عثمان بن راشد العميري| سلطنة عُمان
وَقَفَ الْوَقْتُ حِينَ بَثَّ قَرَارَا:
"هَاكُمُ الشَّمْسَ كَيْ تَكُونُوا نَهَارَا
//
فَأَنَا أَنْتُمُو، وَهَمُّ كِلَيْنَا
أَنْ نَرَانَا نُقِيلُ مِنَّا عِثَارَا
//
كُلُّنَا مَلَّهُ الْقَتَامُ فَأَضْحَى
يَطْلُبُ الْفَجْرَ لِلْوُجُودِ مِرَارَا
//
ثَقُلَ الْوَطْءُ فَاحْتَمَلْنَا جِهَادًا
نَحْنُ مَا زَالَ عَزْمُنَا لَا يُجَارَى
//
إِنَّمَا النَّصْرُ صَبْرُ سَاعَةِ يَوْمٍ
لَيْسَ كُلُّ الْأَوْقَاتِ تَغْدُو أَوَارَا"
//
"فَاسْتَمَعْنَا إِلَيْهِ عَلَّ بَصِيصًا
مِنْ حَيَاةٍ يُقِيمُ لِلرُّوحِ دَارَا
//
وَمَضَيْنَا نُزِيلُ دَهْرًا عَصِيبًا
نَبْتَغِي الْعَصْرَ فِي الْجَدِيدِ يَسَارَا"
//
وَمَضَى الْوَقْتُ وَهْلَةً بَعْدَ حِينٍ
وَالْلَيَالِي تَفِرُّ مِنْهُمْ فِرَارَا
//
أَيْنَ صَارُوا؟! هَلْ قَدَّمُوا لِحَيَاةٍ
مِلْؤُهَا الْخَيْرُ، حَيْثُ صَارَوا خِيَارَا
//
أَمْ تَمَنَّوْا مَعِيشَةً كَتُرَابٍ
لَفَّهَا الْبُؤْسُ وَاسْتَكَانُوا خَسَارَا
//
"نَحْنُ قُمْنَا بَأَمْرِنَا فِي الْبَرَايَا
نَرْتَدِي الْحَزْمَ، إِذْ مَخَرْنَا بِحَارَا
//
نَدَعُ الصَّعْبَ كَالسُّهُولَةِ فَوْرًا
وَاتَّخَذْنَا مِنَ الْعُقُولِ مَنَارَا
//
نَهْضَةٌ عَمَّتِ النُّفُوسَ فَلَسْنَا
نَقْعُدُ الْآنَ أَوْ نَقُودَ الْغِمَارَا"
//
"أَيُّهَا الشَّعْبُ، أَنْتَ نَبْعُ زُلَالٍ
بِكَ ذِي الْأَرْضُ تَسْتَحِيلُ ثِمَارَا
//
هَا هُنَا نَحْنُ قَدْ كَسِبْنَا رِهَانًا
أَنْ تَعُودَ الْبَلَادُ عِزًّا نُضَارَا"
//
هَذِهِ قِصَّةٌ تَعَدَّتْ مَدَاهَا
قُدْوَةٌ يَقْتَفِي هُدَاهَا الْحَيَارَى
//
ذَاكَ قَابُوسُ قَدْ تَسَامَى وَشَعْبٌ
أَلْمَعِيٌّ، يَشِعُّ دَوْمًا فَخَارَا
//
قِبْلَةَ الْخَيْرِ يَا عُمَانَ الْمَعَالِي
شَأْنُكِ السِّلْمُ، أَيْنَ تَبْغِي مَسَارَا
//
أَنْتِ أَمٌّ لِلْمَكْرُمَاتِ جَمِيعًا
فِي ارْتِقَاءِ النُّجُومِ لَيْسَ تُبَارَى
//
قَدْ سَعَى الْوَقْتُ بَعْدَ وَقْفَةِ حِينٍ
هَا هُوَ الْآنَ يَسْتَلِذُ جِهَارَا
.........
هامش:
قيلت في ملتقى الشعراء بوادي السحتن يوم الجمعة 18ربيع الأول 1441هـ الموافق 15 نوفمبر 2019