أبو نبراس البوصافي | مسقط
"في رثاء الشيخ ناصر بن سعيد الجرداني"
ترثْيكَ أعْمِدةُ المَساجدِ في السَّحرْ
يا شيْخَ ناصرَ ذا المقامِ وذا الأثَرْ
//
وكذاكَ أغْصانُ المنابِرِ كلُّها
ودفاتِرُ العلْمِ الكثيرةِ والسِّيَرْ
//
يا ترْجمانَ الصَّوْتِ يا ألَقَ الرُّبَى
يا أقْحُوانَ النِّيلِ يا معْنى الطُّهُرّ
//
يا مَبْسمَ العيْنيْنِ يا روحَ النَّقا
وملاذَ أفْئدةِ الكواكبِ والقَمَرْ
//
شيْخُ الجَرادِنةِ الكريمُ المُنْتَقى
وسِوارِ قلبِ الأصْفياءِ منَ الكَدَرْ
//
ريْبَ المَنونِ فجَعْتَنا وترَكْتَنا
مثْلَ اليَتامى في قَواميسِ القَدرْ
//
وتركْتَ قلْبَ الوقْتِ عنْدَ مشاعِري
يقْتاتُ منْ ألَمِ الفراقِ المُعْتَصِرْ
//
حقًّا لأنْتَ مقَارضُ الأَعْمارِ في
دُنْيا الأسَى وربيعُ أنْقاضِ العُمُرْ
//
أوَّاهُ يا دهْرَ الكرامِ أهكذاَ
تفْري اللُّحومَ بلا توانٍ أو نَظَرْ
//
كمْ دمْعةٍ في العينِ طارُ لُعابُها
جفْلاءُ في ثوبِ المَحازنِ تسْتَعِرْ
//
لا والَّذي بسَطَ الأراضِي بيْنَنا
أنْساكَ أوْ أنْسى تلاواتِ الفجَرْ
//
يا كعْبةَ التَّرْتيلِ منْ حدْرٍ ومنْ
تدْويرِ آياتِ الكتابِ منَ السُّوَرْ
//
ما استوْعبَتْ نفْسِي الفِراقَ هُنَيْهةً
فلأنْتَ عنْدي في المَيَامينِ الغُرَرْ
//
ما زالَ حبْرُ مَحابِري في حزْنِهِ
دمًّا تفِيضُ فكيفَ يَأتِيني الشِّعِرْ
//
ويلِي عليْكَ أيا خطيبَ منابرٍ
ويلي أصِيحَ فقَدِّمُوا فيَّ العُذُرْ
//
ما عُدْتُ أقْوى في رِثائِكَ سيِّدي
فالدَّمْعُ غرَّقَ مُقْلتي ذهَبَ البَصرْ
//
يا ربُّ عبْدُكَ ناصِرٌ طرَقَ القَضاَ
أنتَ الرَّحيمُ ومَنْ يُنادى بالأبَرْ
//
أسْكِنْهُ في جنَّاتِ خلْدِكَ دائمًا
وبريقُهُ الأخَّاذُ في ثوْبٍ خَضِرْ