في أمسية بحضور عدد من الأدباء

الجمعيّة العمانية للكتاب تستعرض تاريخ "التعليم في عمان" منذ عقود

 

الرؤية - مريم البادية

نظمت الجمعيّة العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة التاريخ ليلة أمس الأول أمسية بعنوان "التعليم في عمان" أدارها الدكتور سليّم الهنائي، بمشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديمين في الشأن التاريخي الثقافي.

تخللت الجلسة التي حضرتها مجموعة من الكتاب والأدباء العمانيين والمهتمين بالشأن التعليمي من داخل السلطنة وخارجها نقاشات مفتوحة مع الباحثين الذين قدموا العديد من الاستفسارات حول واقع التعليم في عمان وماهيته وخصوصيته.

شهدت الجلسة مشاركة الدكتور ناصر العتيقي الذي تحدث عن مسيرة التعليم في مدينة صور كدراسة مقارنة بين الأوضاع التعليمية في صور قبل عام 1970 وبعدها متمثلا نماذج مدارس ثلاث وهي مدرسة بلاد صور ومدرسة ودار الفلاح ومدرسة أحمد بن ماجد.

 وتضمنت الجلسة مناقشة عدة أوراق؛ فجاءت الأولى والتي قدمها الدكتور خلفان الجابري بعنوان "تعليم القراءة والكتابة في مدارس القرآن الكريم قديما بسلطنة عمان" تناول فيها جهود العمانيين في دراسات علم الأصوات اللغوية بحيث إنهم وظفوا علم الأصوات وعلم العروض وعلم الصرف في وضع نظام صوتي موسيقي إيقاعي للكلمات العربية.

وأشار الجابري إلى مكونات الطريقة التركيبية (الجزئية) التي تعتبر إحدى طرائق تدريس اللغة العربية وكانت مستخدمة في شبه الجزيرة العربية والتي سميت في عمان طريقة الإعراب، وذهب الجابري ومن خلال ورقته ليتحدث عن جهوده في توثيق أساليب تعليم القراءة والكتابة في عمان قديماً ، إضافة إلى جهوده في تأسيس علمين جديدين لعلوم اللغة العربية والعلوم التربوية هما علم النحو وعلم الإعراب وتحويلهما من طرائق صوتية وأساليب تدريسية إلى علمين لهما أسسهما الفكرية واللغوية والتربوية المسترشدة بعلوم الأصوات اللغوية والصرف والعروض والعلوم التربوية.

وحملت ورقة العمل الثانية، والتي قدمها الدكتور ناصر الصقري عنوان "الأنشطة التعليمية للإرسالية العربية في عمان (1893-1970م)" ألقى فيها الضوء على الأنشطة التعليمية التي قامت بها الإرسالية العربية في عمان، فمنذ تأسيس الإرسالية العربية لمحطتها الثالثة في منطقة الخليج العربي في مسقط عام 1893م شرعت في تقديم خدمات طبية وتعليمية للناس، واتخذ تقديم الخدمات التعليمية أشكالاً مختلفة كان أبرزها إنشاء المدارس. وتمثل ذلك في المدرسة التي أنشأتها الإرسالية في مسقط.

وخلال الجلسة التاريخية شاركت الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية بورقة عمل بعنوان "المدرسة السعيدية في جوادر" وهنا كشفت الزدجالية عن تلك المدرسة التي تأسست في عهد السلطان سعيد بن تيمور، حيث كان السلطان سعيد حريصا على استكمال مسيرة التعليم في المناطق التابعة لعمان آنذاك خاصة جوادر على اعتبار أنّها كانت من المناطق التابعة لعُمان، حسب قولها.

 وأوضحت الزدجالية أن بداية التعليم في جوادر كغيرها من المناطق الإسلامية تتمثل في نظام الكتاتيب الذي يتم فيه تعليم القرآن الكريم والقراءة والكتابة، أما التعليم النظامي فبدأ بتأسيس المدرسة السعيدية أسوة بالمدرسة السعيدية في كل من مسقط وصلالة، وسعى السيد سعيد بن تيمور لتطوير التعليم في جوادر من خلال تعيين الكفاءات المتخصصة من الناحية التعليمية خاصة المعلمين في تخصصات اللغة الإنجليزية والأوردية، مقابل رواتب مجزية.، وكان من أهم معلمي المدرسة السعيدية في جوادر عبدالله بن عمر الكندي من أهل نزوى، ومولوي محمد موسى البلوشي، وعبدالمجيد الجوادري، ومحمد أكبر البلوشي.

تعليق عبر الفيس بوك