المعتصم البوسعيدي
يستعدُّ مُنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لخوض غمار الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المزدوجة لمونديال قطر 2020 وأمم آسيا الصين 2023، بعد أن غاب عن لعب مباريات الجولة الثانية؛ حيث سيواجه منتخب أفغانستان لحصد الفوز الثاني تواليا بعد نقاط الهند العصيبة، في انتظار القمة المرتقبة بالجولة الرابعة مع بطل آسيا المنتخب القطري بين أرضه وبين جماهيره.
وفي خضم ذلك، شهدت أجواء استعدادات المنتخب الكثير من الأحداث، كان أبرزها الإعلان عن القائمة المستدعاة، والتي برز فيها عودة الأمين علي الحبسي بعد غياب طويل، ومغادرة النجم سعد سهيل الذي دارَ حديث كبير عنه في الفترة الأخيرة، وبين الرضا والقبول كانت أمنية المدرب الهولندي كومان بأن يجد النسخة العُمانية للنجم البولندي ليفاندوفسكي محطة للتندُّر والاستغراب، فيما أشعلت استقالة الدكتور جاسم الشكيلي من رئاسة لجنة المنتخبات الوطنية مع عضو اللجنة هلال المخيني فتيل أخبار لا تنتهي؛ ليس أولها الأسباب الحقيقية وراء هذه الاستقالة، وليس آخرها التوقيت الذي جاء فيه هذا الخبر، وما قد يحدثه من أثر سلبي على مشوار منتخبنا في التصفيات.
وحتى نَفْهَم الصورة الكاملة وراء ما يحدُث في أروقة اتحاد الكرة ولو بعد حين، يجب أن نبقى دائماً مع أرضية الملعب، ونركز على ما نتطلع إليه من انتصارٍ -نظريًّا- مُتحقق على المنتخب الأفغاني، وانتصار صعب للغاية -بذات الجانب النظري- على حامل اللقب الآسيوي المنتخب القطري الشقيق، المباراة التي سيليها -وأكاد أجزم- كشف الأوراق وفتح الأبواب على مصراعيها من كل الجبهات، إلا إذا شهدنا لملمة إدارية ذكية تحتوي الخلافات الظاهرة التي لم تعد خافية على أحد، خاصة قُبيل فك الارتباط المتوقع في الانتخابات القادمة.
ومن جانب آخر، كنت أتمنَّى من اتحادنا العزيز أن يستثمر مباريات التصفيات في توزيع حق تواجد المنتخب في كل محافظات السلطنة، وحق الجماهير في رؤية منتخبها عن قرب، وليس بعيداً افتتاح المجمع الرياضي بالرستاق، فلماذا لم نعمل -مثلاً- على إقامة مباراة أفغانستان عليه؟! خاصة وأنَّه لا يبعد عن العاصمة مسقط بمسافات كبيرة، وهنا يمكن فتح باب التساؤلات حول قدرة ملاعبنا الرياضية على استضافة مباريات المنتخب، مع معرفتنا بالأمور الأخرى التي يجب مراعاتها كالنقل والسكن وغيرها، إلا أن الإجابة في كل الأحوال ستعطينا مؤشرَ كفاءة وجودة بنيتنا الأساسية الرياضية وغير الرياضية التي قد تزيد "الطين بله"!
لقد باتت الجماهير العُمانية واعية نحو ما يحدث في كرة القدم بشكل عام من أمور فنية وإدارية وغيرها، كما أن اللاعبين يدركون -بلا شك- حجم التحديات التي يخضونها، لذلك فالنقد في أي وقت -باعتقادي- مُباح مع ضرورة وضعه في القالب الصحيح؛ ليثمر صقلِ العمل والرفع من كفاءته، علاوة على أهمية تفهمنا لهذا التدافع دون الانجرار نحو شخصنة كل رأي، وبين أمنيات مدربنا وأخبار اتحادنا وتنافس إعلامنا الرياضي في البحث عن الحقيقة ونقد واقع الحال وتغليب مصلحة المنتخب، سيبقى الوفاء الأكبر من الجميع نحو مؤازرة المنتخب وسط كل الظروف المحيطة.