانتعاش الوضع الاقتصادي عامة، وذلك على نهج وخطى السلطان قابوس- طيب الله ثراه- في تعزيزها وإيجاد الحلول والبدائل لكل التحديات التي تقف أمامها لتكون انطلاقة متجددة لأجل عُمان وشعبها الوفي لسلطانه المفدى.

ولعل ملف الباحثين عن عمل ومواجهة الفساد الإداري والمالي وتعزيز التنويع الاقتصادي وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، ومواصلة الجهود لتحسين معيشة المواطن، وغيرها من الملفات الخدمية التي تهم المواطن في كل ولاية من ولايات عُماننا الحبيبة.

وإننا إذ نشير إلى هذه الملفات العاجلة، فإننا نوجه الشكر للقيادة السامية الحكيمة لمواصلة السير على النهج القابوسي، في الحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار الداخلي، معاهدين جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- على العمل بجد واجتهاد من أجل نهضة الوطن وتطوره.

(3)

إن من أجمل ما ذكره صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في الخطاب التاريخي: "جزى الله السلطان قابوس خير الجزاء وجعل كل ما أنجز في ميزان حسناته"، مؤكداً أنَّ "الأمانة المُلقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة وينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدمًا نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل ولن يتأتى ذلك إلا بمُساندتكم وتعاونكم وتضافر جميع الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى وأن تقدموا كل ما يسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء".

ولا شك أن هذه الكلمات المضيئة تدفعنا للاستبشار بكل الخير والرخاء لبلادنا العزيزة، فجلالة السلطان المعظم هو خير خلف لخير سلف، وجلالة السلطان الراحل توسم فيه الخير، ولم لا فهو القوي الأمين على مُقدرات الوطن والقادر على مُواصلة رحلة العطاء والتطوير. وكلنا ثقة بأنَّ المستقبل سيكون مشرقاً على عُمان وأهلها، مواصلين مسيرة باني نهضة عمان الخالدة جلالة السلطان قابوس- طيب الله ثراه- ومعاهدين الله أن نعمل متحدين تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم- أيده الله- لرفعة عمان وأهلها.

 (4)

"أبناء السلطان قابوس".. تلك العبارة تشعرنا بالفخر والاعتزاز عندما ينادينا بها أحد الأشقاء من الدول العربية، إذ نشعر بالفخر بقابوسنا المنير وما وصلت إليه عماننا بفضل حكمته ومواقفه الحكيمة، التي تواصلت طيلة حياته واستمرت بعد وفاته، فقد رحل جلالته وترك لنا دروسا ورسائل عظيمة شهدتها مراسم تشييع جثمانه الطاهر، وأيضاً في مراسم تنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-.

(5)

كثيرة هي التعليقات والعبارات التي تداولتها وسطرتها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في مختلف دول العالم، مع رحيل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- وما نشره المغردون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لفت انتباهي تغريدة الشيخ جوعان بن حمد، شقيق صاحب السُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، عندما قال: "إذا عدّت العرب دُهاتها فإنَّ مكانة السلطان قابوس بن سعيد بينهم لا تخفى". وأضاف قائلاً عن السلطان قابوس - طيب الله ثراه-: "رجل التوازن والاعتدال الذي حقق النهضة العُمانية وأدار علاقات الجوار باتّزان ودهاء رغم عواصف السياسة الإقليمية والعالمية".

أسأل الله العلي القدير أن يجزي جلالة السلطان قابوس عنَّا كل الخير وأن يسكنه فسيح جناته، وأدعو الله أن يوفق مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأن يهيئ لجلالته سبل الرشاد، إنِّه ولي ذلك والقادر عليه

 

faiza@alroya.info