تأهل مستحق وخروج غير مستحق

حسان عمر ملكاوي

أجواء أخوية وأمسيات كروية وتنافس قوي وشريف جعل بطاقة التأهل حائرة وتتبدل كل لحظة في الجولة الأخيرة من دوري المجموعات وحضور مكتمل وتألق فني وامتاع كروي وفكر تدريبي وتنظيم باهر واستضافة مُميزة، تلك عنوانين بطولة كأس الخليج 24 ورغم أنه من سوء حظي أنني لم أحظ بشرف التواجد في قلب الحدث، ولكن نتابع وكالات الأنباء وشاشات التلفاز وأخبار الصحف ومواقع التواصل ونسمع الإذاعات وكل ذلك يشيد بجمالية التنظيم وحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، وهذا ليس غريبًا أو جديدًا على دولة قطر الحبيبة فهذا ديدنهم وشيمتهم، حكومة وشعباً وقيادة، ونقول ألف تحية ألى قطر المحبة ودوحة الخير التي تحظى عن جداراة واستحقاق بتنظيم المونديال العالمي لعام 2022.

وأما عن الدور نصف النهائي الذي أجد كروياً أن سمة لقاءاته البداية السريعة والخلو من فترة جس النبض، وعنوان نتائجه كانت فائزا يستحق التأهل، وخاسرا لا يستحق الخروج، حيث شهد الدور اللقاءات التالية:

  1. المنتخب البحريني والمنتخب العراقي وقد حسمه المنتخب البحريني بركلات الترجيح رغم أنه تلقى هدفين يتحمل الحارس الجزء الكبير من مسؤوليتهما ونأمل أن يتدارك ذلك.

لكن المنتخب استطاع إدارك التعادل مرتين، مرة برأسيه رائعة ومرة بهدف من أجمل أهداف البطولة. وفي قراءة المباراة نجد أنها شهدت تقاربا وتكافؤا في كل أرقامها وأحداثها مع أفضلية نسبية للمنتخب البحريني من حيث عدد الركلات الركنية ودقة وعدد التمريرات ونسبة الاستحواذ، وكان وداع المنتخب العراقي بعروضه المميزة ونديته القوية وداعاً مشرفًا، بتقديمه عروضا ولا أجمل، ولكن هذا حال الأدوار الإقصائية في عالم المستديرة، لابد من فائز بالنتيجة لكن حتما لا خاسر بين الأشقاء. وللإنصاف فإنَّ المنتخب البحريني حامل بطولة غرب آسيا، وصاحب النتائج الإيجابية في التصفيات المزدوجة لكأس العالم وأمم آسيا القادمة يعتمد في أدائه على منظومة العمل الجماعي والابتعاد عن الفردية والنجومية الشخصية، ويلاحظ المتابع للمنتخب البحريني منذ بطولة آسيا 2019 تميزه وتصاعد أدائه وارتفاع مستواه الفني من لقاء إلى آخر، وامتلاك روح الإصرار التي استطاع بها قلب وتغيير النتيجة في أكثر من لقاء وذلك بالعزيمة والتنظيم والأداء الرجولي والقتالية الكروية الشريفة والرغبة في الوصول للهدف والتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخة رغم أنه كان قريبًا من ذلك في أكثر من مناسبة وكما يقال فإنَّ البطل يولد من رحم البطولة فإنني أرى أننا قد نشاهد بطلاً جديداً لكأس الخليج لأن المنتخب البحريني أفضل الفرق بالبطولة بإجادة الانتقال بسرعة من الحالة الدفاعية إلى الهجومية والعكس أيضاً صحيح وهذا فنينا يحتاج إلى تكتيك عالٍ ولياقة بدنية كبيرة.

  1. المنتخب السعودي والمنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور، والذي قدم أداء يليق بأسد آسيا، وحامل لقبها، ولكنه عانى من عدم التوفيق في اللمسة الأخيرة والتسرع في اللمسة قبل الأخيرة، إضافة إلى أن أفضل لاعبي آسيا أكرم عفيف لم يكن بالحالة المطلوبة والمعتادة منه، وهذا شيء طبيعي ويحدث مع أفضل لاعبي العالم إضافة إلى أن العنابي اصطدم بالأداء والتكتيك الدفاعي المنظم للمنتخب السعودي صاحب التاريخ العريق والصولات والجولات الكروية، والذي اكتملت صفوفه وانتفض بعد خسارته الأولى في أولى لقاءاته في البطولة. وكنت قد تحدتث عن المنتخب السعودي الكبير وقلت في مقال سابق عنوانه أمم آسيا والحضور العربي "إنه قدم أداءً رائعا من الناحية الهجومية وعانى من بعض الأخطاء الدفاعية والتي كلفته التنازل عن صدارة المجموعة وأوقعته في مباراة نارية مع المنتخب الياباني". لكنه استطاع مُعالجة ذلك في بطولة خليجي 24 ولاحظنا أنه وبعد اقتناصه هدفا مبكرا وسيطرته المطلقة في بداية المباراة رغم غياب الدوسري وفرج وهما مؤثرين حتما، استطاع الفريق أن يلعب بدفاع مركز وإغلاق محكم، وضغط كبير على اللاعب المستحوذ على الكرة وأتقن تشكيل الخطورة في الهجمات المرتدة وهذا فكر كروي يحسب له ولمدربه في التعامل مع مجريات اللقاء من حيث بذل مجهود دفاعي أعلى من الهجومي وإدراكه أن محافظته على الهدف المبكر كافية للعبور بالفريق والوصول إلى نهائي خليجي 24. وإن كان بالعمر بقية فللحديث بقية.

تعليق عبر الفيس بوك