رحيل أحد رموز عبري

ناصر العبري

رحلَ رمزٌ من رموز ولاية عبري.. رحل محمود بن إبراهيم الرئيسي إلى جوار ربه، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء وخدمة الوطن.

فالمرحوم -بإذن الله تعالى- كان جنديًّا في قوة مسقط وعُمان سابقا، وله مشاركات عديدة، وكان -رحمة الله عليه- من ضمن فريق المسح البريطاني لإعداد اول خارطة جوية لعُمان، كما كان ضمن فريق اختيار الموقع المناسب لمعسكر المرتفعة.

وقبل ذلك، عمل الفقيد مُدرِّسا في المدرسة الإرسالية الأمريكية في مطرح قبل التحاقه بقوة مسقط، ثم عمل مدرسا للجنود في مركز التدريب بغلا.

وأسَّس -رحمه الله- مدرسة محمود بن إبراهيم الرئيسي، أول مدرسة في عبري تطبق خطوات التعليم الحديث، وقد تخرج فيها عدد كبير من الطلاب الذين تقلدوا لاحقا مناصب عليا في بلادنا الحبيبة.

وتأسَّست هذه المدرسة في العام 1958م في حارة الرمل، وسُمِّيت المدرسة بهذا الاسم نسبة لصاحب هذه المدرسة وهو: محمود بن إبراهيم بن أحمد الرئيسي. واستمرَّت لمدة سنتين من تاريخ قيامها، وكان يدرس فيها اللغة العربية والرياضيات وبعض العُلوم، وكان تدريسه بطريقة عصرية من حيث المنهج والكتب واستخدام السبورة وأدوات الكتابة. وكان يدرس فيها اللغة العربية، وكان اعتماد المدرس في تدريسه اللغة العربية على القرآن الكريم ومنهاج القراءة الرشيدة، وهو منهاج كان في متناول قادة وجنود الجيش؛ حيث كان يعمل الرئيسي، كما كان يدرس بعض العلوم التي تهم أفراد الجيش.

وكان الراحل يدرس بعض الأمور المتعلقة بالصحة والحياة بشكل عام، ومن صفاته الخاصة ودليل تواضعه أنه كان يحضر القهوة للطلاب عند استراحتهم أو عند الانتقال من فرع لآخر، وكان ينظم الرحلات لهم لتعزيز علاقته بهم.

ولم يستفد من هذه المدرسة غير عدد محدود من الطلاب؛ لأنَّ طلابَ هذه المدرسة لم يلتحقوا بمدرسة الإصلاح التي تلت هذه المدرسة؛ لذلك نجد تأثيرَ هذه المدرسة محدوداً في المجتمع المحلي في ذلك الوقت، لكن ذلك لا يمنع من أن هذه المدرسة كان لها قصب السبق في فتح آفاق جديدة للتعليم بولاية عبري، ويكفي أن يستفيد طلاب المدرسة مما تعلمه، وإن لم يتأثر المجتمع بأسره في ذلك الوقت؛ لأن طلاب هذه المدرسة أصبحوا يشغلون مراكز قيادية في مختلف ميادين العمل الوطني.

رحم الله الفقيد، وتغمده بواسع رحمته، وأسكنه الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه.