القوى الأوروبية تدعم واشنطن في تحميل طهران مسؤولية هجوم السعودية

مرونة إيرانية لمناقشة "تغييرات محدودة" على الاتفاق النووي بشرط رفع العقوبات

 

عواصم - الوكالات

قالَ الرئيسُ الإيرانيُّ حسن روحاني، أمس، إنَّه مُستعد لمناقشة إدخال تغييرات أو إضافات أو تعديلات محدودة على الاتفاق الذي أبرمته الجمهورية الإسلامية مع الدول الست الكبرى عام 2015، إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات عن طهران. وأضاف روحاني لوسائل الإعلام في نيويورك: "سأكون مستعدا لبحث إدخال تغييرات أو إضافات أو تعديلات محدودة على الاتفاق النووي حال رفع العقوبات".

وكانَ الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب انسحب من الاتفاق العام الماضي وعاود فرض عقوبات على إيران كانت قد رفعت بموجب الاتفاق مقابل الحد من برنامجها النووي. وقال ترامب، أمس، إنَّه في "موقف قوي للغاية" بشأن إيران، التي عبر عن اعتقاده بأنها تريد أن تفعل شيئا لنزع فتيل التوتر مع الولايات المتحدة، متحدثا بنبرة تصالحية قبيل كلمته في الأمم المتحدة.

وقال ترامب -لدى وصوله للمنظمة الدولية: "أعتقد أننا نقوم بعمل جيد للغاية. فلنرى ماذا سيحدث مع إيران، لكننا في موقف قوي للغاية بشأنها وأعتقد أنهم يودون فعل شيء ومن الذكاء إن هم فعلوا". ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل دول العالم إلى تشديد الخناق على الاقتصاد الإيراني، قائلا إنه يجب ألا تساند أي دولة "تعطش إيران للدماء".

وقال ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "جميع الدول عليها واجب التحرك... يجب ألا تساند أي حكومة مسؤولة تعطش إيران للدماء. والعقوبات لن ترفع طالما واصلت إيران سلوكها الذي ينطوي على تهديد. سيتم تشديد العقوبات".

وأيدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الولايات المتحدة وألقت باللوم على إيران في الهجوم على منشأتي نفط بالسعودية يوم 14 سبتمبر، وطالبت طهران بالموافقة على محادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي.

وأصدرتْ الدول الثلاث بيانا مشتركا عقب اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وعلى جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنَّ مجلس الوزراء السعودي جدد دعوته للمجتمع الدولي أمس "لوضع حد للتصرفات والسياسات العدوانية التخريبية الإيرانية". وقالت المملكة إن المؤشرات الأولية تظهر مسؤولية إيران عن الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين في 14 سبتمبر. ورفضت المملكة إعلان جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجوم. وتنفي طهران ضلوعها فيه. ونقلت الوكالة عن الملك سلمان وصفه للهجوم، خلال اجتماع مجلس الوزراء، بأنه مثّل "تصعيدا خطيرا".

ونقلت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن الحكومة الإيرانية قولها إنَّ البيان الذي أصدرته بريطانيا وفرنسا وألمانيا، واتهمت فيه طهران بالمسؤولية عن الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين، أظهر أن تلك الدول تفتقر لإرادة مواجهة "التنمر" الأمريكي.  ونقلت الوكالة عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله "أظهر البيان أن الأطراف الأوروبية ليس لديها قوة أو قوة إرادة للتصدي للتنمر الأمريكي".

وميدانيا، قال اثنان من السكان وقناة المسيرة -التي تديرها جماعة الحوثي اليمنية- إن ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة السعودية أسفرت عن مقتل 16 شخصا على الأقل في محافظة الضالع اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين أمس. وجاء الهجوم بعد 4 أيام من إعلان الحوثيين المتحالفين مع إيران عزمهم وقف شن هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على السعودية إذا أوقف التحالف بقيادة السعودية هجماته على اليمن.

وأعلن الحوثيون هذا الشهر مسؤوليتهم عن هجوم على منشأتي نفط سعوديتين أسفر عن خفض إنتاج المملكة من الخام إلى النصف. وتتهم واشنطن والرياض إيران بالمسؤولية عن هذا الهجوم. وذكرت قناة المسيرة أن 16 شخصا في مبنى واحد بينهم سبعة أطفال لقوا حتفهم في ضربات نفذها التحالف.

تعليق عبر الفيس بوك