شنّ هجومًا لاذعًا على مجلسي البوسعيدي والوهيبي

عبد الله السعدي: الشارة الدولية بالوراثة والمجاملات تحكم عمل لجنة الحكام

 

الرؤية- وليد الخفيف

شنّ الحكم الدولي السابق عبد الله السعدي، هجومًا لاذعًا على مجلس الإدارة السابق والحالي للاتحاد العماني لكرة القدم، منتقدًا أداء لجنة الحكام بالاتحاد، ورئيسها والخبير الفني، محملاً الجميع مسؤولية ما وصفه بتراجع مستوى الحكم العماني على الساحتين القارية والدولية.

ودعا السعدي إلى إعادة النظر في إدارة هذا الملف الهام من أجل عمان، وتنحية المصالح والانتماءات الجغرافية جانبا، وتغليب معايير الكفاءة على العلاقات الشخصية.

وقال السعدي في حوار لـ "الرؤية":"اعتزلت التحكيم في 2015 بعد قيادة مباراة الأساطير بين ريال مدريد وبرشلونة في مسقط، وكان بوسعي مواصلة العمل لفترات أطول وبنفس الكفاءة، وتمثيل السلطنة في مختلف المحافل الدولية، غير أن مجلس الإدارة السابق برئاسة السيد خالد بن حمد، والمقربين منه كانوا وراء إبعادي بعد حرب باردة أجبرتني كرها على ترك الصافرة ومغادرة المستطيل الأخضر في ريعان شبابي قبل أن يتواصل اضطهادي من قبل المجلس الحالي".

وأضاف السعدي: "تراجع مستوى التحكيم تشهد عليه الإحصائيات والأرقام وتقارير الاتحاد الآسيوي، ولا تمتلك السلطنة سوى حكم واحد فقط من الفئة الأولى وهو أحمد الكاف بعد تعثر 5 حكام في تجاوز المستوى الثاني، ما يعني أن الكاف وحدة الذي له حق المشاركة في البطولات الكبرى ممثلا لعمان، وأتمنى أن يتكلل مشواره الناجح بالمشاركة في مونديال 2022 بقطر بعد نجاحه الملحوظ الفترة الماضية في كل الاستحقاقات التي خاضها".

وتابع الحكم الدولي السابق: "الوضع المتردي انتقل من المجلس السابق إلى الحالي الذي اتبع نفس السياسة المرتكزة على تقريب من يرتبطون معهم بمصالح شخصية وإبعاد ومحاربة أهل الكفاءة، والمعايير التي لطالما تحدث عنها الخبير ولجنة الحكام، وبعض المنظرين ما هي إلا حبر على ورق".

وأكمل السعدي حديث لـ"الرؤية": "مع تدويل مجالس الإدارات ورؤساء لجنة الحكام ظل الانتماء الجغرافي مسيطرًا على قرارات أصحاب القرار، ونحن بحاجة لصف ثانٍ يكون بوسعه العطاء لمدة 10 إلى 15 عاما، وهذا لن يتأتى إلا بتحقيق العدالة المطلقة من قبل المعنيين، وضرورة وقوفهم على مسافة واحدة من الجميع بغض النظر عن القرابة والعلاقات الشخصية".

وأشار السعدي إلى أنّ مستوى التحكيم حاليا ما بين مرضٍ ومقبول دون أن يرقى للجيد، فشكاوى الأندية دليل على ذلك، وهناك العديد من الاتحادات الوطنية لا تملك الإمكانات المادية التي يحظى بها الاتحاد العماني تقدمت وحققت تفوقًا ملحوظًا في غضون سنوات قليلة نظرا لعملها المرتكز على المصداقية والشفافية".

وقال السعدي: "أعتقد أنّ الصراعات التي يعيشها مجلس الإدارة الحالي أعلى من صوت المسابقة التي تفقد بريقها يوميًا بعد يوم لعزوف المتابعين، وأعتقد أنّ جدول أعمال اجتماعات مجلس الإدارة وافر بمناقشة مجموعة من الصراعات مع تسابق محموم على رئاسة الوفود دون التطرق لسبل تطوير اللعبة ومنها ملف الحكام".

واستطرد السعدي قائلا: "اهتمام أصحاب القرار بمصالحهم الشخصية، ومساعدتهم أصدقاءهم، فكل عضو مجموعة يدافع عن مصالحها بغض النظر عن الكفاءة، فمتى تشرق شمس عمان على مجلس ولجنة تضع نصب أعينها المصلحة العامة قبل الولاء لمنطقتها الجغرافية.

وقال السعدي: "معسكرات الحكام سياحية، ولا تحقق أي منفعة منها سوى التنزه على حد وصفه، ويحيط الغموض معسكر لبنان الأخير، وعودة 6 حكام قبل انتهاء البرنامج، وأوضحت بعض الأمور لرئيس، ولكنه لم يهتم بما قلت، وعندما حاول التعرف على أبعاد الموقف أسند رئاسة لجنة تقصي الحقائق والتحقيق لرئيس لجنة الحكام رغم أنّه كان في لبنان معهم، إنّه لأمر غريب.

وانتقد ملابس الحكم العماني قائلاً: "يرتدي حكامنا ملابس بلا هوية معروفة في حين أن اتحادات فقيرة ترتدي ملابس صنعتها شركات عالمية".

ومضى قائلاً: "لم يدخر الاتحاد جهدًا في التخلص من بعض الأصوات الحرة الداعية للنهوض بملف التحكيم مثل الدولي محمد بن صالح آل شهاب، فأبعده عن تقيييم الحكام، وأعتقد أنّ الغاية في شغل مهمة مقيّم الحكام أضحت محصورة في الحصول على العائد المادي آخر الشهر".

وكشف السعدي عن المكالمة التي دارت مع رئيس لجنة الحكام الحالي سيف الغافري ودعوته ليكون مقيّما للحكام طالبًا منه تقديم رسالة موجهة لرئيس الاتحاد، قائلاً: "لم تكن الدعوة خالصة بل كانت فخًا، لقد تمنى أن أرفع رسالة استعطاف للرئيس، وفي نفس الوقت سترفض نظرا للائحة التي تحول دون ذلك لمرور أكثر من عامين على اعتزالي دون أن أتحول إلى مقيم".

وكشف أنّ الحكم يوسف البرامي لا تنطبق عليه شروط العمل كمقيّم حكام لنفس الشرط الذي يقف عائقا أمامه؛ غير أنّه اعتمد نظرًا لصداقته مع إبراهيم الحوسني، وذلك على حد تعبيره.

وقال السعدي: "الآن اكتب رسالة لرئيس الاتحاد، ورئيس اللجنة، لاستعطفه أن أكون مقيمًا، وأنا من وضعت الشارة الدولية على كتف رئيس لجنة الحكام الحالي، لا يمكن أن أعمل في هذه الأجواء التي تفتقد للمنطق".

واختتم حديثه: "الشارة الدولية ليست بالوراثة، لقد فقدت عمان مقعدًا في الشارة الدولية هذا العام لأنّ حمد المياحي لم يتقدم للاختبار ليعتمد بعد ذلك كمقيم، وأرسل الاتحاد الاستمارة بها اسم شاغر لتحرم حكما واعدا من تحقيق حلمه المشروع في نيل الشارة، وأعتقد أنّ أحدهم احتفظ بالخانة ليدفع بأحد أقاربه الموسم القادم". 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك