بين المستوى والنتائج.. و"خليجي 24"

المعتصم البوسعيدي

انتهتْ خمس جولات من التصفياتِ المزدوجة -عن قارةِ آسيا- المؤهلةِ لكأسِ العالم وبطولة الأمم الآسيوية، وقد حقَّقَ مُنتخبنا الوطني العُماني وصافة المجموعة خلف العنابي القطري بفارقِ نُقطةٍ واحدة فقط. وعلى الورقِ فإنَّ النتائج وسجلِ المجموعة منطقي وجيد، ويُمكن أن يكونَ أفضل لو استثمرنا ما تبقى من جولاتٍ، وتغلبنا على بطلِ آسيا عند استضافتنا له في مسقط؛ بشرطِ الحفاظِ على الفارق النقطي الحالي.

إنَّ المكاسبَ التي حققها المُنتخب خلال هذه التصفيات كثيرة، ولا يمكن غض البصر عنها؛ حيثُ نُعتبر -حتى اللحظة- أفضل وصفاء المجموعات، وبتنا نمتلك الزخم الجماهيري الكبير الذي لم يتسع له أكبر مُجمعاتِنا الرياضية، والذي ما عاد حضوره مُقتصراً على المبارياتِ النهائية، كما بدأت العناصر الشابة في أخذِ مكانها مع الحفاظِ على مجموعةٍ من لاعبي الخِبرةِ ممن يُقدمون مستوياتٍ عالية، إلا أنَّ ذلك لا يعني مثاليةَ المُنتخب التي لا تُمس ولا تُتنقد، فهُناك سلبياتٍ واضحةٍ لعلَّ أكثرها جدلاً المستوى غير المرضي والهوية التي لم تتضح معالمها في أداء "سامبا الخليج"، ولم تظهرها بصمةِ المُدرب الهولندي منذ توليه دفة قيادة الجهاز الفني.

من جانب آخر، نحنُ مُقبلون بعد أيام على بطولةِ كأس الخليج 24 بالدوحة، والتي استعادت وهجها بعد إعادة القرعة بانضمامِ مُنتخبات السعودية والبحرين والإمارات إلى التنافس الرياضي، ونسأل الله أن تكون بداية التعافي من الخلاف بشكل عام، وأعتقد -أيضاً- أن هذه البطولة جاءت في توقيتٍ جيد لمُنتخبِنا إذا ما شاركت المُنتخبات الخليجية بصفوفِها الأساسية ستُشكل المحك الحقيقي لمستوانا وقدرتنا التنافسية، خاصة وأننا نلعب حفاظاً على اللقب، ولن نكتفي بأي مركز دون المركز الأول في البطولة.

وفي ضوءِ ذلك، يُنتظر من الجهازِ الفني والإداري عملٌ مُضنٍ، وضرورة التخلص من أي تفاصيل طفت على السطحِ في الشقِ الفني الذي يُحتم على "كومان" تقمص جلباب "كرويف" عراب الكرة الهولنديةِ الشاملة، أو على أقلِ تقدير جلباب "أخيه" لرسمِ منهجية لعب تُساعده على الثبات والاستمرارية، واستثمار النتائج الحاصلة على نحوٍ أفضل مما عليه الآن، في حينِ أن الاشتغال الإداري لا يقلُ أهمية، بل وبعد الأحداث الأخيرة في لجنة المُنتخبات يجب أن تتضاعف الجهود للملمةِ الأوراق والأخذ بالاختلافاتِ من بابِ التكامُليةِ والبيئةِ الصحيةِ المُحفزة.

بين المستوى والنتائج.. و"خليجي 24"، ستتسعُ دائرةِ الرؤية، وتوضع النُقاط على الحروف، ونرجو أن يُفاجئنا "كومان" بخلطةٍ سحريةٍ كسلفهِ -الموصي- العجوز "فيربك" ونرى ما لم نشاهده من قبل، وعليه قبل ذلك أن يترك المُبررات المعروفة لدينا، فنحن لن نُحاسبه على ما لا يملك ولا نملك إليه سبيلا، ولمن يهمه الأمر نقول: "من ينتقدك وأنت فائز خير من الذي ينتقدك وأنت خاسر"!