من أحوال النقد العربي

يوسف عوض العازمي **

 

"المعرفة ليس بها استحواذ ولا سيطرة، المعرفة هي منتوج فكر عالمي نحن جزء منه، ونحن مدعوون وبشكل أساسي إلى أن نكون في خضم هذه المعرفة".. حمادي صمود (تونس).

 

 

لبعض الآراء النقدية في بعض منتجات الأدب وجاهتها، لها مؤداها المطلوب وإن كان بعضها لايخرج عن إطار التخصصية القاتمة، لأن النقد عالمه واسع وافقه ينتشر في منتشرات جل العلوم الإنسانية، بإختلاف متنوعاتها ومتشكلاتها، أجد المرتكز في التركيز بالدراسات على إنتاج وكتابات ومجهود وآراء عمالقة النقد الادبي الحديث الأجانب، ألمس التوقف عند إنتاجاتهم، وكأنه لم يخلق اوينتج غيرهم، بطبيعة الحال هناك تقدير لأحوال الأكاديميا في بعث هؤلاء دون غيرهم، لعدة إعتبارات متفهمة جيدا لدى المنصفين، إنما ما أذهب إليه هو استنهاض الهمم والتطلع والبحث في كتابات الغير، لدينا عمالقة نقد أدبي يشار إليهم بالبنان (اقصد في دولنا العربية) ولابد أن في بعض الثقافات الأخرى عمالقة أيضا، في الإقليم الفارسي، وفي الهند، وفي الصين، وبقية أنحاء المعمورة.

حتى في الكويت هناك من يشار إليه بالبنان، ولكن ربما لا يوضع عليه الإهتمام اللازم، لن أذكر اسماء فالمعروف لايعرف، لكني أتبحث عن مبحوثات علينا أن نبحث عنها ونتباحث بها ولها، أعلم انه ليس لكل دعوة مستجيب، ولا كل طارق للباب سيجد الجواب، لكن على المهتمين والباحثين أن يهتموا وان يدعو ويطرقوا الابواب، لربما تمت الإستحابة للدعوة، أووصل الجواب لطارق الباب، اما الإستكانة على مجموعة من اعلام النقد الاجانب، وكأنه لم يخلق غيرهم، لا اظن ذلك وجيها دائما.

هناك علوم تتفق مع مجريات الأبحاث النقدية ومساراتها، كالفلسفة والتاريخ وعلم الإجتماع والسياسة، وكلها تشكل متناسبات مناسبة في النقديات المبحوثة، ولا مندوحة فيه أن المستندات التاريخية في النقد الادبي القديم تجذب وتؤهل بعضا من مناحي البحوث النقدية الحديثة، حيث يستكمل القديم بالحديث، لأن القواعد والمتفقات مشتركة، ولذلك عندما يتم التركيز وتسليط الضوء على النقاد العرب المختصين الذين أبدعوا في الإسهام والمواظبة والإنتاج الأدبي الرصين في مجالات النقد العربي قديمه وحديثه، سيكون الأثر مضاعف لتفهيم المتعلم لهذا الأدب الراقي.

أما بمجال النظريات وإضطلاع الغربيين بها، لاشك أن في ذلك معروف، إنما لوأخذ الوضع من جانب متجنب وبحث أحد الباحثين المميزين بهمة في كتابات وسطور اعلام النقد العربي وأيضا يبحث في كتابات تحليل الخطاب، لابد أنه سيجد نظريات وإن لم تكتب كنظريات، لكنها غرست في الورق ولم يلتفت لها، أولم يعتد بها، ريما أن القراءة لم تكن قراءة بحثية لبحث العبارات ذات الجدوى الممكن إستخدامها كنظرية أوقاعدة يبنى عليها، لذا ارى أننا في حاجة لبحاثة يهتمون بهذا الامر، ويستخرجون اللآلئ المخفاة عنا، وحتما لن يرجعوا خالين الوفاض.

alzmi1960@

** كاتب كويتي