الرياضة في إدارة العلاقات الدولية رسالة ماجستير لـ" ياسر الهطالي"

 

الأردن | خاص الرؤية

 

نال الباحث العماني ياسر بن سليمان بن سعيد الهطالي درجة الماجستير في بحث له بعنوان: دور الرياضة في إدارة العلاقات الدولية..العلاقات العربية أنموذجا" من جامعة مؤتة بـ(المملكة الأردنية الهاشمية) وكانت محاور البحث حول أهمية الرياضة من الناحية السياسية حيث تعتبر الرياضة ميداناً واسعاً لإقامة العلاقات ما بين اللاعبين أنفسهم من جهة وما بين الدول من جهة أخرى، وخير مثال على ذلك مباريات كأس العالم التي تجمع عدداً كبيراً من الجماهير من مختلف القارات وتعتبر مقياسا للحضارات، ولرقي البلدان والتي تعكس الجانب السياسي للدولة.

كما تكمن الأهمية السياسية للرياضة من خلال الظواهر الدخيلة عليها كالتمييز العنصري والمقاطعات للألعاب الأولمبية وغيرها، ففي في كأس العالم القدم 1934 الذي عقد في إيطاليا روج موسوليني للأيديولوجية الفاشية، كما إنه في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936 في برلين روج هتلر من خلالها للأيديولوجية النازية وتعزيز العرق الآري. كما يظهر دور الرياضة من الناحية السياسية في مقاطعة الدول العربية الأفريقية لدورة مونتريال عام 1976 بكندا، وذلك بسبب سياسة الفصل العنصري التي انتهجتها حكومة جنوب أفريقيا ضد أغلبية سكان البلاد من السود، فغادرت 28 دولة أفريقية وعربية قبيل حفل الافتتاح احتجاجاً على رفض اللجنة الأولمبية الدولية استبعاد نيوزلندا من الدورة بسبب زيارة المنتخب النيوزلندي لرياضة الرجبي لجنوب إفريقيا، حيث سبق وأن أوقفت اللجنة الأولمبية الدولية جميع أنشطة جنوب أفريقيا الرياضية من المشاركة في المحافل الدولية هذا من جهة ومن جهة أخرى، استخدمت الدول العربية أسلوب المقاطعة الرياضية بين بعضها وخاصة في الدورات الرياضية العربية، البعض كرد فعل على رفض سياسة الآخر مثل ما حدث لمصر عند توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1978، وللعراق في حرب الخليج الثانية عام 1990، والازمة الخليجية منذ عام 2017. كما استخدمت بعض الدول العربية الرياضة مثل: دولة البحرين وبالأخص سباق "الفورمولا وان Formula On" كأداة لتعزيز اقتصاد الدولة، في حين استخدمت دولة قطر الرياضة كأداة للقوة الناعمة، لتوسيم نفسها وتعزيز حضورها في الساحتين العربية والعالمية.

لذا فقد ارتفعت أهمية الرياضة الجيوسياسية منذ نهاية الحرب الباردة عام 1991 لغاية يومنا هذا، نتيجة تأثيرات العولمة، حيث اعتمدت أغلب الدول على الرياضة لتعزيز مكانتها الخارجية، من خلال اهتمامها بالمنافسات والفعاليات الرياضية العالمية؛ التي أصبحت محل اهتمام كبير لدى الشعوب والحكومات السياسية أيضاً. ومن هنا فقد كان للرياضة تأثير كبير في العلاقات الدولية والذي يأتي من خلال التفاعل الكبير والوثيق فيما بينهم.

وأوصت الدراسة بــ: ضرورة الاهتمام بالموروث الشعبي الرياضي لحفظه والعمل على تطويره لخدمة الألعاب الجماعية والفردية وتوظيفها دوليا وإدراج السياحة الرياضية في هيكل وزارات الرياضة حسب مسمياتها في الدول العربية وتنشيط واستضافة الأحداث الرياضية العربية الكبرى وإدراجها في خطط دعم المناطق الأثرية والمعالم السياحية وإيجاد وجهات سياحة رياضية على مستوى الدول العربية جاذبة للسياحة لاستضافة مختلف أنواع البطولات وتسويق المنتج الرياضي المحلي والعربي في المعارض السياحية الدولية سنوياً. مع الاهتمام برياضات المغامرات والترفيه في الدول العربية التي تكون ذات قيمة اقتصادية لدى الزوار الدوليين وكذلك قياس الأثر الاقتصادي للسياحة الرياضية في أغلب الدول العربية وتقديم فرص أكبر للشباب العربي وإشراكه في المشروعات الرياضية والعمل على إيجاد خطة أمنية خاصة للفعاليات الرياضية العربية التي تقام داخل الأماكن المغلقة والأماكن المفتوحة، وإقامة ورشة عمل لشركات الأمن الخاصة لشرح أحكام القانون لضمان تطبيقه مع باقي الجهات المشاركة في تنظيم الفعاليات الرياضية العربية وتنشئة الشباب العربي تنشئة سوية تسهم في بناء جيل خالٍ من الاختلالات السلوكية، من خلال تنويرهم وتثقيفهم بأهمية الأنشطة الرياضية والحركية وآثارها على النواحي الاجتماعية والصحية والنفسية والأخلاقية وذلك بإعادة النظر في استثمار الرياضة وأنشطتها وتفعيل أدوارها إلى جانب مؤسّسات التنشئة الاجتماعية الأخرى. واعـتماد هيـئة مسؤولة على مستوى الجامعة العربية لكافة المستويات حول تطوير اللعب النظيف من خلال رصد المكافآت والجوائز لها وتهتم بإلغاء مظاهر العنف، وتوثـيق الروابط والعلاقات بين المؤسسات الرياضية العربية بعضها البعض وتنسيق الجهود بينها في مجابهه ظاهرة التعصب الرياضي ووضع الضوابط والقوانين اللازمة والرادعة من قبل الاتحادات الرياضية العربية لوأد ظاهرة العنف الرياضي، وعقد البرامج والندوات الثقافية التي تجمع الإعلاميين والمسئولين والجمهور على المستوى العربي حول ظاهرة العنف الرياضي.

تعليق عبر الفيس بوك