- وزير الخارجية العراقي يطالب بإعادة عضوية سوريا بالجامعة
- ألمانيا تحظر تصدير الأسلحة إلى أنقرة
- الأمم المتحدة تقدر عدد النازحين بأكثر من 100 ألف
عواصم - رويترز
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس إن العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا "غزو لأراضٍ دولة عربية وعدوان على سيادتها". وأدان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، الذي ترأس بلاده الجلسة الحالية للجامعة العربية، الهجوم التركي على سوريا خلال اجتماع طارئ للجامعة بدعوة من مصر. وطالب الوزير العراقي الجامعة بإعادة عضوية سوريا فيها.
ومن جانبها عرضت إيران إدخال الأكراد السوريين والحكومة السورية وتركيا في محادثات لفرض الأمن على الحدود التركية السورية بعد توغل عسكري تركي في شمال سوريا يستهدف قوات كردية.
وفي معرض تقديم عرض الوساطة، أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى اتفاق أمني جرى التوقيع عليه قبل 21 عاماً ويلزم دمشق بعدم إيواء مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا مسلحا ضد الدولة التركية منذ عقود، وتقول تركيا إن ذلك الاتفاق لم ينفذ أبدًا.
وقال ظريف في تغريدة إن "اتفاق أضنة بين تركيا وسوريا، الذي لا يزال ساريا، يمكن أن يشكل سبيلا أفضل لتحقيق الأمن... يمكن لإيران المساعدة في جمع الأكراد السوريين والحكومة السورية وتركيا حتى يتسنى للجيش السوري حراسة الحدود مع تركيا". وحثت إيران، وهي حليف مقرب للرئيس السوري بشار الأسد، تركيا مرارا على احترام وحدة الأراضي السورية وتجنب العمل العسكري في شمال شرق سوريا.
ونقلت وكالات أنباء روسية أمس عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله إن سوريا يجب أن تتحرر من الوجود العسكري الأجنبي. وقال بوتين"أي طرف يوجد بشكل غير مشروع على أرض أي دولة، وفي هذا السياق سوريا، عليه أن يغادرها. هذا ينطبق على كل الدول". وأضاف بوتين أن القوات الروسية في سوريا مستعدة أيضا لمغادرتها بمجرد أن تقول حكومة سورية شرعية جديدة لموسكو إنها لم تعد بحاجة لمساعدتها.
وعلى جانب آخر، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس إن بلادها حظرت تصدير الأسلحة لتركيا ردا على شن أنقرة عملية عسكرية على وحدات حماية الشعب الكردية السورية في شمال شرق سوريا.
ووفقا للمتحدثة قال وزير الخارجية هايكو ماس "نظرا للهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا لن تصدر الحكومة الاتحادية أي تراخيص جديدة لكل العتاد العسكري الذي يمكن أن تستخدمه تركيا في سوريا". وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور إن بلادها تتوقع إسهام جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وميدانيا، تقدمت قوات من جماعات سورية معارضة تدعمها تركيا إلى داخل مدينة رأس العين في شمال شرق سوريا أمس، لكن لم يتضح مدى توغلها إذ تقول تركيا إن القوات التي تدعمها تمكنت من السيطرة على وسط المدينة بالفعل بينما نفت القوات التي يقودها الأكراد ذلك وقالت إنها شنت هجوما مضادا.
وتأتي المعركة في رأس العين بينما تواصل تركيا لليوم الرابع عملية عسكرية عبر الحدود ضد الأكراد في سوريا رغم مناشدات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتحذيرات من فرض عقوبات إذا لم تتوقف. وقالت واشنطن إن التوغل التركي يلحق "ضررا بالغا" بالعلاقات مع أنقرة.
