مراسم استقبال رسمية لجلالته في قصر المرادية بالعاصمة الجزائر

65 صورة تُبرز التغطية الشاملة لزيارة جلالة السلطان إلى الجزائر

 

جلالة السلطان والرئيس الجزائري يعقدان جلسة محادثات رسمية موسعة حول فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري

◄ لقاء ثنائي يستعرض مجالات التعاون الثنائي بين البلدين وآلية تعزيزها

◄ الطاقة المتجددة والصناعات الدوائية والزراعة والثروة السمكية أبرز قطاعات التعاون الثنائي

◄ إنشاء صندوق استثماري عُماني جزائري مشترك بـ115.4 مليون ريال

◄ تفاهم بين "تنمية معادن عُمان" و"سونارام" للتعاون في القطاعات الحيوية

◄ "أبراج للطاقة" و"سوناطراك" يوقعان على وثيقة الشروط والأحكام لمشروع مشترك

◄ مذكرة تفاهم للتعاون وتبادل المعلومات في مجالات الزراعة الصحراوية

 

جلالة السلطان يزور مقام الشهيد والمتحف الوطني للمجاهد بالعاصمة الجزائر

 

بيان مشترك يؤكد روح الأخوّة والتوافق والانسجام بجلسة المحادثات

محادثات مُعمَّقة وبناءة على انفراد بين جلالة السلطان والرئيس الجزائري

جلالته وتبون يثمنان إنشاء "الصندوق الجزائري العُماني للاستثمار"

تأكيد مواصلة العمل على الارتقاء بعلاقات التعاون والشراكة إلى آفاق رحبة

قائدا البلدين يطالبان بالتعجيل في مشاريع صناعة السيارات والطاقة والأدوية المشتركة

توجيهات سلطانية ورئاسية بزيادة التبادلات التجارية واستغلال القدرات الاقتصادية

اختيار عُمان ضيف شرف المعرض الجزائر الدولي

تأكيد ضرورة مواصلة تعزيز مسيرة العمل المشترك لمواجهة التهديدات والتحديات المتعددة

جلالة السلطان والرئيس الجزائري يستنكران بشدة حرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة في غزة

مطالبة مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته لوقف فوري للحرب على غزة

إشادة بجهود الجزائر للدفاع عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن

الجزائر تشيد بالدور البناء لسلطنة عُمان في الوساطة بين أمريكا وإيران

 

 

الجزائر- العُمانية

 

أُجريت أمس مراسمُ استقبال رسميّةٌ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- في مقرّ رئاسة الجمهورية بقصر المرادية بالعاصمة الجزائر بمناسبة زيارة جلالته، وكان فخامةُ الرئيس عبد المجيد تبون رئيسُ الجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشّعبيّة في مقدّمة مُستقبلي أخيه جلالةِ السُّلطان المعظّم.

ولدى وصولِ جلالةِ السُّلطان المعظّم- أيّدهُ اللهُ- إلى مقرّ الرئاسة مرورًا أمام حرس الشّرف أدّى التّحيّة للعلم، وتفقّد حرس الشّرف، فيما عُزفت مقطوعاتٌ موسيقيّةٌ عسكريّةٌ تحيّةً وترحيبًا بالمقدم السّامي الكريم، بعدها اُلتُقطت صورة تذكارية للقائدين، ثم صافح جلالتُه كبار المسؤولين الجزائريين فيما صافح فخامتُه الوفد الرسميَّ المرافق لجلالةِ السُّلطان المعظم.

وعقد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- وفخامةُ الرئيس عبد المجيد تبون رئيسُ الجمهوريّة الجزائريّة الدّيمقراطيّة الشعبيّة لقاءً ثُنائيًّا بمقرّ رئاسة الجمهوريّة أمس. وجرى خلال اللّقاء استعراض مجالات التّعاون الثّنائي بين البلدين وآليّة تعزيزها وتطويرها لخدمة مصالح شعبي البلدين، كما تم التشاورُ حول عدد من القضايا الراهنة التي تهمّ الجانبين على المستويين الإقليمي والدّولي.

محادثات رسمية

بعدها عُقدت جلسةُ محادثات رسميّة موسّعة برئاسة جلالةِ السُّلطان المعظّم وفخامة الرئيس بحضور الوفدين الرّسميين من الجانبين.

جرى خلال الجلسة بحثُ فرص التّعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الشقيقين في مختلف القطاعات لا سيما في مجالات الطاقة المتجدّدة والصناعات الدوائية وقطاعات الزراعة والثروة البحرية والأمن الغذائي والاستثمار المالي واللوجستي. كما جرى خلال الجلسة بحثُ وجهات النظر المختلفة فيما يخصّ مصالح البلدين الشقيقين.

حضر جلسةَ المحادثات من الجانب العُماني كلٌّ من صاحبِ السُّموّ السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبِ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرِ ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سُلطان بن محمد النُّعماني وزيرِ المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرِ الخارجيَّة، ومعالي الدّكتور حمد بن سعيد العوفي رئيسِ المكتب الخاصّ، ومعالي عبد السّلام بن محمد المرشدي رئيسِ جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي الدّكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ومعالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، وسعادةِ السّفير سيف بن ناصر البداعي سفيرِ سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهوريّة الجزائريّة الدّيمقراطيّة الشعبيّة. وحضرها من الجانب الجزائري عددٌ من كبار المسؤولين.

اتفاقيات ومذكرات تفاهم

إلى ذلك، شهد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- وفخامةُ الرئيس عبد المجيد تبون رئيسُ الجمهوريّة الجزائريّة الدّيمقراطيّة الشّعبيّة التّوقيع على اتفاقيّة أوليّة و4 مذكّرات تفاهم ومذكّرتيْ تعاون و4 برامج تنفيذيّة بمقرّ رئاسة الجمهوريّة أمس، شملت إنشاء صندوق استثماريٍّ عُمانيٍّ جزائريٍّ مُشترك، إضافة إلى المجالات العلميّة والتقنيّة والتعليميّة والزراعيّة والاستثماريّة والصناعة الصيدلانيّة والتّعاون القضائي والعدل وحماية النباتات والصّحة الحيوانيّة.

وتمثّلت هذه المذكّرات في توقيع جهاز الاستثمار العُماني ووزارة المالية الجزائرية على مذكّرة تعاون تتضمّن إنشاء صندوق استثماريٍّ عُمانيٍّ جزائريٍّ مُشترك لتعزيز وتطوير التعاون بينهما في مجال الاستثمار على أساس مبدأ المصالح الاستثمارية المتبادلة بين البلدين، وتعود بالنفع والفائدة على كلا الطرفين، ويبلغ حجم الصندوق المقترح 115.4 مليون ريال عُماني (300 مليون دولار أمريكي) -مناصفةً بين الطرفين- حيث يستثمر الصندوق في مختلف القطاعات مع التركيز على الأمن الغذائي، والصّناعات الدّوائية، والمعادن والتعدين.

ووقّعت شركةُ تنمية معادن عُمان -إحدى الشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني- والشركة الوطنية للاستكشاف الجيولوجي والمنجمي (سونارام) في الجزائر على مذكّرة تفاهم لتوسيع آفاق التّعاون الثُّنائي في القطاعات الاقتصاديّة الحيويّة، وعلى رأسها قطاع التّعدين، حيث تتيح مذكرة التفاهم للطرفين الاستفادة المتبادلة من القدرات المؤسّسية والخبرات الفنيّة والتقنيّة في تطوير المشروعات التعدينيّة؛ بما يضمن إيجاد قيمة اقتصاديّة مضافة، ونقل وتوطين المعرفة، ودعم الأجندات الوطنيّة للتنويع الاقتصادي، وإيجاد فرص العمل النّوعية، مع الالتزام الكامل بأعلى معايير الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة.

في حين وقّعت شركة أبراج للطاقة التابعة لجهاز الاستثمار العُماني ومجمع "سوناطراك" الجزائري الحكومي على وثيقة الشروط والأحكام الأساسية لمشروع مشترك بناءً على مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها من الطرفين مسبقًا لبحث أوجه التعاون وفرص الأعمال بين الطرفين. كما وقّع الطرفان في مطلع العام الحالي 2025م على اتفاقيتين لتطوير برامج التدريب المهني والتطوير في قطاعي النفط والغاز، وإنشاء إطار عمل مشترك لإطلاق برامج تدريبيّة تعزّز المهارات الفنيّة والإداريّة للموظفين وتبادل الخبرات في مجالات التدريب وتأهيل الكفاءات.

كما تمّ التّوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الصناعة الصيدلانيّة بين وزارة الصّحة ووزارة الصّناعة والإنتاج الصيدلاني الجزائرية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدّولتين في مجال التصنيع الصيدلاني، وفقًا للأنظمة والقوانين السارية في كل من سلطنة عُمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وبما يخدم مصالح الطرفين المشتركة، وأمثلة ذلك التيقظ الدوائي، وتبادل الأبحاث العلمية، وتبادل الخبرات والخبراء في مجالات تقييم الأدوية، وتشجيع الاستثمار في مجال التصنيع الصيدلاني.

وتم التوقيع أيضًا على مذكرة تعاون بين وزارة العدل والشؤون القانونية ووزارة العدل الجزائرية تهدف إلى تعزيز وتطوير التعاون بينهما في المجالين العدلي والقانوني؛ حيث يشجّع الطرفان على التعاون في مجالات تبادل التجارب والخبرات في المجالات العدلية والقانونية المختلفة، وطرق دراسة مشروعات الاتفاقيات الدولية ومذكرات التفاهم وتبادل المعلومات والخبرات في شأن إصدار التشريعات ونشرها، وتبادل البرامج التدريبية بكافة أنواعها في المجالين العدلي والقانوني.

وفي المجال القضائي، وقّع المجلس الأعلى للقضاء على مذكرة تفاهم مع وزارة العدل الجزائرية للتعاون القضائي، تهدف إلى تبادل مجموعات الأحكام والقرارات، وتبادل الدورات التدريبية للقضاة والموظفين، وزيارات الخبراء والتعاون في مجال البحوث العلمية، وتنظيم حلقات العمل والندوات المتخصصة المشتركة.

وفي المجال الزراعي، وقّعت وزارة الثّروة الزّراعية والسّمكية وموارد المياه ووزارة الفلاحة والتّنمية الريفيّة والصيد البحري الجزائرية على مذكرة تفاهم تهدف للتعاون بين الجانبين وتبادل المعلومات في مجالات الزراعة الصحراوية واستخدام التقنيات الحديثة في استصلاح الأراضي الصحراوية، وتطبيق الأنظمة والتقنيات الزراعية الحديثة التي تسهم في تطوير القطاع الزراعي وتحقيق الاستدامة والبحث والتطوير في التقنية الحيوية لاستنباط أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية المقاومة للإجهادات البيئية، وتطوير المواصفات القياسية لضمان سلامة وجودة الغذاء، وتبادل التشريعات المتعلقة بالأمن الغذائي والسلامة الغذائية.

وفي مجال حماية النباتات والصحة الحيوانية، وقّعت الوزارتان على برنامج تنفيذي لتفعيل مذكرة التفاهم للتعاون في مجالي حماية النباتات والصحة الحيوانية، الموقّعة بين البلدين الشقيقين؛ حيث تم التوقيع على هذا البرنامج للتعاون في مجال تبادل المعلومات خاصة في جوانب التنظيمات المتعلقة بالصحة النباتية سارية المفعول عند كلا الطرفين بالنسبة لتصدير النباتات أو المنتجات النباتية واستيرادها وعبورها. كما يتعاون الطّرفان في مجال حماية النباتات والحجر الزراعي وعلى وجه الخصوص حماية النباتات وفقًا للمعايير الدولية لتدابير الصحة النباتية وتبادل الخبرات والمعارف التقنية في مجال حماية النباتات والحجر الزراعي وإنتاج البذور والشتائل وتعزيز القدرات التقنية من خلال التدريب والتطوير في مجال حماية النباتات والحجر الزراعي وتبادل الخبراء والباحثين والتدريب.

ووقّع مركز العلوم البحريّة والسمكيّة العُماني والمركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات الجزائري على برنامج تنفيذي يهدف إلى تفعيل مذكرة التفاهم في مجال الصيد البحري الموقع عليها بين البلدين لتعزيز وتطوير التعاون العلمي والتقني والبحثي في القطاع السمكي والإسهام في تطوير العلاقات المشتركة والتبادل العلمي في كل ما يتعلق بمصائد الأسماك وعلوم البحار وتربية الأحياء المائية وفقًا للقوانين والتنظيمات المعمول بها في كلا البلدين وتبادل المعلومات في مجالات البحث الخاصة مثل علوم المحيطات والبيئة البحرية والتعاون في مجالات التكنولوجيا الحيوية البحرية والبيولوجيا الجزيئية البحرية واستثمار التطورات العلمية لتحسين عمليات الصيد وتربية الأحياء المائية، واستخدام التقنيات الذكية والتحول الرقمي في قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية والسمكية وموارد المياه.

ووقّعت سلطنةُ عُمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على برنامج تنفيذي في مجال التعليم منبثق عن الاتفاقية الموقّع عليها بين الجانبين عام 2006؛ ومثّل الجانبين كلٌّ من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية.

ويهدف البرنامج إلى تشجيع التعاون بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين وتبادل الخبرات والمعلومات في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتسهيل إجراءات قبول الطلبة المستوفين شروط القبول في مؤسسات التعليم العالي في البلدين وفق التخصّصات المتاحة وطبقًا للأنظمة والتشريعات المعمول بها. كما يتضمن عددًا من المنح الدراسية المتبادلة موزعة في مختلف التخصّصات والمستويات الأكاديميّة حسب الإمكانات المتاحة.

كما وقّعت وزارة العمل ووزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائرية على برنامج تنفيذي للتعاون في مجال تفتيش العمل تهدف إلى إقامة برنامج تنفيذي للتعاون بين الوزارتين من أجل تجسيد تعاون فعلي بما من شأنه تطوير وتحسين أنظمة تفتيش العمل مثل تبادل التجارب والخبرات والتقنيات الحديثة في مجال تفتيش العمل وتسوية المنازعات العمالية الفردية أو الجماعية وتنظيم برامج تدريبية مشتركة لتطوير تفتيش العمل.

وقّع عن حكومة سلطنة عُمان كلٌّ من معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي عبد السّلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي الدّكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثّروة الزّراعية والسّمكية وموارد المياه، ومعالي الدّكتور هلال بن علي السبتي وزير الصّحة، ومطر بن سالم البادي الرئيس التنفيذي لشركة تنمية معادن عُمان وسيف بن سعيد الحمحمي المدير التنفيذي لشركة أبراج للطاقة.

فيما وقّع عن الحكومة الجزائرية كلٌّ من معالي الدّكتور وسيم قويدري وزير الصناعة الصيدلانيّة، ومعالي لطفي بوجمعة وزير العدل حافظ الأختام، ومعالي عبد الكريم بو الزرد وزير المالية، ورشيد حشيشي الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، ومعالي يوسف شرفة وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ومعالي الدّكتور كمال بداري وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي فيصل بن طالب وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.

ومحاطًا بعنايةِ اللهِ، غادر حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- مساء أمس الجمهوريّة الجزائريّة الدّيمقراطيّة الشعبيّة بعد أن ختم زيارة "دولةٍ" استغرقت يومين، وكان فخامةُ الرئيس عبد المجيد تبون رئيسُ الجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة في مُقدمة مُودّعي أخيه جلالةِ السُّلطان المعظم بمطار هواري بومدين.

ولدى الوصولِ إلى ساحة المطار اعتلى جلالةُ السُّلطان المعظّم وفخامةُ الرئيس المنصّة؛ حيث عُزف السّلامُ السُّلطاني العُماني والنشيدُ الوطني الجزائري، بعدها صافح جلالةُ السُّلطان كبار المُودعين من الجانب الجزائري، وأعضاء سفارة سلطنة عُمان في الجزائر، فيما صافح فخامةُ الرئيس الوفد الرسمي العُماني.

وقُبيل المغادرة، بعث سُلطان البلاد المُفدّى- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- برقية شكر وتقدير إلى فخامة الرئيس الجزائري، أعرب جلالتُه فيها عن خالص شكره وتقديره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معبّرا عن جزيل امتنانه لما أتاحه اللقاء بفخامة الرئيس الجزائري من فرصة طيبة لكل ما من شأنه تعزيزُ العلاقات الأخوية والتعاون المثمر في مختلف القطاعات التي ستعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين، ومتمنيًا لفخامة الرئيس الجزائري التوفيق والسّداد، ولشعبه العزيز اطراد الرخاء والازدهار.

بيان مشترك

ثمّن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم وأخوه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، إنشاء "الصندوق الجزائري العُماني للاستثمار"؛ باعتباره أداة لتمويل الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين والرفع من حجمها وضمان تنوعها وتوسعها لكافة المجالات.

ونصَّ بيان مشترك صادر بمناسبة زيارةِ "دولةٍ" لحضرةِ صاحبِ الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية يومي 4 و5 مايو 2025 على الآتي:

تلبيةً لدعوة كريمة من فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية قام حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان، بزيارةِ "دولةٍ" إلى الجزائر، يومي 4 و5 مايو مرفوقًا بوفدٍ رفيع المستوى.

وفي مستهل الزيارة، رحّب فخامة الرئيس عبد المجيد تبون بأخيه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم مشيدًا بهذا اللقاء المُتجدِّد الذي يعكس علاقات الأخوّة والتعاون وروح التضامن التي تجمع الشعبين الشقيقين الجزائري والعُماني.

