الإقبال الكثيف وحضور مواطنين غير مقيدين في السجل الانتخابي من أبرز أسباب تعطل النظام ببعض المراكز

49 % نسبة المشاركة في انتخابات الشورى.. وعملية الفرز تمت إلكترونيا بإشراف قضائي

994 جهاز تصويت في 110 مراكز انتخابية بالولايات

350581 ناخبا وناخبة أدلوا بأصواتهم في الانتخابات

صلالة الولاية الأعلى تصويتا بـ71%.. والوسطى بصدارة المحافظات بـ81.3%

السعدي: أعضاء الشورى الفائزين يعبرون عن اختيارات الناخبين

صحفيون أجانب يؤكدون: الإقبال الكبير على التصويت دليل على نمو وعي المجتمع العماني

تدابير عاجلة اتخذت خلال التصويت لمواجهة التحديات الطارئة

نقل الأصوات وإجراء الفرز تم عبر الشبكة الحكومية المغلقة وليس من خلال الإنترنت

رصد صور غير صحيحة عن عملية التصويت في عدد من المراكز عبر "التواصل الاجتماعي"

لا تأخير في الفرز وإعلان النتائج.. والعملية جرت وفق القانون

لا خرق من المرشحين لفترة الصمت الانتخابي.. لكن رصدنا شائعات

 

 

الرؤية- مدرين المكتومية

 

 

عقد فضيلة الدكتور خليفة بن محمد بن عبدالله الحضرمي نائب رئيس المحكمة العليا رئيس اللجنة العليا لانتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة، أمس، مؤتمرا صحفيا في المركز الاعلامي للانتخابات، وذلك بحضور سعادة ناصر بن سليمان السيباني نائب رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رئيس اللجنة الإعلامية للانتخابات، وطلال بن أحمد السعدي أمين سر اللجنة الرئيسية للانتخابات، والدكتور أحمد بن سعيد الشكيلي مساعد المدعي العام عضو باللجنة العليا للانتخابات.

وألقى طلال بن أحمد السعدي أمين سر اللجنة الرئيسية لانتخابات أعضاء مجلس الشورى في الفترة التاسعة بيانا حول سير العملية الانتخابية، وقال إنه استمراراً لتطوير وتعميق نهج الشورى العمانية، وبما يتوافق مع مراحل مسيرة التنمية العمانية الحديثة، التي أرسى دعائمها ويقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي ترتكز على مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار، وفي صياغة وتوجيه التنمية الوطنية، على مختلف المستويات، فقد جرت (أمس الأول) عملية انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة، التي تمتد للسنوات الأربع المقبلة.

 

 

وأضاف السعدي: "في مشاركة وطنية، تميزت بالسهولة والوضوح والشفافية، وبوعي يعزز النموذج العماني في مسيرة الشورى. توجهت جموع الناخبين، على امتداد أرض عمان الطيبة، وفي كل ولايات السلطنة، منذ السابعة صباحا للإدلاء بأصواتهم، ولاختيار مرشحي ولاياتهم لعضوية مجلس الشورى للفترة التاسعة". وتابع قائلا: "بينما نقلت وسائل الإعلام العمانية، ووسائل الإعلام المختلفة، من الدول الشقيقة والصديقة عمليات التصويت التي جرت في 110 مراكز انتخابية، على الهواء مباشرة من مختلف الولايات، شاهدنا جميعا الاقبال  الكبير على مراكز الانتخاب، على امتداد ساعات التصويت التي امتدت من الساعة السابعة صباحا حتى التاسعة مساء، بعد تمديد ساعات الانتخاب ساعتين في جميع ولايات السلطنة لاستيعاب جموع الناخبين".

التصويت الإلكتروني

وأكد السعدي أن انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة شكلت أيضا، خطوة متقدمة أخرى، على طريق التطوير الالكتروني لعملية الانتخابات، وبما أتاح الفرصة للمرة الأولى، امام كل الناخبين العمانيين الموجودين خارج الوطن الادلاء بأصواتهم، أينما كانوا، وذلك من خلال تطبيق التصويت عن بعد، عبر الهواتف الذكية، وهو ما تم تطبيقه يوم 19 أكتوبر الجاري، حيث أدلى العمانيون في الخارج، الذين لهم حق التصويت، والذي استكملوا الإجراءات الخاصة بنظام التصويت عن بعد، وكذلك أعضاء لجان الانتخابات والإعلاميين العاملين في الانتخابات، بأصواتهم. وبالتالي تم الاستغناء للمرة الأولى عن إقامة مراكز للتصويت في عواصم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتم دمج نتائج التصويت عن بعد للعمانيين في الخارج  في نتائج الانتخابات التي جرت أمس، عند إعلان النتائج النهائية. وبين أن انتخابات الفترة التاسعة تميزت بأنها الكترونية في كل مراحلها، بدءا من التسجيل الانتخابي للناخبين الجدد الذين بلغوا سن الحادية والعشرين ويتمتعون بحق التصويت، وفق قانون انتخابات أعضاء مجلس الشورى، الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (58/2013)، إلى جانب من لم يقوموا بالتسجيل سابقا، حتى عمليات نقل القيد وتغيير المقر الانتخابي، وعمليات الترشح، وإعلان قوائم المرشحين والناخبين، فضلا عن عمليات التصويت والفرز، وفقا للقواعد التي يحددها القانون.

وأوضح ان استخدام الجهاز الإلكتروني "صوتك" في عملية التصويت والفرز في مراكز الاقتراع في انتخابات الفترة التاسعة لمجلس الشورى كان بمثابة إنجاز كبير، مشيرا إلى انه تم استخدام 994 جهاز تصويت "صوتك" تم توزيعها على 110 مراكز انتخابية، منها 5 مراكز للتصويت الموحد.

وأكد السعدي أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الفنية والتقنية لضمان سير عملية الانتخابات بسهولة ويسر، بما في ذلك توفير أجهزة احتياطية، ودعم فني لأية مشكلة في حال حدوثها، ومعروف ان جهاز (صوتك) يحتفظ بالمعلومات في الحالات الطارئة ، وقد جرت عملية الانتخاب كما هو مخطط لها برغم تمديد مدة الانتخاب ساعتين في كل ولايات السلطنة.

إشراف قضائي

وزاد قائلا إن اللجنة العليا للانتخابات، برئاسة نائب رئيس المحكمة العليا، تتولى الإشراف على مختلف مراحل عملية الانتخابات، والبت في الطعون، في حال وجودها، والاطمئنان على سير عملية الانتخابات وفقا للقانون، مشيرا إلى أن اللجنة الرئيسية للانتخابات التي يترأسها سعادة المهندس وكيل وزارة الداخلية، تقوم بالجهد الرئيسي لعمليات الإعداد للانتخابات، بالتنسيق والتعاون مع الجهات  المعنية الأخرى، وذلك في إطار المهام المحددة لها بموجب القانون، ولضمان توفر كل الجوانب التنظيمية واللوجستية اللازمة لاتمام عملية الانتخابات بسهولة وشفافية ويسر، وبدون أي تدخل في عملية التصويت التي تتم عبر اللجان الفرعية، او في عملية الفرز التي تتم الكترونيا وباشراف قضائي.

وأشار إلى أن وزارة الداخلية- عبر اللجنة الرئيسية للانتخابات، ومن خلال القرارات الوزارية التي أصدرها معالي السيد وزير الداخلية، عملت على تنظيم مراحل وخطوات عملية الانتخابات وبضمانات وحيدة كاملة، موجها الشكر لمختلف الجهات التي ساهمت في أن تخرج هذه الانتخابات في صورة طيبة. وعبر السعدي عن اعتزاز اللجنة بإقبال الموطنين العمانيين على الإدالاء بأصواتهم ومشاركتهم، حيث أظهروا وعياً وإدراكاً كبيرين، سواء من خلال الإقبال على التسجيل الانتخابي؛ حيث زادت الأعداد بنسبة 20% مقارنة بانتخابات الفترة الثامنة عام 2015، أو من خلال الإقبال على عمليات الترشح لخوض الانتخابات. وأوضح أن اجمالي عدد المرشحين بلغ 637 مرشحا ومرشحة، منهم 597 مرشحاً و40 مرشحة، وبذلك تضاعف تقريباً عدد المرشحات لانتخابات الفترة التاسعة عما كان عليه في الفترة الثامنة وهو 21 مرشحة. وتابع أنه فيما يتعلق بمؤهلات المرشحين للفترة التاسعة، فمن بين المرشحين 28 مرشحًا ومرشحة من حملة الدكتوراة، منهم 26  مرشحاً ومرشحتين اثنتين، إلى جانب 75 مرشحاً ومرشحة من حملة الماجستير منهم 67 مرشحاً و8 مرشحات، و195 مرشحاً ومرشحة من حملة البكالوريوس منهم 185 مرشحاً و10 مشرحات، و65  من حملة شهادة الدبلوم العالي منهم 60 مرشحاً و5 مرشحات، و274 مرشحاً ومرشحة من حملة دبلوم التعليم العام منهم 259 مرشحاً و15  مرشحة. وبين السعدي أن أكبر عدد من المرشحات كان في محافظة مسقط بعدد 20 مرشحة، ثم محافظة الداخلية بعدد 6 مرشحات، وهو ما يعبر عن وعي المرأة العمانية وحرصها على المشاركة في العمل الوطني وجسد ذلك أيضاً إقبالها الكبير على الإدلاء بأصواتها.

