عندما يرحل العظماء

 

نور بنت حسن الغسانية

رئيسة جمعية المرأة العمانية بصلالة

 

سلام عليك يا أبي وسيدي ومولاي

سلام الله عليك مقدار ما رحمتنا

سلام الله عليك يا سيدي ومولاي مقدار ما أسستنا ومقدار ما أحببناك ومقدار ما افتقدناك وبكيناك مولاي.

عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنفطر لذهابهم القلوب وتنكسر النفوس، لكونهم حماة للمبادئ والأمة وركنها الركين، وإن فقدنا اليوم ليس كأي فقد فهو حقيقة فريدة جسدت كل أشكال الحب، والهدوء والقوة والعزم والصبر والثبات، فكما قدتنا خمسين عامًا سجلت بين دفتي كتاب تاريخ عُمان حقبة زمنية منيرة، بحكم تتقاطر من صفحاته المضيئة كل صور العطاء لودونت لكتبت بماء الذهب والمجد والفخار، وكان للمرأة في ما بنيت وأسست نصيباً من توجيهات من لدنك ما دفعنا يا أبتي نحن النساء العُمانيات لحمل الأمانة والمشاركة بحب وتفاؤل في عملية البناء، ومازلت تحنو وتوجه أبناءك أن لا يجزعوا بفقدك وكيف تؤول الأمور بعدك بل وتستمر القدوة في أسمى معاني التواضع بمراسم وداعك سيدي، وسلمت مقاليد البلاد لمن ارتضيته ثقة ونحن أبناؤك مسلمون بقدر الله عاملين بتوجيهاتك مترحمين عليك نرفع أكفنا للسماء ندعو لك.

أذهلت العالم يا مولاي، وبكتك أرض عُمان ومن عليها، وبفقدك حزنت الأرض.

أبي ومولاي.. على خطاك سرنا وسنسير بثقة وبتوجيهاتك استنرنا وسنستنير نأياً بأنفسنا عن كل ما يشغلنا عن البناء وسنستمر مبايعين خليفتك الذي اخترت داعين الله أن يكون خير خلف لخير سلف خلفه نسير لإكمال المسيرة.

أبي ومولاي.. أشهد أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون أنك حملت الرسالة وأديت الأمانة وحكمت فعدلت وأنك كنت لنا أبا وقائدا وقدوة.

نم يا والدي قرير العين مُطمئن النفس ابنتك المكلومة والمسلمة بأمر الله الراضية بقدره والمبايعة لخلفك أعانه الله وثبته لما فيه خير البلاد والعباد.

تعليق عبر الفيس بوك