ومن جانبه، عبّر حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق عن سعادته بزيارة الجزائر وعن شكره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق له، منوهًا عاليًّا بالعلاقات الوطيدة التي تجمع الشعبين الشقيقين الجزائري والعُماني، وما يُميزها من روابط تاريخية وثقافية وتضامنية ومصير مشترك.

وفي جوّ سادته روح الأخوّة والتوافق والانسجام، أجرى قائدا البلدين محادثات معمقة وبنّاءة على انفراد تناولت العلاقات الثنائية وسُبل تعزيزها في مختلف المجالات وكذا التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ترأسا اللقاء الموسّع الذي جمع وفدي البلدين.

وقد أشاد الجانبان بالمسار الذي قطعته هذه العلاقات في السنوات الأخيرة والتي تعززت بعد زيارة "دولةٍ" التي قام بها فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى مسقط في الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2024، وانعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة بالجزائر يومي 11 و12 يونيو 2024.

كما نوّه الجانبان بالخطوات التي قام بها الطرفان تنفيذًا لمخرجات زيارة فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ولما تمّ الاتفاق عليه خلال الدورة الثامنة للجنة المشتركة.

وأكّد قائدا البلدين على مواصلة العمل على تعزيز علاقات التعاون والشراكة والارتقاء بها إلى آفاق رحبة تعكس الإرادة التي تحذوهما، وبما يتوافق والإمكانيات التي يزخر بها البلدان.

ففي مجال الاستثمار عبّر الجانبان عن تشجيعهما للمشاريع الاستثمارية المشتركة للقطاعين العام والخاص، والتي ستضاف إلى سجل الشراكة الناجحة في إنتاج المخصبات والأسمدة، والأمونياك واليوريا بالمنطقة الصناعية بأرزيو، بقيمة 2.4 مليار دولار.

كما أشادا، في هذا الصدد، بالاتصالات الجارية لتجسيد مشاريع في مجال صناعة السيارات والطاقة والأدوية وغيرها، وطالبا بالتعجيل بتجسيدها وضرورة استكشاف مجالات أخرى للشراكة والتعاون وتبادل المنافع والمصالح بين البلدين الشقيقين.

وثمّن الجانبان إنشاء "الصندوق الجزائري العُماني للاستثمار" باعتباره أداة لتمويل الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين والرفع من حجمها وضمان تنوعها وتوسعها لكافة المجالات.

وبخصوص المبادلات التجارية أسدى القائدان توجيهاتهما السامية لتكثيف الجهود المشتركة من أجل الرفع من حجمها وتطويرها واستغلال القدرات الاقتصادية والتجارية المتوفرة لدى البلدين.

ونوها في هذا السياق، بمخرجات ندوة رجال الأعمال المنعقدة بالجزائر بتاريخ 11 يونيو 2024، والتي حضرها رجال الأعمال والشركات من البلدين. ونوها باختيار سلطنة عُمان ضيف شرف النسخة الـ56 في المعرض الجزائر الدولي الذي سينظم من 23 إلى 28 يونيو 2025، وباختيار الجزائر ضيف شرف النسخة السابعة في معرض عُمان للزراعة والثروة السمكية والغذاء (Oman Agrofood) التي ستنظم في الفترة من 1 وإلى 3 ديسمبر 2025.

كما رحّب الجانبان بالتوقيع على مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجال العدل والشؤون القانونية والاستثمار والزراعة والثروة السمكية والصناعة الصيدلانية والطاقة والمنجم والعمل والتشغيل.

وأشاد القائدان بعمق الروابط الإنسانية التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين، وبالدور المتميز الذي تضطلع به الجالية الجزائرية في سلطنة عُمان ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية.

وفيما يتعلق بالقضايا التي تهم البلدين الشقيقين على الساحتين الإقليمية والدولية، تبادل القائدان وجهات نظرهما حول مستجداتها، مؤكّديْن على حرصهما على العمل على تنسيق مواقف بلديهما حول هذه القضايا، بما يتماشى ومبادئ سياستهما الخارجية، وبما يخدم مصالحهما ومصالح الأمتين العربية والإسلامية ويُعزز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وفيما يخصُّ الأوضاع في العالم العربي، أكّد القائدان على ضرورة مواصلة العمل بالتنسيق مع أشقائهم العرب سواءً على المستوى الثنائي أو ضمن إطار جامعة الدول العربية لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ولمواجهة التهديدات والتحدّيات المتعددة التي تهدد أمنها واستقرارها.

