بسبب "بريكست".. مئات الشركات الألمانية تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

ناشدت المئات من الشركات الألمانية الاتحاد الأوروبي للحصول على مزيد من الدعم المباشر من بروكسل، ما يعكس عمق الصراع مع آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وتداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، علاوة على التباطؤ الاقتصادي العالمي، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ورداً على استطلاع أجرته مؤسسة Stiftung Familienunternehmen أو مؤسسة الشركات العائلية الألمانية، قالت بعض الشركات الأكثر نجاحاً في البلاد إن على المفوضية الأوروبية الجديدة أن تتخذ المزيد من الإجراءات لتعزيز القدرة التنافسية. وركزوا على قضية تخفيف الضرائب والحد من البيروقراطية والتكامل الرقمي الأعمق.

وقال راينر كيرشدورفر عضو مجلس إدارة مؤسسة الشركات العائلية: "ينظر العديد من الشركات إلى مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ". وأضاف "لقد فعلوا كل ما في وسعهم للاستعداد حتى لاحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، منها زيادة مخزونهم. ومع ذلك، فمن المستحيل التنبؤ بعواقب خروج بريطانيا ومن الصعب الاستعداد لها".

في المقابل، وجدت دراسة أجراها بنك التنمية الألماني KFW، أن 15% من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة معظمها من مقدمي الخدمات القانونية والضريبية وخدمات الأعمال، يمكن أن تستفيد فعليًا من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأشاروا إلى احتمال أن يفقد المنافسون في المملكة المتحدة ميزتهم التنافسية، فضلاً عن الزيادة المحتملة في الحاجة إلى المساعدة المهنية من الشركات التي تضطر إلى إعادة تنظيم أعمالهم.

ومع ذلك، قال كيرشدورفر إن تمديد الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون أفضل من "المضي في طرقنا المنفصلة في نهاية أكتوبر بطريقة غير منظمة".

ومن بين أكثر من 1400 شركة شملها الاستطلاع كانت شركة أوتو فوكس Otto Fuchs، وهي شركة عائلية تأسست قبل 110 أعوام وتورد قطعًا معدنية غير حديدية إلى شركات مثل إيرباص وبي إم دبليو وجاكوار لاند روفر. وتزعم هذه الشركة أنها تصنع مكونات "لكل طائرة تطير"، في إشارة منها لأهمية الشركة في مجال الطيران. وقال الرئيس التنفيذي هنريك مالمان، الذي تصنع شركته أيضًا إطارات سيارات "ميني" في المملكة المتحدة: "نحن في حالة اضطراب الآن، والمشكلة أن أوروبا لا تقف معنا". وأضاف "سوق المملكة المتحدة هو أكبر سوق للسيارات في أوروبا بعد ألمانيا، وإذا استمر هذا في الانخفاض، فسيكون ذلك ضارا للجميع"، وحث بروكسل على العمل على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتأثرت الشركة- التي تملك فروعا في الصين والهند وجنوب إفريقيا ومصنعا كبيرا في لوس أنجلوس- بتراجع في الطلبات، وتفاقم الأمر بسبب التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

ومثل الكثير من المشاركين في الاستطلاع، قالت شركة أوتو فوكس- التي يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 3 مليارات يورو ويعمل بها 11000 موظف في أنحاء العالم- إنها تشعر بالقلق إزاء زيادة أعبائها. وقال مالمان "هناك المزيد والمزيد من البيروقراطية في الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال التقارير العامة لكل بلد على حدة، والتي يريد الاتحاد الأوروبي تنفيذها". وأضاف "إذا كان بإمكان عملائنا ومنافسينا البحث في أرقام فردية لكل بلد، فإن هذا بالطبع يمنحهم نظرة ثاقبة، لا ينبغي أن تكون متاحة لهم، وسنكون في وضع تنافسي غير ملائم للشركات التي لا يتعين عليها الامتثال لمثل هذا المعيار".

وعلى الرغم من مناشداتهم للحصول على مزيد من المساعدة من الاتحاد الأوروبي، عبّر المشاركون في هذا المسح السنوي عن وجهات نظر محافظة فيما يتعلق بالتكامل الأوروبي.

ولاقت إصلاحات اقتصادية اقترحتها الرئيسة المقبلة للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين، دعما ضئيلا، مثل الحد الأدنى للأجور في أوروبا، والذي أيده ما يزيد قليلاً عن 35% من المشاركين في الاستطلاع، وخطة إعانات البطالة، التي عارضها نصف الشركات تقريباً. وأيد 36% ميزانية منطقة اليورو، وعارض أكثر من 60% تسارع قبول الدول الأعضاء الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك