خبرتي سيئة بالنار

 

زكية المرموق| المغرب

 

منذ الطفولة

وأنا أسمعهم يرددون:

"سر جنب الحائط

ولا تخف من شيء"

وقلت أنت:

"إذا تغبش البصر

ابحثْ عن سورٍ لتتبعه"

 

كنت أعرف أن للحيطان آذانا

لكنك لم تخبرني يا جلال الدين

أن لها أنيابا أيضا

كلما احتميت بها من السراب

تحولت إلى طريدة...

 

أنا لم أمت بعد يا الله

فلِمَ يمتلئُ جسدي بالنمل

وتلوحُ لي شاهدةُ قبري

كلما فتحت بابا؟

 

الأبواب حُرَّاس الحكايا

وحكايتي أنا مِسبحة

في يد نبيٍّ ميت...

لكنك ابن البرية

فمن أين جاءت فكرة المفاتيح؟

 

يا الله

أنا الطارق

والحاجب أنا

فاملأ كؤوسي

كأسا بعد كأس

حتى تخرج النار من حانة الميتافزيقيا...

لأن خبرتي سيئة

بالنار

تحولت إلى رجل إطفاء

 

يا الله

الطريق إليك

طريق إليَّ

لكن الانتظار عشب يابس

والشوق عود ثقاب

فأطلِقْ سراحي

من أضرحة الكلام

ولا تذهب بدوني أيها القلب

وقل كل ما لا تأذن لك به اللغة

اللغة سلحفاة مقلوبة

لن تصل ماء التأويل

ما لم تتخلص من جراء الكهنة...

 

أنت هناك في عليائك

يا الله

تحرس تَعاقب الليل والنهار

من ثعالب الفوضى

وأنا هنا

ألمِّعُ الخسارات على جلدي

مثل محارب فيتنامي

بعض الخسارات

أوسمة...

 

ولأني لا أجيد دور الحطاب

تحولت إلى شجرة

لكن لِمَ كلما لم يعد طائر إلى عشه

أكلني الظل...

 

الظل ليل

والليل صباح

خرج ولم يعد.

 

تعليق عبر الفيس بوك