إرساء السلام في ليبيا

تمخّضت محادثات السلام الليبية التي عقدت أمس في العاصمة الألمانية برلين عن جمة من الاتفاقات والتوافقات حول مستقبل البلد الغني بالنفط والموارد الطبيعية، في مقدمتها رفض أي تدخل أجنبي والالتزام بحظر جميع أنواع التسليح، وضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراع.

والمتأمل في المشهد الليبي يجد بوضوح أنّ هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا يشهد معارك وحروبا بالوكالة بين أطراف إقليمية ودولية، والجميع يزعم أنّه يدعم وحدة الدولة الليبية، متغافلين عن أهميّة أن يقرر الشعب الليبي مصيره بنفسه، وألا يكون عرضة للمساومات الدولية من القوى الخارجية التي باتت تتحكم في عملية صنع القرار هناك، سواء كان ذلك في الشرق أو الغرب، فكلا الطرفين خاسر ما لم يجلسا سويا على مائدة تفاوض وطنية موحدة، ترفض الطرف الخارجي، وتؤيد وحدة الصف الداخلي، من أجل إعادة بناء الدولة التي مزّقتها الحرب منذ أكثر من 9 سنوات، وما مرت به من ظروف عصيبة تسببت في انهيار مؤسسات الدولة، وتوغل الجماعات المتطرفة والإرهابية.

إنّ إرساء السلام في ليبيا يجب أن يتم إنجازه في أسرع وقت ممكن، حماية لثروات هذا البلد العربي، ودعما لحقوق شعبه في العيش في أمان وسلام ورخاء.

تعليق عبر الفيس بوك