"مدائن" والجهات الحكومية تستعرض فرص وحوافز الاستثمار في السلطنة

"لقاء الاستثمار العماني الهندي" يفتح المجال لمزيد من التعاون والتبادل التجاري بين البلدين

 

< الحسني: افتتاح مكتب تمثيلي تجاري لـ"مدائن" في الهند لترويج الفرص الاستثمارية

< البلوشية: تَضاعُف حجم التجارة البينية يؤكد قوة المصالح المشتركة

< اللواتي : تأسيس "مبادرة" يعد من أهم مخرجات برنامج "مدائن" لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص

 

الرؤية - فايزة الكلبانية

انطلقتْ، أمس، بفندق كراون بلازا مسقط، فعاليات "لقاء الاستثمار العماني الهندي"، الذي تُنظِّمه المؤسسة العامة للمناطق الصناعية - مدائن، تحت رعاية معالي يحيى بن سعيد الجابري رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء"، ورئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ وذلك تماشياً مع الجهود التي تبذلها "مدائن" لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى السلطنة، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، لا سيما في قطاع الصناعة.

وتتواصل، اليوم، فعاليات اللقاء عبر زيارة الوفد التجاري من جمهورية الهند -والمكون من 35 رجل أعمال يُمثلون قطاعات اقتصادية مختلفة؛ مثل: الغذاء، واللوجستيات، وتقنية المعلومات والاتصالات، والطاقة المتجددة- لمدينة الرسيل الصناعية وواحة المعرفة مسقط؛ للتعرف عن قرب على الخدمات والتسهيلات التي تقدمها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية - مدائن للمستثمرين وأصحاب الأعمال.

وبدأ اللقاء، أمس، بكلمة ترحيبية ألقاها هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي لـ"مدائن"؛ أوضح من خلالها أن اللقاء يهدف لجمع مجموعة من كبار صانعي القرار والمستثمرين في البلدين لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة، ويمثل منصة مثالية للتعرف على الحوافز التي تقدمها السلطنة بشكل عام و"مدائن" بشكل خاص للمستثمرين المحتملين، لا سيما أن علاقة السلطنة وجمهورية الهند التجارية تمتاز بطابع تاريخي وتمتد لسنوات طويلة من الروابط القوية، وهو ما يعكسه المشهد الصناعي في السلطنة حالياً؛ حيث يشهد نشاطًا استثماريًّا بارزاً يتضح من خلال تواجد المستثمرين الهنود بين الجنسيات الثلاث الأولى التي تستثمر في مختلف المدن الصناعية التابعة لـ"مدائن" المختلفة في السلطنة؛ الأمر الذي دفع لافتتاح مكتب تمثيلي لـ"مدائن" في جمهورية الهند؛ بهدف الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة بصورة عامة و"مدائن" بصورة خاصة كوجهة جذابة للاستثمارات وتعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين.

وأضاف الحسني: للعام العاشر على التوالي، وعلى الرغم من كل الظروف والمتغيرات الاقتصادية على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، إلا أنَّ "مدائن" حافظت على النمو في مؤشراتها الاقتصادية؛ فمعدل نمو إجمالي حجم الاستثمارات للمشاريع في المدن الصناعية التابعة لها في العام 2018 ارتفعت بنسبة 3.63%، كما أن لدينا اليوم أكثر من 2200 مشروع تستثمر في المدن الصناعية التابعة لـ"مدائن"، وتوظف هذه المشاريع أكثر من 60.000 من القوى العاملة الماهرة، وبحلول نهاية العام 2018 بلغ إجمالي حجم الاستثمارات أكثر من 17 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى أنه يجري العمل لإطلاق مدينتين صناعيتين جديدتين في السلطنة، ولأول مرة في "مدائن" سيتم تطويرهما وإدارتهما بشكل كامل من قبل القطاع الخاص من خلال المطورين ذوي الخبرة الدولية في هذا المجال.

واستعرضَ عددٌ من الجهات في القطاعين الحكومي والخاص في السلطنة الفرص المتاحة للاستثمار؛ حيث قدمت نسيمة بنت يحيى البلوشية المديرة العامة للاستثمار والصادرات في "إثراء"، عرضاً؛ أوضحت من خلاله أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين تضاعف خلال السنوات الأربع الماضية، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على قوة المصالح التجارية المشتركة بين البلدين على مدار سنوات عديدة، والتي تُسهم في خلق المزيد من الوظائف في الجانبين، وتنمية المهارات وتعزيز القدرة التنافسية، كما أن هذه العلاقات التاريخية تعد فرصة ليس فقط للبناء على هذه العلاقة الخاصة وتعزيزها، ولكن أيضًا لمواجهة تحديات المستقبل.

وأضافتْ البلوشية أنَّ الشركات العُمانية تستفيد من النمو المتميز للاقتصاد في جمهورية الهند في قطاعات متنوعة؛ مثل: تجهيز الأغذية والطاقة والبنية الأساسية والسياحة ومصايد الأسماك والتعدين والتصنيع، كما أن هناك رغبة مستمرة في استكشاف أسواق الهند من قبل الشركات العمانية التي تشارك في الوفد التجارية التي تسيرها "إثراء" مؤخراً إلى الهند.

من جانبه، قال جلال بن عبدالكريم اللواتي مدير التسويق وترويج الاستثمار في هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، إنَّ المنطقة تقع على بحر العرب المطل مباشرة على المحيط الهندي، وتتميز بموقعها على خطوط الملاحة العالمية وبقربها من الأسواق الآسيوية والإفريقية سريعة النمو، وتبلغ مساحة المنطقة 2000 كيلومتر مربع، وتتميز بمناخ معتدل على مدار العام، كما تتميز بوجود ثروة سمكية هائلة، وبقربها من مناطق إنتاج النفط والغاز، والمناطق التي تتوافر بها المعادن التي يمكن استغلالها في إقامة مشاريع صناعية؛ الأمر الذي يُؤهل المنطقة لتصبح قاعدة صناعية متكاملة لصناعات تحويلية تقوم على الخامات الطبيعية الموجودة بكثرة في ولاية الدقم والولايات الأخرى بمحافظة الوسطى.

وأشار اللواتي إلى أنَّ الفرص الاستثمارية المتاحة في الدقم خلال المرحلة الحالية؛ تتمثل في: قطاع المصافي وتكرير النفط، والصناعات الثقيلة والبتروكيماويات، وتخزين النفط، وكذلك الصناعات الخفيفة والمتوسطة، وإنشاء المخازن وتقديم الخدمات اللوجستية، والاستثمار في قطاع النقل، وأيضا الاستثمار في القطاع السياحي بما في ذلك إنشاء الفنادق والمنتجعات وإنشاء الأسواق والمجمعات التجارية، وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى إنشاء المدارس الخاصة والمعاهد التدريبية والكليات الجامعية، وإنشاء المرافق الرياضية، علاوة على وجود فرص الاستثمار في قطاع التعدين والصناعات السمكية والتطوير العقاري.

وقدَّم مصطفى بن مقبول اللواتي الرئيس التنفيذي بالوكالة لشركة عمان للاستثمار والتطوير القابضة "مبادرة"، عرضاً حول الحوافز والتسهيلات التي تضمنتها اللائحة الاستثمارية الجديدة لـ"مدائن" والفرص الاستثمارية المتاحة في المدن الصناعية التابعة لها، وأوضح أنَّ "مدائن" قامت بتوفير الكثير من المزايا مثل عقد إيجار لمدة ثلاثين عامًا قابل للتجديد لمدة مماثلة مع أحقية التنازل عن حق الإيجار للمدة المتبقية بالعقد، وأحقية البيع للإنشاءات والمباني المقامة على الأرض المستأجرة، وكذلك أحقية الرهن للمباني والتجهيزات المقامة على الأرض المستأجرة، وأحقية إدخال شركاء بعقد الإيجار من خلال تقييم عادل للمباني والإنشاءات والتجهيزات المقامة عند انتهاء عقد الإيجار، ومن هذه المميزات: إعفاء من ضريبة الدخل لخمس سنوات للمشاريع الصناعية، وإعفاء مدخلات الإنتاج من الضرائب والرسوم الجمركية، وتوفير أراضٍ مطورة مجهزة بكافة الخدمات الأساسية: مياه، كهرباء، اتصالات، طرق مع وجود أطر قانونية شفافة توضح الحقوق والالتزامات، والالتزام بفترات زمنية محددة للاستجابة لتقديم الخدمات، وحرية العمل 7/24 مع ضمان المشاركة بالمعارض الداخلية والخارجية لحملة المنتجات الوطنية "عماني"، وضمان المشاركة بكافة الورش والندوات والمعارض التي تنظمها المؤسسة، ومساعدة المستثمرين لدى الجهات الحكومية من قبل النافذة الاستثمارية "مسار".

وقدَّم صلاح بن عبدالله الزكواني الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة شموخ للاستثمار والخدمات، عرضًا مرئيًّا حول الفرص الاستثمارية المتاحة في المدن الصناعية التابعة لـ"مدائن" في مجالات التعليم والصحة والنفط والغاز، والاستثمار في قطاع الأغذية والتصنيع والخدمات، إضافة إلى وجود فرص استثمارية في مجال السفر والضيافة، وأشار الزكواني إلى أنه في ظل التنامي المتسارع للصناعة في السلطنة ولتفعيل الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020؛ قامت "مدائن" بتأسيس شركة شموخ للاستثمار والخدمات بهدف جذب الشراكات الإستراتيجية من مجموعة من الكيانات الاقتصادية المحلية والعالمية للاستثمار في مجال تنفيذ مشاريع وتطوير البنية الأساسية في مختلف المدن الصناعية التي من شأنها ضمان الجودة الشاملة بين العمل والحياة للجميع، وتطوير البنية الأساسية الصناعية القادرة على المنافسة عالميًّا في المدن الصناعية التابعة لـ"مدائن"، والسعي لإيجاد أفضل بيئة لنمو الصناعات في السلطنة. كما تمَّ عرض تجربتيْن ناجحتيْن من الشركات المحتضنة في المدن الصناعية التابعة لـ"مدائن"، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية بين المستثمرين وأصحاب الأعمال من البلدين.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z