إحصائيات وأرقام

وحول أعداد الناخبين للفترة التاسعة لمجلس الشورى، قال السعدي إن الإجمالي بلغ 713335 ناخبا وناخبة، منهم 375801 ناخب و337534 ناخبة، وكانت ولاية صلالة بمحافظة ظفار أكبر الولايات من حيث عدد الناخبين مسجلة 40444 ناخبا وناخبة، تلتها ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة بـ36149 ناخبا وناخبة، فيما سجلت ولاية السنينة بمحافظة البريمي أقل عدد من الناخبين بين الولايات بـ369 ناخبا وناخبة، ثم ولاية مقشن بمحافظة ظفار بـ985 ناخبا وناخبة. وفي المقابل، كانت محافظة شمال الباطنة أكثر المحافظات من حيث أعداد الناخبين بـ144719  ناخبا وناخبة، تلتها محافظة مسقط بـ102104 ناخبين وناخبات، بينما أقل المحافظات من حيث عدد الناخبين هي محافظة مسندم بـ11594 ناخبا وناخبة، تلتها محافظة الوسطى بـ12241 ناخبا وناخبة. وأوضح السعدي أن الناخبون اختاروا امس الأول 86 عضوا لمجلس الشورى للفترة التاسعة، وذلك بزيادة عضو واحد في ولاية لوى.

وكشف السعدي أن إجمالي عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الفترة التاسعة بلغ 350581 ناخبا وناخبة، وبنسبة مشاركة فاقت 49% بما في ذلك اعداد الناخبين العمانيين في الخارج، مشيرا إلى أن ولاية صلالة سجلت أعلى نسبة مشاركة بـ71% من إجمالي الناخبين المسجلين في السجل الانتخابي بالولاية، فيما سجلت ولاية قريات ارتفاعاً في أعداد الناخبات الإناث اللاتي قمن بالتصويت مقارنة بالناخبين الذكور، وبلغت نسبة مشاركة الإناث 51% من نسبة الناخبين المسجلين في تلك الولاية، وشهدت محافظة الوسطى أعلى نسبة مشاركة للناخبين في التصويت مقارنة بباقي محافظات السلطنة؛ حيث بلغت نسبة المشاركة في الوسطى 81.3%.

ومضى السعدي قائلا إن انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة سجلت فوز امرأتين بعضوية المجلس لترتفع مشاركة المرأة في مجلس الشورى مقارنة بالفترتين السابقتين من عضوة واحدة إلى عضوتين اثنتين.

وأوضح أنه في ظل الضمانات التي اتخذتها وزارة الداخلية واللجنة الرئيسية للانتخابات، والإشراف القضائي على عملية الانتخابات عبر اللجنة العليا للانتخابات، فإن أعضاء مجلس الشورى الذين تم انتخابهم، يعبرون في الواقع عن اختيارات الناخبين العمانيين، وعن آمالهم بالنسبة للفترة التاسعة لمجلس الشورى، وقيامهم بمهامهم واختصاصاتهم التشريعية والرقابية التي حددها النظام التشريعي للدولة. وأكد السعدي أن اختيارات الموطنين "دوما محل احترام الحكومة ومختلف مؤسسات الدولة"، وذلك في اطارالتكامل بين مؤسسات الدولة العصرية، التي أرسى قواعدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-.

إشادات بالتنظيم

وأشاد عدد من الاعلاميين المشاركين من خارج السلطنة في تغطية الانتخابات بسير العملية الانتخابية، وأثنوا على نسبة المشاركة التي رصدوها خلال يوم التصويت، فضلا عن استخدام نظام التصويت الإلكتروني في الانتخابات لأول مرة في تاريخ الشورى العمانية. وخلال المؤتمر الصحفي تطرق عدد من الاعلاميين إلى الحديث عن تطور العملية الانتخابية في السلطنة، حيث أكدوا أنها قطعت شوطا كبيرا وأن عملية التصويت شهدت حضورا واهتماما واسعين بأهمية المشاركة في المسيرة الشوروية.

وأكد المتحدثون في المؤتمر أن نسبة الاقبال الكبيرة التي شهدتها مراكز الانتخاب دليل على الوعي السياسي والفكر السياسي المتنامي في المجتمع، مشيرين إلى أن المرأة العمانية سجلت حضورا لافتا في هذه الانتخابات حتى وإن لم يحالف الحظ سوى إثنتين منهن. واضافوا أنه على الرغم من تمديد وقت التصويت حتى التاسعة مساء، إلا أن الناخبين ظلوا يمارسون حقهم الانتخابي في التصويت حتى وقت متأخر من الليل امتد إلى الواحدة صباحا.

تعطل التصويت

وذكر المسؤولون في المؤتمر الصحفي أن أحد الأسباب الرئيسية لتعطل النظام الانتخابي الإلكتروني هو عدم معرفة بعض المواطنين بشروط الانتخاب؛ حيث حضر إلى المراكز الاتخابية عدد كبير من المواطنين غير المقيدين في السجل الانتخابي، مما تسبب في إرباك النظام وتأخر عملية التصويت وتعطلها. وأكد المسؤولون أن التأخر في التصويت بولاية صلالة ناجم عن الإقبال الكبير من قبل الناخبين والناخبات على التصويت في الانتخابات، مؤكدين أن الجهات المعنية بالتنظيم اتخذت كل الاحتياطات التي تكفل سير العملية الانتخابية بيسر وسهولة، والعمل على مواجهة أي تحد يعترض سير الانتخابات. وشددوا على أن اللجان المعنية في كل المراكز الانتخابية تعاملت بحكمة واقتدرا مع هذه التحديات، مستنكرين انتشار بعض الصور غير الصحيحة والتي لا تمت للواقع بصلة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال المسؤولون في المؤتمر الصحفي إنه تم التعامل مع كافة الشكاوى وما أثير من أمور خلال عملية التصويت، وتم إيفاد مسؤولين إلى المراكز الانتخابية للتأكد من سير العملية وفق ما هو مخطط له.

وحول آلية الفرز، أوضح المسؤولون في المؤتمر الصحفي أن عملية نقل الأصوات من أجهزة التصويت الإلكتروني "صوتك" لبدء عملية الفرز، لم تتم عبر استخدام شبكة الإنترنت، بل عبر شبكة مغلقة، يتم استخدامها في المؤسسات الحكومية، لضمان المأمونية.

ونفى المسؤولون حدوث أي تأخير في عملية الفرز وإعلان النتائج، مشيرين إلى أن آلية غلق الاجهزة تتم تباعا ويتم فرز الاصوات الكترونيا كما إنه لا يتم مباشرة إلا بوجود الاستمارات الورقية وتسليمها للجنة الفرز.

وكشف المسؤولون أن اللجنة الرئيسية للانتخابات لم ترصد أي خرق لفترة الصمت الانتخابي، ولم تتلق أية شكاوى في هذا الخصوص، باستثناء رصدها لشائعات تتحدث عن اختراق احد المرشحين للصمت الانتخابي، وكانت متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن اللجنة الرئيسية تعاملت أيضا معها وتمت زيارة مراكز الانتخاب التي أثير حولها الشائعات من أجل التأكد من سير العملية الانتخابية.

تعليق عبر الفيس بوك