كما تطرّق القائدان إلى الأوضاع المأساوية في فلسطين، وعبرا عن استهجانهما واستنكارهما الشديدين لحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وما خلّفته من مآسٍ غير مسبوقة فضلًا عن الدمار المروع الذي طال البنية الأساسية الحياتية من مستشفيات ومدارس ودور العبادة في القطاع، وطالبا المجتمع الدولي- لا سيما مجلس الأمن- للاضطلاع بمسؤولياته لوقف فوري للحرب على غزة وإيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ حل الدولتين، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس.

وقد أشاد الجانب العُماني بالمساعي الحثيثة والجهود المكثفة التي تقوم بها الجزائر دفاعًا عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن باعتبارها عضوًا فيه ممثلًا عن المجموعة العربية.

ونوّه الجانب الجزائري بالدور البنّاء الذي تضطلع به سلطنة عُمان للتوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدًا بالنهج الذي تتبناه الدبلوماسية العُمانية في حلّ الخلافات بالطرق السلمية والحوار والاحتكام إلى الحكمة لفض النزاعات الإقليمية والدولية.

وفي ختام الزيارة أعرب حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم عن شكره وامتنانه لما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيًا لأخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية دوام الصحة والعافية، وللجزائر المزيد من التقدم والازدهار.

زيارة مقام الشهيد

قام حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- صباح أمس بزيارة مقام الشهيد والمتحف الوطني للمجاهد بالعاصمة الجزائر في إطار زيارته للجمهورية الجزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة.

ولدى وصول جلالةِ السُّلطان المعظّم إلى موقع المقام بهضبة العناصر تفقد حرس الشّرف الذي أدّى التحيّة لجلالتِه، يرافقه عددٌ من المسؤولين الجزائريين؛ حيث قام جلالتُه- أعزّهُ اللهُ- بوضع أكليلٍ من الزهور أمام النّصب التّذكاري لمقام الشهيد. بعدها استمع من أعلى الهضبة إلى إيجاز عن المدينة القديمة والميناء والمناطق المحيطة بها.

بعد ذلك، زار جلالةُ السُّلطان- أيّدهُ اللهُ- المتحف الوطني للمجاهد، وتجوّل في أروقته، مستمعًا إلى شرح وافٍ عن تاريخه ومكنوناته ورسالته.

وعقب انتهاء جولة جلالةِ السُّلطان المعظم بالمتحف، تفضّل- أعزّهُ اللهُ- بتسجيل كلمة في سجلّ كبار الزوار، أعرب فيها عن سروره بزيارة هذا الصّرح التّاريخي الذي يوثّق حقبة مهمّة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، كما عبّر جلالتُه عن شكره للقائمين على المتحف على الاستقبال الطيب، متمنيا لهم كل التوفيق.

ورافق جلالةَ السُّلطان المعظم خلال الزيارة الوفد الرّسميّ المرافق لجلالتِه.

وتأسس المتحف الوطني للمجاهد عام 1972؛ ليكون مؤسسة تاريخيّة وثقافيّة تُعنى بحفظ وتوثيق ذاكرة الثورة الجزائرية، كما يضم المتحف مكتبة علمية تحوي آلاف المراجع في مختلف العلوم.

005_57.jpg
005_54.jpg
005_52.jpg
005_51.jpg
005_43.jpg
005_41.jpg
005_40.jpg
005_39.jpg
005_38.jpg
005_37.jpg
005_36.jpg
005_18.jpg
005_17.jpg
005_16.jpg
005_15.jpg
005_14.jpg
005_13.jpg
005.jpg
005_1.jpg
005_66.jpg
005_65.jpg
005_55.jpg
005_62.jpg
005_49.jpg
005_48.jpg
005_35.jpg
005_34.jpg
005_33.jpg
005_32.jpg
005_31.jpg
005_30.jpg
005_29.jpg
005_11.jpg
005_9.jpg
005_10.jpg
005_7.jpg
005_8.jpg
005_6.jpg
005_5.jpg
005_28.jpg
005_27.jpg
005_26.jpg
005_25.jpg
005_24.jpg
005_23.jpg
005_22.jpg
005_21.jpg
005_20.jpg
005_19.jpg
005_64.jpg
005_61.jpg
005_63.jpg
005_47.jpg
005_46.jpg
005_12.jpg
005_4.jpg
005_60.jpg
005_59.jpg
005_58.jpg
005_50.jpg
005_53.jpg
005_44.jpg
005_45.jpg
005_3.jpg
005_2.jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة