حسين بن علي الغافري
يعيش نادي مانشستر يونايتد واحدا من أسوأ بدايته خلال العقدين الأخيرين في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز. تذبذب في المستوى الفني يقابله تراجع شديد في أداء اللاعبين الكبار، الفريق لم يفز خلال ثماني مباريات إلا مرتين منذ انطلاق البطولة المحلية. فضلا عن انخفاض ملاحظ لمستوى الثقة بالنرويجي سولشاير مدرب الفريق. كل هذه العوامل أوجدت شكلا سلبيا للمجموعة وقدرتها على المنافسة أو البقاء ضمن رباعي القمة على أقل تقدير. لا روح ولا حماس.. مجرد أداء واجب أقل ما يقال عنه. التقديرات والتوقعات تقول بأنّ وضع الفريق أمام خطر حقيقي في المركز الرابع عشر وبالتالي الدخول في حسابات معقدة في ذيل الترتيب إن استمرت الأمور هكذا.
قبل أقل من عام تقريبا.. أجمع الكل بأن حضور سولشاير بعد رحيل البرتغالي مورينهو سيكون حلا فعّالا بعد النتائج الكبيرة التي صنعها الفريق خلال ستة شهور من قدومه. هو ابن النادي وقدم مستويات كبيرة خلال وجوده كلاعب، مما يعني أنّه على دراية بكل أوضاع القلعة الحمراء، وبالتالي استبشرت الإدارة خيرا في أنّ الفريق مقبل على مرحلة مختلفة ومنسجمة قدمت مستويات عالية وهو ما دفعهم إلى رسم طموحات لاستمرار المدرب لسنوات طويلة.. ولما لا يكون فيرغسون آخر.!.
أولا لنتفق بأنّ مرحلة فيرغسون ورحيله ومغادرة عدد كبير من النجوم كانت بالنسبة للكثيرين صدمة لا مفر عنها. مهما كانت الأسماء فسيأتي يوم يغادر فيه السير مقاعد البدلاء ولو بعد حين. ولكن بعد رحيله لم يعرف الفريق أي استقرار وتبدلت الأسماء على الدكة الفنية. وكل مدرب تم منحه صلاحيات واسعة ودفعت أموال طائلة لجلب نجوم وفقا لرؤيته، ولكن لم يحدث أي جديد. فهل المشكلة جميعها في المدربين الذين مرّوا على مانشستر بعد رحيل فيرغسون أم أنّ هناك شيئا آخر؟
شخصيًا أعتقد أنّ الإدارة تتحمل جزءا كبيرا من المشكلة - إن لم تتحملها كلها- مع كل انتداب لمدرب جديد تبدأ الأصوات المطالبة في الألقاب. وهو ما يدخل الجميع في ضغوطات هائلة من مدربين أو لاعبين. سقف الطموحات يجب أن يسير بشكل تدريجي بعيدا عن التكلف. البداية تكوين مجموعة منسجمة واستقطاب دماء جديدة تقدم الإضافة. بناء قاعدة صلبة للفريق وللمدرب صلاحيات واسعة واستقرار كبير. أما أن تتجه الأصابع للمدرب عقب كل هبوط لمستوى للفريق فهذا غير منطقي. سولشاير كمثال قدم بداية جيّدة أو من الممكن أن نصفها بأنّها ممتازة. جدية وانضباط وتنوع تكتيكي ورغبة جامحة من اللاعبين في بذل العطاء.. هو نفسه الآن من تم كيل كل السلبيات عليه وعن فشله في تقديم الإضافة والمطالبة بإقالته. إذا مشكلة مانشستر تتجاوز المدربين.. تنطلق من الصفر من أسفل الهرم.. الفريق بحاجة إلى الصبر ثم الصبر وتجديد الدماء.. إطلاق سراح من يرغب بالرحيل.. بحاجة إلى خفض الطموحات خلال موسم أو موسمين لبناء مجموعة قوية.. ولازالت أعتقد بأنّ سولشاير قادر على أن يقود مهمة التجديد إن تم تجديد الثقة به. ما رأيكم؟
