رؤية كروية على "البريمرليغ"

حسين بن علي الغافري

(1)

عزز انتصار ليفربول ليلة الأحد المنصرم على بطل النسخة الماضية مانشستر سيتي قبضته على صدارة الترتيب في الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق مريح عن الوصيف ليستر سيتي وصل إلى ثماني نقاط كاملة. فوز الليفر يضع خطواته نحو استعادة اللقب الهام إلى خزائنه منذ أمد في طريق صحيح. ولعلّ العوامل تتوافر في شخصية الريدز هذا الموسم في جوانب مختلفة، أولها الفاعلية الكبيرة للنجوم في مختلف الخطوط والرغبة الجامحة في التتويج الذي كان قريبا جدًا من تحقيقه خلال مواسم متفرقة في العقد الأخير آخرها الموسم الماضي والصراع الشرس حتى الرمق الأخير. الريدز نجح في الخروج من اختبارات صعبة في مناسبات مختلفة يحصد النقاط الثلاث، والفوز الكبير على السيتزن بثلاثية منحتهم شيئًا من الثقة في صناعة المجد هذا العام. وتبدو أنّ لمسة الألماني يورغن كلوب وتوليفته المثالية ساهمت في رؤية ليفربول مختلف ومعقد يصعب الإطاحة به إذا ما كان في يومه خصوصًا. لا نقول بأنّ البطولة حسمت من بعد الفوز الكبير على السيتي ولكن بوادر مهمة طمأنت الجماهير العاشقة للأحمر الإنكليزي نوعا ما. أمّا من جانب آخر فالفارق بتسع نقاط عن السيتي وثماني نقاط عن الوصيف ليستر سيتي يذكرنا بما حدث في العام الماضي على أقل تقدير عندما كان الفارق مماثلا للريدز وانقلبت الآية في مستهل النصف الثاني من البطولة. إذًا البطولة لازالت في الملعب بكل تفاصيلها.

 

 

(٢)

خسارة السيتي تبدو واقعية قياسا على الأداء الذي شاهدناه والذي قدمه الفريق في أغلب اللقاءات هذا الموسم. الفريق يعاني خصوصا في الخط الهجومي. ولكن مازال السيتي لديه ما يقوله حتى نهاية العام ولربما ما يحدث من فترة تراجع بحاجة إلى تصحيح سريع لبدء مشوار التدارك؛ فالموسم لازال في بدايته. السيتي في الشوط الثاني عاد إلى الشكل الذي نعرفه وقدّم كرة ممتازة. وشخصيًا اعتقد أنّ إنهاء الهجمات مع الأرجنتيني أغويرو والبرازيلي خيسوس ليست بتلك الناجعة الكبيرة، فالفريق يحتاج إلى هداف متمكن يعوض تراجع مستوى الأرجنتيني هذا الموسم. السيتزن يواجه ضغوط كبيرة من نواحي مختلفة، فاللقب الإنكليزي مهم بنظر الجميع ولكن يبدو أنّ وجود الإسباني جوارديولا هو من أجل دوري أبطال أوروبا بدرجة أولى، فالفريق محليا لم يكن يواجه صعوبة في التتويج وفعلها تقريبا كل من سبق جوارديولا خلال الأربع مواسم الماضية. الهدف الأسمى هو لقب الأبطال الذي بحث عنه جوارديولا شخصيا مع بايرن ميونخ الألماني والآن مع مانشستر سيتي ولم يوفق في الحصول عليه.

 

(٣)

أكثر الأندية ملفتة هذا العام في البطولة الإنكليزية هي ليستر سيتي وتشيلسي. الليستر وصيفا للريدز والبلوز ثالثا. ليستر يذكرنا باللحظات الجميلة التي صنعها الفريق قبل أربعة مواسم مع الإيطالي رانييري والتتويج باللقب والتي وصفت بأحد عجائب كرة القدم في عصر المال. الفريق يقدم كرة قدم ملفتة وجميلة وبات رقما صعبا ومنافسا على اللقب. كذلك الحال مع تشيلسي الفريق الممتع مع فرانك لامبارد. البلوز استحق احترام الجميع لعروضه الملفتة في البطولة ودوري الأبطال. ولو أن إمكانيات الفريقين الفنية تبدوان أقل مما بحوزة الريدز والسيتي.

 

 

(٤)

توتنهام وصيف بطل أبطال أوروبا، وأرسنال، ومانشستر يونايتد؛ ثلاثة أندية عملاقة تعاني في الدوري الإنكليزي هذا العام، وتبدو أنّ إقالات الثلاثة مرتقبة في ظل تذبذب المستويات. توتنهام تقريبا الأبعد في إقالة مدربه كونه سيحظى بمبلغ كبير وهو ما يسعى إليه وطالب به في مناسبات مختلفة بأنّه غير واثق من استمراره ما يعني رغبته في تغيير الأجواء ولكن بحث عن إقالة أو تسوية تمنحه جزءًا لا بأس به من الشرط المالي. الشياطين الحُمر وضعهم مماثل كذلك من حيث عدم استقرار النتائج، الفريق يبدو هشًا ولا يملك وضوح بأدائه أو شكل أسلوبه، لذلك وضع مدربه سولشاير مترنح وإما يظفر بتجديد ثقة ومنها يُمنح فرصة لترتيب خياراته في موسم الانتقالات أو أنه استنفد كل فرصه وبات قريب من المغادرة. إجمالا، الدوري الإنكليزي هذا العام ملفت من جوانب مختلفة. المنافسة مشتعلة على كل المراكز وفرص التتويج والهبوط ساخنة، كل الأندية تملك إرادة وعزيمة وشراسة وبالتالي تقارب المستويات لا يبدو بذلك البون الشاسع. الكرة الإنكليزية ممتعة جدًا وقوية بشكل كبير، لذلك لا تدفعنا التوقعات الورقية المسبقة إلى رسم النتائج النهائية، فالكرة لها أحكامها.