مهرجان المسن الأول

 

طالب المقبالي

 

هذا ديدن فرع جمعية إحسان بجنوب الباطنة الذي لا يكل ولا يمل؛ في احتواء المسنين، والاهتمام بهم؛ تكريما لهم لما قدموه من جهد ومثابرة في خدمة المجتمع من خلال إشراكهم في المناسبات المختلفة وإدماجهم مع كافة فئات المجتمع.

فقد نظّم فرع جمعية إحسان بمحافظة جنوب الباطنة "مهرجان المسن الأول" والذي أقيم في حديقة الرستاق العامة واستمر لمدة يومين.

المهرجان خلق أجواءً من البهجة والفرح ليس لدى المسنين أنفسهم؛ وإنّما لكل شرائح المجتمع من كبار السن ومن الشباب ومن الأطفال ومن النساء.

فعاليات المهرجان بدأت بماراثون للمشي قامت به مجموعة من المسنين والمسنات، ثمّ التجوال في المعرض المصاحب للمهرجان، الذي احتوى على العديد من الأركان؛ منها ركن الكتاتيب، وركن لفعاليات المسرح، وركن خاص بالحرفيين جسّد على الطبيعة ممارسة حية ومباشرة للأعمال الحرفية؛ التي يقوم بها الحرفيون المسنون أمام الزوار، والذي لاقى إقبالاً كبيراً من قبل الزوار، كما كانت لهواة التصوير فرصة سانحة لالتقاط الصور لهؤلاء الحرفيين وهم يمارسون عملهم في مكان واحد.

وهناك ركن جميل للمبادرات المجتمعية، وركن آخر للمواهب في مجال الخط العربي والزخارف، وكذلك الرسم على الماء، وهي موهبة رائعة وربما تنفذ للمرة الأولى أمام الجمهور في ولاية الرستاق، كذلك الركن الطبّي الذي يختص بالتثقيف الصحي والتوعية، قدّمته مثقفات صحيات من مجموعة دعم وصحة المجتمع بمركز الرستاق الصحي، كما تمّ استعراض مبادرات وأهداف القرى الصحية، والتي تهدف إلى الوقوف على المشاكل البيئية والصحية والاجتماعية لتلك القرى، بالإضافة إلى التعاون مع جميع قطاعات ومؤسسات المجتمع على حل المشاكل الصحية في المجتمع المحلي.

وفي زاوية أخرى استمتعت وعدد كبير من الحضور بالألعاب الشعبية القديمة التي جسّدها عدد من كبار السن والتي كدنا أن ننساها، رغم ممارستنا لها ونحن أطفال.

ولم تقتصر الفعاليات على هذا فقد صاحبت المهرجان مجموعة من الفعاليات الأخرى كالفنون الشعبية، واستوديو خاص بالمسنين، بالإضافة إلى جلسة للتغني بالشعر وفن الميدان، وهناك ركن خاص بالمسرح، والذي قدّم العديد من المسابقات الترفيهية للجمهور والأطفال، بالإضافة إلى مشاركة الجمهور لبعض المواهب كالإنشاد والفنون الشعبية وفن الميدان.

لقد عهدنا من فريق إحسان بجنوب الباطنة، وقبله فريق أصدقاء المسنين تنظيم العديد من الفعاليات واللقاء والزيارات للمسنين، والمشاركة في المهرجانات كمهرجان صلالة السياحي، ومهرجان مسقط، كما كان هناك معسكر تخييم في رمال الشرقية قبل سنتين، وكنت أحد المشاركين في هذا المعسكر الذي كان ممتعاً بكل المقاييس، وقد خصصت له مقالاً استعرضت من خلاله الأنشطة والفعاليات التي أقيمت في المعسكر.

إنّ مثل هذه المهرجانات والمشاركات الخارجية والمعسكرات تجدد النشاط والحيوية لدى كبار السن، وتمنحهم الطاقة والثقة بالنفس، وتعطيهم الإحساس بأنّ دورهم في الحياة لم ينته، فما زال للعطاء مُتسع، وما زال الأمل في البقاء والاستمرار في العطاء متجدد.