أحمد السلماني
حجم الإنجاز الكروي المذهل وغير المسبوق للكرة العمانية عندما ارتقى منتخبنا العسكري قبل 3 سنوات تقريبا منصة التتويج بطلا لكأس العالم كان ولا زال واحدًا من أيقونات منجزات الكرة العمانية، وساهم وبعد عام واحد فقط في تحقيق الأحمر الأول لقب كأس الخليج ويومها أرجع الكثير من الخبراء والمحللين الفوز لحالة الجاهزية البدنية والفنية العالية للمنتخب على يد العسكر ولم يتبق للخبير فيربيك يومها سوى إسقاط وتوظيف خبراته فتحقق المنشود خارج الديار.
المقدمة السابقة إنّما هي لتنشيط الذاكرة لا أكثر، وبشيء من التعمق في مدى الاستفادة الكبيرة التي تحققت للكرة العمانية في عمومها، وإن اصطحاب المؤسسة العسكرية للاعبي المنتخب الأول ضمن المنتخب العسكري المشارك في بطولة الألعاب العسكرية بالصين من شأنه أن يصقل ويؤهل المنتخب الأول ولاعبيه للاستحقاقات القادمة بما فيها مشاركاتهم في أنديتهم محليا او مع المنتخبات.
إنّ مدى التضحيات الهائلة والخدمات الجليلة التي قدمتها المؤسسة العسكرية لكرة القدم العمانية فضلا عن الرياضات الأخرى كبير، ويدرك اتحاد الكرة مدى استفادة المنتخب الأول من هكذا بطولات والتي تأتي في سياق معسكرات مجانية لذا نراه يدعم وبقوة توجهات إدارة المنتخب العسكري، وستشهدون الفارق في قادم استحقاقات المنتخب.
إنّ المؤسسة العسكرية تتكلف الكثير من التبعات المالية والإدارية ووفرت مبدأ الاستقرار الوظيفي لهؤلاء اللاعبين كونهم ينتمون إليها، فمن باب أولى استجابتهم لنداء الواجب، هذا فضلا عن مساهمتها الكبيرة في صياغة شخصية اللاعب المنضبط داخل وخارج المستطيل الأخضر، كما ولا ننسى مساهمتها الكبيرة في إعداد الرياضيين؛ مُسخرة كافة إمكانياتها الفنية والمادية والبنية الرياضية التحتية للرياضة العمانية، وللمعلومة فإنّ لاعبي هذه المؤسسة يخدمونها لمدة 72 يومًا فقط في العام من أصل 365 يوما للمنتخب ولأنديتهم وبالتالي على الجميع إدراك أنّ العلاقة بين هذه المؤسسة ومنظومة كرة القدم بكافة أطيافها إنما تندرج تحت بند التكاملية وفي النهاية يصب في المصلحة الكبرى للسلطنة.
ومن الضروري أيضا استحضار الدعم الذي تقدمه المؤسسة العسكرية في تسخير طائرات سلاح الجو السلطاني العماني في نقل المنتخبات الوطنية للبطولات الخارجية رغم أنّ هذا لا يقع ضمن مسؤولياتها ولكنّها دائما ما ترتقي فوق حس الواجب والشعور الوطني، وما خفي من التضحيات كثير وجليل وأعظم. لذا كان من الضروري بمكان أن يدعم الجميع هذه التكاملية طالما أنها كانت ولا زالت تخدم الكرة العمانية والرياضات الأخرى، أمر هام جدا يجب أن يعيه كل من يهتم بالرياضة العمانية؛ وهو أنّ تفوق رياضتنا العسكرية إنما يعكس وبجلاء القدر العالي من الكفاءة والتمكين والتنظيم المتقن لقوات السلطان المسلحة؛ حيث لا مكان للصدفة والمفاجآت وبما يبعث بالفخر والطمأنينة لكل من يتنسم هواء هذا الوطن العظيم عظم العسكرية العمانية على مدى تاريخها العريق.