د. ريم سليمان الخش | باريس
حاول فبأسك أن تظل معاندا
هي صخرة فكن الجسور الصامدا
//
سيزيف أنت فلا تقف إن باغتت
قمم الجبال تدحرجت ..لتعاودا
//
ولقد نظرتُ فما رأيت على المدى
إلاك من وطأ البسيطة قائدا
//
تمشي على ألغامها متعرّقا
ولقد تكثفت الهمومُ مصائدا
//
متآكلَ النعلين مضنى كيفَ لل..
القدمين أنْ من حثّها تتقاعدا؟!!
//
كدحا ستكملُ ذا الطريق توجّعا
يا ليته كان السراط الواعدا
//
أو ليته بالسابغات محمّلٌ
وجعي إذا اقتحم الصحائف راعدا
//
أملاحقٌ بالإثم : مضغة طينة
جُبلت على مايستفزّ الراشدا ؟!!
//
ياليته ملكٌ يسبّح عاشقا
لا ذنبَ ينهشُ بالأنا متأسدا
//
متمرّدٌ رهن اختياريَ سيّدٌ
حريتي جعلت طموحيَ ماردا
//
ليظلّ نعلي في الثرى متفرّدا
والرأس في جوزائه متباعدا !!
//
فإذا لحدتُ فلعنة أبدية
وإذا شككتُ فآيةَ وموائدا
//
مهما تقمّصت التجبّرَ هامتي
قلقي يظلّ بهجسه متزايدا !!
//
إذْ أنني طيّ الفناء خُلاصة
لكنْ أسيرُ إلى المآل معاندا
//
فالزم سفين تعقّلٍ وامخر به
لججَ الخلاصِ تكنْ بفهمك رائدا
//
(إقرأ).. فأول ما تنزّل وحيه
قلمٌ يؤسسُ للحضارة جاهدا
//
نونٌ : نباهةُ من تفكرّ خاشعا
في سبر أسرار الفضاء مجالدا
//
(إقرأ وربّك) لانجاةَ لجاهلٍ
يبقى من الوحشِ الهصور مطاردا
//
بالجهل تفقئة العيون فلا ترى
من في اجتراحات النفوس تأبّدا
//
فإذا وعيتَ كسرت قيد جهالة
أو أنْ تغورَ الى المذلة ساجدا
//
أفقُ المعارف كالسماء موسّعٌ
فإذا انغلقتَ تركته متأكسدا
//
في كلّ وقتٍ معضلاتٌ حلّها
حذقُ الكواسر إذْ أتته صوائدا
//
فإذا الجناح كومضة ضوئية
شقّ الغياهبَ واستذاب الجامدا
//
وإذا الفؤاد سفينة كونية
كشفت منارتها الضياءَ الخالدا
//
سبحان من أهدى العقول مرونة
حتى تزيد معارفا وقصائدا
...............................
ملاحظة : كلمة صوائد اشتققتها للكواسر وفق أصول الإشتقاق
ملاحظة2: هناك كلام مدغم يدل عليه مابعده...