مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر

أحمد السلماني

أذهلت الجماهير العُمانية، وكعادتها، المتابعين والمحللين للشأن الرياضي والكروي في السلطنة، بحضورها الكثيف والكبير على استاد السيب الرياضي؛ لمؤازرة "الأحمر الكبير"، في مباراته مع نظيره الأفغاني؛ تلبية للدعوة التي أطلقها اتحاد الكرة والطيف الإعلامي الرياضي، وهذا ليس بجديد أو غريب على المدرج الأحمر ذائع الصيت إقليميا وقاريا.

وتفاعلتْ الجماهير الوفيَّة مع أحداث المباراة، وبادلها اللاعبون التحية بالكثير من الإبداع والمتعة، وتوَّجها بالنتيجة المتوقعة وغير المنطقية، عطفا على تواضع الخصم مع التقدير له، الجماهير لبت الدعوة، ولكن الضيافة لم ترتق، ومكانة الضيف الذي كابد الكثير ليصل لم يجد الاستاد مهيأ لهكذا حضور كبير ومفاجئ، موقع الاستاد غير ملائم لمثل هذه المواعيد، السيارات احتلت الأرصفة والأزقة والطرقات، جهود كبيرة بُذلت من قبل رجال الأمن للسيطرة على الجماهير الغفيرة التي حضرت واكتظت أمام البوابات في طوابير استدعتها الضرورة الأمنية لسلامة الجميع، والخروج بعد المباراة كان قصة معاناة أخرى رواها الكثير من الجماهير، ولا أعلم كيف ستكون الحال في مباراة العودة مع قطر في مارس من العام المقبل.

ولقد كَثُر الحديث في المنصات الإعلامية المختلفة عن إشكالية عدم لعب مباريات المنتخب بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر الأكثر سعة وتهيئة، وأن الإشكالية تكمُن في ملاحظات الاتحاد الآسيوي على الإضاءة به، ولأنَّ بلادنا غاية في التحضُّر والرقي، فإننا دائما ما نلتزم بالمطلوب منا، وهنا أتساءل: أين كان الاتحاد الآسيوي هذا من ملعب مباراة بنجلاديش وقطر؟! ولأنَّ الجميع يُدرك معنى أنْ تأتي ملاحظة مثل هذه لمنشأة تحمل اسم مولانا المفدى -حفظه الله- فهذا يعني أنَّ هناك خللا ما، وحلقة مفقودة، على وزارة الشؤون الرياضية تداركها فورا، والأهم من ذلك كله عدم تكرارها وتلافيها. وعلى كل حال، فإنَّ الوزارة تسعى لحل المعضلة منذ فترة، والمشكلة تكمن في الاعتمادات المادية.

الأمر الآخر والمهم جدا هو مقارنة البعض منا بين ملاعبنا مع تلك الأخرى بالعالم والدول المجاورة، دون أن يدركوا الفارق بين استاد كرة قدم فقط، ومجمع رياضي لثماني رياضات ولعبات أخرى، هذا عدا المرافق الرياضية الأخرى، كما أنَّ المجمعات والملاعب بالسلطنة لا تسير وفق هوى ورؤى وزارة الشؤون الرياضية وحدها، إنما تخضع لتصاميم لابد أن تُستوحى من البيئة والعمارة العمانية، هذا عدا البيروقراطية المقيتة والاشتراطات المعقدة لقيام أية منشأة، فضلا عن كونها حكومية، والغريب أنْ تُعاني مؤسسة حكومية من مؤسسة حكومية أخرى، ومن إجراءاتها الطويلة والمعقدة، وهما تحت مظلة حكومة واحدة.. "شيء فوق استيعابنا صراحة".

الأمر الذي يبعثُ على التفاؤل هو أنَّ الحضور الجماهيري المُذهل كان أمام مرأى ومسمع القيادات الرياضية المنشود جانبها رياضيا، والتي حضرت مشكورة للوقوف خلف المنتخب؛ الأمر الذي سيدفع نحو تبنِّي رؤية رُبما ترقى لإنشاء استاد لكرة القدم للمناسبات الكروية الكبرى، المنتخب والجماهير يستحقون بحق.