د. محمد بن قاسم ناصر بوحجام|أكاديمي وشاعر ومفكر جزائري
رئيس جمعيّة التّراث، القرارة، غرداية، الجزائر
أَسِفْتُ، هَلْ يَفْتَدِي غِيَابِــــيَ الأسفُ
عَنْ نَدْوَةٍ، سِفْرُهَا مَا خَطَّــــــهُ السَّلَفُ
//
لِــــجِرْبَــــةِ العِلْمِ والِجهاد وَالكَــــرَمِ
تَدَفَّقَ الــــجَـــمْعُ مُسْرِعِيـنَ وَانْعَطَفُـوا
//
يَسْتَشْمِمُـونَ شَـــــذَا ذِكْرَى أَبِـــي مِسْوَرٍ
وَفُرْسُطَائِـي ومَـنْ أَمْثَالُـهُــمْ سَلَفُـــوا
//
مُؤَمِّلِيــــــنَ إفـــــادَةً، تُنِيــرُ طريـــــ
ــقًا يَسْتَضِيءُ بِـهَا، وَيَقْتَدِي الخَلَــــــفُ
//
فَالنّشْءُ يَـحــيَا ضَيَاعًا، تَائهًا فِي مَهَبْـــ
ــــبِ الرِّيِح، يَرْجُو مَنْ صُوًى لَهُ يَصِفُ
//
تَاريـخُـهُ غَيْــــرُ وَاضِحٍ، وَغَيْــرُ مُتَــــــا
حٍ فقْهُهُ، غَمَرَتْـــهُ التّيــهُ والسّـــــدَفُ
//
فَانْسَـاقَ فِـي نُظُـــمٍ، لَيْسَتْ لَـــهَا صِلَــــةٌ
بِأَصْلِــهِ، فَمَضَى يَقْفُـــو وَيَنْحَــــــرفُ
//
سَرَابَ دَرْبٍ بِلَا وَعْي ٍ وَلَا رَشَــــــــدٍ
بَلْ زادَ غَيًّا بِـمَا فِـي القَذْفِ يَقْتَــــرِفُ
//
مُهَاجـِمًــا نُظُمًـا، سَادَتْ قُرونًــا وَجَــــــا
دَتْ بِالـخُيورِ، لَـهَا الوَرَى قَدِ اعْتَرَفُــوا
//
أَسْبَابُ ذَا جَهْلُ كُنْــــهِ سِيرَة، ٍ كَابَــــدَتْ
ضَنًى؛ مَخَاضًا، مُعَانَاةً.. فَيَا أَسَــــــــفُ
//
فَضْلاً عَنِ الدَّوْرِ فِي الـحَيَاةِ؛ أُسًّا بُنِــي
عَلَيْهِ رُكــــنُ كِيانٍ، لَيْسَ يَنْجَــــــرِفُ
//
لـِحُسْنِ سَبْكِ بِنَائِهِ الـمَتِيـــــنِ: سَـــــــدًى
وَلُـحْمَةً ، كَيْفَ لَا نَرْضَى وَنَعْتَــــــرِفُ
//
بِأَنّـــــهُ الـمَرْجِــــعُ الأَسْنــَى، زَكَا لِعِمَـــا
رةٍ، نَـمَـــتْ شَجَرًا أَثْــمَارُهَـا قُطُـفُ
//
نِظَــــامُ عَزَّابَـــــةٍ لَـَحَـــلْقَةٌ، دَأْبـــــُــهَا
تَنْظِيمُ سَيْـــرِ حَيَـاةٍ، هَلْ دَرَى الـخَلَـفُ
//
فَهْيَ الـمِثَالُ لِفَهْـــمٍ أَعْمَــقٍ مُتَجَــــــذْ
ذِرٍ، لِـمَنْ مِـــنْ مَنَاهِــلِ النُّهَــى غَرَفُـوا
//
وَهْيَ النَّمُـوذجُ فِي البِنَا الـجَمَاعِي؛ بِـمَـــا
يـَحْوِيــــهِ مِنْ قِيَمٍ، أَقَامَـهَا السَّلَـــفُ
//
لِيَأْخُذَ النَّهْجَ وَاضِحًـــــا شَبَـابٌ، وَعَى
