لاجارد: ترددتُ في قبول ترشيحي لرئاسة البنك المركزي الأوروبي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

لم تقفز كريستين لاجارد فورا لمقعدها الجديد خلفا لماريو دراجي كرئيس للبنك المركزي الأوروبي، لكنها كانت بحاجة إلى بعض الإقناع، هذا ما كشفت عنه المديرة السابقة لصندوق النقد الدولي في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج، مستعرضة أيضا نظرة ثاقبة لأسلوب إدارتها المحتمل.

"كنتُ مترددة"

وفي يوليو الماضي، تم اختيار لاجارد (63 عامًا) لتجلس على كرسي رئاسة البنك المركزي الأوروبي، بعد صراع طويل بين دول الاتحاد الأوروبي حول أبرز الأدوار في منطقة اليورو. وكانت لاجارد مترددة لأنها كانت تحب وضعها القديم، ولم تكن متأكدة ما إذا كانت قادرة على تولي مهمة قيادة السياسة النقدية في أكبر منطقة عملة موحدة في العالم.

وتقول لاجارد: "افترض الجميع أنني أبدًا لم أكن مصرفيًة مركزيًة من قبل، فكيف يمكنني القيام بهذه المهمة؟ لست حمقاء، وليس لدي ما يكفي من الغرور لأفترض أنني أستطيع فعل أي شيء. لذلك تحدثت إلى الكثير ممن شغلوا منصب محافظي البنك المركزي، والذين كنت أثق فيهم، ويعرفون جيدا تحديات هذه الوظيفة. وقد أيدوني جميعًا، وأكدوا جميعهم أن أقول ’نعم‘، في ظل الظروف الحالية، ونظرا لقوة المؤسسة والوضع الذي نحن فيه في أوروبا، كان علي أن أقول نعم".

وتضيف "النقطة التي أوضحوها بجلاء تام لي- والتي أعتقدها أيضًا- هي أن هناك الكثير من المهارات الدبلوماسية، والحس السياسي، وفهم وجهات نظر وزراء المالية وقادة دول اليورو، وكل ذلك سيهم ربما أكثر من مجرد تجربة السوق المكتسبة بعمق في تقرير السياسة النقدية".

ومع وضع ذلك في الاعتبار، أكدت لاجارد أنها ستعتمد بشكل كبير على المحيطين بها في البنك المركزي الأوروبي لدعم أجندتها، وقد يشمل ذلك شخصًا واحدًا على وجه التحديد، وهو كبير الاقتصاديين فيليب لين، حسبما ذكرت. وقالت في هذا الصدد: "يوجد عدد كبير من الموظفين الأقوياء داخل البنك المركزي الأوروبي لدرجة أنني سأحصل على الدعم المناسب والخبرة المناسبة. وهناك عضو رائع في مجلس الإدارة، إنه فيليب لين، الذي كان محافظا للبنك المركزي الأيرلندي، بجانب أعضاء مجلس الإدارة الموهوبين كل منهم على طريقته".

العمل بروح الفريق الواحد

وخلال أكثر من شهر، ستتولى لاجارد مسؤولية مؤسسة تترنح تحت وطأة نزاع سياسي غير مسبوق بشأن استئناف التيسير الكمي، فيما ألمحت لاجارد إلى أنها قد تحاول استعادة "الانضباط". وقالت "أنت قوي ومقنع فقط إذا كنت قويًا في المنزل. لذا تأكد من أننا فريق عمل، وأننا نختلف فيما بيننا ومن ثم، بمجرد أن يتم تسوية الخلاف، بمجرد أن يكون هناك خط مشترك، نتحرك جميعًا معًا/ وأعتقد أن هذا له تأثير كبير".

وتابعت القول: "استمع بما يكفي لتضع نفسك في مكان الشخص الآخر، ثم تفهم وجهة نظره أو وجهة نظرها؛ حيث إنهم قادرون على توضيح أين يمكنهم أن يتحركوا وأين لا يمكنهم التحرك وما الصعوبة التي يواجهونها".

وتقول لاجارد إن المنطقة قد تحتاج إلى تجميع موارد الميزانية في المستقبل لحماية سلامة عملتها.

وأبدت لاجارد خلال المقابلة مع بلومبرج إجلالا إلى بابا الفاتيكان، الذي ترى أنه شخص ملهم، قائلة: "البابا فرانسيس ليس ممثلاً مالياً ولا صانع سوق، لكن من حيث القيادة يتمتع باحترام كبير ومن الواضح أنه يتمتع بروحانية، وهو ما شاهدته بنفسي. لديه أيضًا رؤية مجتمعية أشاركها فيه في العديد من النواحي، وليس كلها، لكن في كثير من النواحي. أنا معجبة به كثيراً".

تعليق عبر الفيس بوك