التغير المناخي في "دافوس": كثير من تباين الآراء مزيد من السخرية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

مع إسدال الستار على الاجتماع السنوي لرجال الأعمال والقادة السياسيين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، تزايد الحديث عن التغير المناخي، وسط تباين شديد في الآراء، وسخرية من نشطاء البيئة الشباب، متهمين النخبة الدولية بعدم بذلها ما يكفي لمنع ظاهرة الاحتباس الحراري، حسبما ذكر تقرير لشبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.

وخلال أسبوع من المناقشات في المنتدى الاقتصادي العالمي، هيمنت على كيفية معالجة أكبر مشكلة يواجهها الكوكب، أنتج ذلك التجمع الكبير توترا متبادلاً بين وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد.

منوتشين، الذي شكك في أوراق اعتماد الناشطة المناخية غريتا تونبرغ، أخبر أعضاء اللجنة أن التخطيط طويل الأجل غير مجدٍ، عندما يتعلق الأمر بتحليل واحتواء تغير المناخ. فيما عارضته لاجارد وقالت إنه من الأهمية بمكان تقييم الخطر الذي يشكله تغير المناخ على الأسواق المالية والاقتصاد، لذلك يمكن "توقعه وقياسه" و"نأمل في تخفيف" آثاره.

وهرع منوتشين للرد وقال "أنا فقط لا أريد أن نخدع أنفسنا.. أعتقد أنه لا توجد طريقة يمكن أن نحدد بها هذه المخاطر على مدى الثلاثين عامًا القادمة بمستوى يقين".

وأبرز تباين وجهات النظر الفجوة المستمرة بين الولايات المتحدة وأوروبا حول أزمة المناخ على الرغم من النداءات القوية من الأمير تشارلز، من بين آخرين، لاتخاذ إجراءات جذرية.

وكانت الاستدامة هي موضوع عشرات العروض والاجتماعات ومحادثات دافوس؛ حيث ناقش الحضور ووسائل الإعلام الآثار المترتبة على الإعلانات الأخيرة مثل خطة مايكروسوفت (MSFT) الخاصة بالتخلص من "سلبية الكربون" بحلول عام 2030 والتزام بلاك روك (BLK) بوضع القضية في قلب استراتيجيتها الاستثمارية.

وانهارت الاجتماعات، فيما اتفق معظم المندوبين على وجود مشكلة كبيرة، لكن الإجماع ضئيل حول ما يجب اتباعه من خطوات لاحقة. وربما كان هذا هو الاستنتاج الحتمي لحدث كان متواجدا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صدم نشطاء المناخ خلال خطاب رئيسي باعتبارهم "نذر شؤم".

وقالت تونبرغ في مؤتمر صحفي مع أربعة نشطاء شباب آخرين "بالطبع تم تجاهل المطالب بالكامل، لكننا لم نتوقع شيئًا أخر". وأضافت "طالما لم يتم التعامل مع الوضع كأزمة، عندها يمكن لقادة العالم وقطاع الأعمال الاستمرار في تجاهل الموقف".

وقال الناشط لويس نيوبور إن المجموعة تخطط لتتبع الوعود التي قطعها المتحدثون ومحاسبتهم عليها.

وقد تظهر بعض الالتزامات من المؤتمر في الأيام المقبلة. بدأ مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب الأسبوع الماضي برسالة تطلب من الشركات الحاضرة الالتزام بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة بالكامل بحلول عام 2050. ولم يكشف المؤتمر بعد عن عدد الشركات التي وقعت عليها.

وقال وزير المالية الألماني أولاف شولز الذي شارك أيضًا في اللجنة مع منوتشين ولاجارد: "من المهم أن نفعل شيئًا الآن". وأضاف "انتظار الآخرين هو استراتيجية خطيرة للغاية".

تعليق عبر الفيس بوك