يمتطي قلمًا خشبيًا ويخاله حصان سباق

 

سهام الدغاري | ليبيا

 

رعاة يقودون قطعان من الكلام المتفزلك

بناة يرصون المفردات الهزيلة فوق أرض تَمُور

غير آبهين بمتانة الصرح

بل كل مايعنيهم هو كيف يصنعون له فناء واسعاً يستوعب فرقة الزّار التي ستأتي لمباركة هذا التشييد العظيم

آخرون يتجولون بين خمائل الشعر

يقطفون زهرةً من هنا وغصنًا من هناك

يزينون به أرضهم المقفرة

هذا الأزرق المكتظ بالمستشعرين بات كملعب Football

الكل فيه يريد أن يصبح "رونالدو"

ناسين أو متناسين بأن الكتابة ليست صِنعة

فكونك تعصر من أوجاعك مِداداً أسودَ تسكبه فوق جدارِك المصمت فيشتعل ناراً ونوراً

أو أن تُفاوض الحزن الجاثم فوق صدرك ليمنحك فقط بضع ثوانٍ

تزيح فيها ولو حفنةً من الركام الذي يغطي ذاتك ببعض كليمات تنفثها من أعماق روحك المتهالكة

أعلم أن هذا ليس بالأمر اليسير

فـ(تباً) لكل من يمتطي قلماً خشبياً و يخاله حصان سباق سوف يوصله للجائزة الكبرى

و(سحقًا) لمن يتجمهرون على ضِفاف المنشورات الباهتة يقرعون الطبول ويعلون الغناء لا لشيء

إلا لكون هذا المنشور البائس خطتّه إحدى الحِسان أو خربشه وسيم ذو لحية مرسومة

و(بعدًا) لقلمي هذا الذي لم أجد له وصفًا يتلائم وبذاءته سوى أنه يشبه عجوزًا ثرثارةً فقدت كل أسنانها

تالله إني لا أمتهن الشعر ولا أدعيه

ولكني لا أنكر بأن الله حباني ذائقةً تميْزُ الخبيث من الطيب

وبسببها لم أستطع أن أكتفي بالمشاهدة فقط

بل كان لزاماً علي أن أتجشأ هذه الكلمات المحشورة في بطني قبل أن تُسبب لي تلبكاً معوياً

أما أنتم

يا من ستمركم كلماتي هذه فما عليكم إلا المشاهدة فقط

إقرأوا ثم اذهبوا بسلام دون تدوين أي تعليق هنا.. ودمتم

تعليق عبر الفيس بوك