مَا يَنْبَغِـــــي ِ لِلْمَسِيــر؛ عُــدَّةً تَقْــــفُ
//
سَدّا مَنيعًا، يَـرُدُّ الغَيَّ عَنْ طُـــــــرُقٍ
مَحْفُورَةٍ خِبـــْرَةً، فَهَلْ لَــهَا انْتَصَفُـوا؟
//
صِيَانَـــــــةُ شَأْنِـَهــا ضَــــرُورَةٌ، وَاجِــبٌ
عَلَى الـجَمِيعِ، وَإِلاَّ نَالَـهَــا التَّلَـــــــــفُ
//
تَطْوِيرُهَــــا مَطْلَــــــبٌ لِلسَّيْرِ فِــي دَأَبٍ
نَحْوَ التَّقَــدُّمِ، ذَا مَا يَقْتَضِي الـهَــــــدفُ
//
كَتَبْتُ بَـحْثًـــا؛ مُشَارِكًــا رِفَاقِي بِـــــــــمَا
جَـادَ اجْتِهَــادِي، لِـمَــا تَفَضّـلُوا رَدِفُ
//
لَكِنْ جَـرَى قَدَرٌ: أَنْ لَا أَقُومَ بِعَــــــرْ
ضِهِ، وَإِنْ قُدِّمــَتْ مَقَاطِــعٌ نُتَـــــفُ
//
نِيَابَةً عَنْ حُضُورِي، لَـمْ تُبِنْ أَبَـــدًا
عَنْ نَظْرَتِـي، سَاءَنِي، مَاذَا عَسَى أَصِـفُ
//
أَسِفْتُ، هَلْ يَنْفَعُ التَّأَسُّـــــفُ الـــمُنْتَهِي
وَقَدْ مَضَى وَأنَا فِـي الحَسْرَةِ الدَّنِـــفُ
//
إِذْ لَــمْ تَصِلْ فِكْرَتِـــي كَمَا أُريدُ، فَذَا
كَ حَظُّ مَنْ غَابَ، هَلْ يَشْكُو؟ هُنَــا أَقِفُ
//
فَلَا أَلُـــومُ وَلَا أَنْعَـى عَلَى أَحَـــــــدٍ
فَاللهُ أَدْرَى بِـحَالٍ، يَقْتَضِي الـمَوْقِـــفُ (1)
//
حَـمْدًا لِـمَــنْ وَفَّقَ الـمُنَظِّمِيـــنَ لِنَـدْ
وَةٍ، سَــمَتْ هَدَفًـا، مَا يَرْتَجِي الـخَلَـفُ
//
تَاريـــــخَ مَجْدٍ تَليدٍ يَـحْتَوِي سُبُــــــلاً
تُبيــنُ كَيْفَ يَكـونُ السَّيْـرُ وَالدَّلَـــــــفُ
//
فَرَحْـــمةٌ لِلأُلَـــى، تَفَانَــوْا لِوَضْعِ مَنَـا
هِــجٍ، تَنَاهَــتْ سَنًى، مَأْوَاهُــــمُ غُـرَفُ
//
في جَنَّةٍ، عَرْضُهَـا عَرْضُ السَّمَاءِ وَمِثْـــ
ــلُ الأَرْضِ، هَلْ أَحسنُ مِنْ ذَا أَخِي شَــرَفُ؟!
.........
هامش:
- أقيمت النّدوة الدّوليّة السّادسة لكتب سير الإباضيّة: السّيرة المسوريّة البكريّة أو نظام العزّابة المنبثق والمسار من التّأسيس إلى العصر الحديث. جزيرة جربة، تونس. أيّام: (02 - 04) من ربيع الأوّل 1441هـ/ 30، 31 من أكتوبر 01 من نوفمبر 2019م. شاركتُ فيها ببحث، عنوانه: "نظام حلقة العزّابة نموذج للوعي الجماعي والبناء الاجتماعي"، لم أتمكّن من حضور هذه النّدوة المهمّة لظروف خاصّة. فنظمت هذه الأبيات المتواضعة، سجّلت فيها مشاعري.