وأثار الهجوم انتقادات دولية حادة ومخاوف من تداعياته الإنسانية، وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يقودها الأكراد إن ما يقرب من 200 ألف نزحوا بسببه. وقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عدد النازحين بأكثر من مئة ألف من مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وبدأت تركيا عمليتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها جماعة إرهابية بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض قواته التي تدعم المقاتلين الأكراد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول أمني تركي كبير لرويترز "سيطر الجيش الوطني (السوري المعارض) على وسط المدينة. وتجرى عمليات تفتيش في مناطق سكنية. يجري تنفيذ عمليات تفتيش عن الألغام والشراك".
وذكرت وزارة الدفاع التركية عقب ذلك أنه أمكن السيطرة على رأس العين، ونشر مسؤولون صورا تظهر شوارع مهجورة ومقاتلين من المعارضة السورية يقفون على رايات جماعات كردية.
لكن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية العنصر الأساسي فيها سرعان ما نفت أنها خسرت وسط مدينة رأس العين.
وقال مروان قامشلو المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية إن القوات المدعومة من تركيا دخلت حي الصناعة في رأس العين بعد قصف تركي عنيف على مدى ساعات مما استلزم "تراجعا تكتيكيا" عن تلك المنطقة. وأضاف "الآن بدأ الهجوم من قوات سوريا الديمقراطية وهناك اشتباكات عنيفة جدا، الاشتباكات ما زالت مستمرة في حي الصناعة"، مشيرا إلى أنه الجزء الأقرب إلى الحدود التركية.
وردا على ذلك قال المسؤول التركي الكبير إن القتال مستمر في "منطقتين صغيرتين" برأس العين مضيفا أن عناصر وحدات حماية الشعب فرت إلى الجنوب "كلها تقريبا". وقال مراسل من رويترز إن المدفعية التركية تواصل قصف أجزاء من المدينة. وكثفت القوات التركية خلال الليل القصف حول مدينة رأس العين بعد أن هوجمت قوات أمريكية في المنطقة بنيران مدفعية من مواقع تركية.
ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقادات المتصاعدة للعملية وقال إن تركيا "لن توقفها مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنها من أي طرف".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عدم إصابة أي من جنودها في قصف مدفعي تركي بالقرب من عين العرب (كوباني) في سوريا الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا غربي منطقة الصراع الرئيسية.
وقالت تركيا إن قواتها لم تفتح النار على القاعدة الأمريكية وإنها اتخذت كافة التدابير الاحترازية للحيلولة دون الإضرار بها أثناء الرد على نيران وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة قريبة.
ونقل عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله"بالقطع لم يصب أي من الجنود الأمريكيين أو جنود التحالف. يجري بالفعل التنسيق الضروري بين مركز عملياتنا والأمريكيين".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك أسفرت عن مقتل 74 من المقاتلين الذين يقودهم الأكراد و49 من جماعات المعارضة السورية التي تدعمها تركيا و30 مدنيا. وقالت تركيا إنه أمكن "تحييد" 415 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية منذ بدء العملية، وهو تعبير يعني عادة مقتلهم.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن الهجوم التركي قد يمنح الفرصة لظهور تنظيم الدولة الإسلامية مجددا. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة في مدينة القامشلي، أكبر مدن المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، وذلك في أول هجوم كبير له منذ بدء العملية التركية.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن 5 من مقاتلي الدولة الإسلامية فروا من سجن هناك كما أحرقت نساء أجنبيات ينتمين للتنظيم خياما في مخيم يُحتجزن فيه وهاجمن الحرس بالعصي والحجارة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر لنظيره التركي إن على أنقرة تهدئة الموقف "قبل أن يتعذر إصلاحه" بينما حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من أن الهجوم قد يؤدي إلى "كارثة إنسانية".
ورد إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان على الانتقادات الموجهة لبلاده وقال "معركة تركيا مع الإرهابيين وليس مع الأكراد ولا المدنيين". وأضاف موجهًا الحديث لمن يدينون التحرك التركي أن آلاف المدنيين قتلوا في عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية.