مع انطلاق موسم التخييم السياحي مطلع أكتوبر المقبل

18 مخيما سياحيا تستعد لاستقبال زوار السلطنة في شمال وجنوب الشرقية

 

< الشعيبي: مؤشرات إيجابية للموسم الماضي.. وارتفاع نسب الإشغال إلى 100% في بعض المخيمات

< العلوي: 5 مخيمات توفر لزوار جنوب الشرقية خدمات فندقية وبرامج سياحية متنوعة

 

مسقط - الرؤية

تعملُ وزارة السياحة على الترويج لأنشطة التخييم؛ لما تُمثله من أهمية كقيمة مضافة عالية للقطاع السياحي؛ وذلك بالتزامُن مع الاستعداد لبدء موسم التخييم السياحي في الأول من أكتوبر المقبل، وحتى نهاية أبريل المزمع إقامته في محافظتيْ شمال وجنوب الشرقية، والذي يعدُّ أحد المواسم السياحية التي تشهد إقبالا جيدا من الزوار من داخل السلطنة وخارجها؛ لما يوفره من تجارب سياحية متميزة للزوار، تجسِّد الثراء البيئي الذي تتميز به السلطنة.

وأكملتْ المُخيمات السياحية في محافظتيْ جنوب وشمال الشرقية استعداداتها لموسم التخييم. وتمثلتْ هذه الاستعدادات في تهيئة المخيمات وتجديدها، وإضافة بعض المرافق وإدخال التحسينات المختلفة عليها، والتعاقد لتقديم خدمات من المجتمعات المحلية، إضافة لوضع البرامج والأنشطة السياحية.

وتحرص وزارة السياحة على تشجيع إنشاء المخيمات، وفق ضوابط تراعي الجودة ومواصفات السلامة وتزايد الحركة السياحية؛ من خلال إبراز المقومات الصحراوية التي تتميز بها السلطنة، وتنويع البيئات السياحية وإثراء تجارب الزوار من داخل السلطنة وخارجها، إلى جانب توفير غرف فندقية تستوعب تنامي أعداد السياح سنويا.

وحول أداء الموسم السياحي المنصرم، قال طلال بن خلفان الشعيبي مدير إدارة السياحة بمحافظة شمال الشرقية: إنَّ الموسم شهد مؤشرات إيجابية تمثَّلت في ارتفاع نسبة الأرباح والإيرادات وإشغالات الغرف التي وصلت في بعض الأوقات إلى 100%. وأكد الشعيبي أنَّ إدارة السياحة بالمحافظة قامت بجولات تفتيشية للاطلاع على أبرز الاستعدادات التي تقوم بها المخيمات السياحية برمال الشرقية خلال الفترة الصيفية، والتي شملتْ إعادة ترميم لبعض المخيمات وتغيير الأثاث ومكافحة الرمة، وإضافة بعض الغرف الإيوائية الجديدة، إضافة إلى التأكد من سلامة وسائل النقل داخل المخيمات، والتأكد من سريان التراخيص السياحية وتوفير كل ما يحتاجه السائح.

وعن الأنشطة والبرامج السياحية التي تُقدمها المخيمات السياحية البالغ عددها 18 مخيما، موزعة بواقع 13 مخيما في شمال الشرقية، و5 مخيمات في جنوب الشرقية، أشار الشعيبي إلى أنَّ هناك أنواعا مختلفة من الأنشطة تتوافر كممارسة التزلج على الرمال، وسياقة الدراجات الرملية، وركوب الجمال والتجوال داخل الرمال، إضافة لنشاط الطيران الشراعي.

وأوضح الشعيبي أنَّ هناك عددًا من الجوانب التي تهم السائح عندما يختار المخيمات كمقصد سياحي؛ وتتمثل في البحث عن الهدوء وسكون المكان والابتعاد عن ضوضاء المدن وتجربة الحياة الصحراوية، إلى جانب تجربة العادات والتقاليد التي تتميز بها البيئة العمانية.

وقال سعود بن حمد العلوي مدير إدارة السياحة في محافظة جنوب الشرقية: إنَّ المخيمات في الموسم السياحي الشتوي تشهد إقبالاً كبيراً في المحافظة كإحدى الوجهات السياحية الجاذبة للزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة والتخييم في الصحراء واكتشاف أنماط حياة البادية، مُوضحا أنَّ محافظة جنوب الشرقية بها 5 مخيمات تتوزَّع على ولاياتها؛ تقدم خدمات فندقية متميزة وبرامج وأنشطة متنوعة بهدف الترويح عن الزوار.

وأضاف العلوي أنَّ المخيمات السياحية أصبحت منتجًا سياحيًّا مهمًّا يسعى الزوار للاستفادة منه كأحد الخيارات الجاذبة لتجارب سياحية مختلفة عن المنشآت الفندقية، والتي يسعى الزوار من مختلف دول العالم لتجربتها عند زياراتهم للسلطنة. وأشار العلوي إلى أنَّ مُحافظة جنوب الشرقية تتميز بتعدد الوجهات السياحية التي تجتذب السائح، وتوفر له خيارات متعددة لقضاء أكبر عدد من الليالي السياحية. ونوَّه مدير إدارة السياحة في محافظة جنوب الشرقية بأنَّ قرب المحافظة من العاصمة مسقط يُسهم في زيادة الحركة السياحية؛ ومنها: المخيمات.

وحول استعدادات المخيمات للموسم السياحي لهذا العام، قال جمال بن ناصر العلوي صاحب منتجع شاطئ السلاحف -الذي يعدُّ واحدًا من المخيمات المتميزة في نيابة رأس الحد: الاستعدادات مستمرة، وتمَّ التسويق للموسم والتنسيق مع الشركات السياحية، كما تمَّ تنفيذ العديد من أعمال الصيانة اللازمة للمرافق والخدمات. وأكد أنَّهم يعملون طوال العام على استقبال السياح والزوار، ولا يقتصر ذلك على موسم بعينه. ويتمثل ذلك في الخدمات والأنشطة السياحية التي يوفرها المنتجع لزواره كزيارة محمية السلاحف، ومشاهدة الدلافين وصيد الأسماك، إضافة لتنظيم رحلات بحرية باستخدام سفن خشبية سياحية؛ حيث يمكن للسياح أن يجربوا السباحة في البحر.

وأضاف العلوي أنَّ المنتجع يجسد بيئات متنوعة معبرة عن ثراء السلطنة كالبيئة البدوية والجبلية، ويعمل المنتجع تحت شعار "من التراث العماني الأصيل.. ملتزمون بالمحافظة على البيئة"؛ حيث تمَّ بناؤه من المواد الموجودة في البيئة العمانية كسعف النخيل. ويحتوي المنتجع على نوعين من الغرف؛ تتمثل في الأجنحة إلى جانب الغرف العادية، كما يضم مسرحًا للمناسبات تُقدَّم فيه عدد من الفنون العمانية، إلى جانب الفنون الموسيقية الأخرى بما يتناسب مع أذواق السياح. وهناك عدد من المقاهي التي تقدم الوجبات الثلاث للزوار؛ من خلال تقديم أطباق مختلفة بعضها محلية والأخرى عالمية. وما يميز المنتجع أنه يوفر غرفة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة تُمكِّن أصحاب هذه الفئة من ممارسة مختلف الأنشطة من خلال التسهيلات التي يقدمها المنتجع.

أمَّا عبدالعزيز الحسني صاحب مخيم الريم الصحراوي، فأكد أنَّهم يحرصون كل عام على تنفيذ أعمال التوسعة والصيانة للمخيمات، بما يتناسب مع توقعات السياح من حيث جودة الخدمات، كما يحرص المنتجع كل عام على تقديم أشياء مختلفة ومميزة تضيف للمنتجع رونقا خاصا يكسب من خلالها ثقة السياح وإعجابهم.

وعن البرامج التي يقدمها المخيم للسياح، قال الحسني: تشمل ركوب الجِمَال والمغامرات الرملية والفنون العمانية، خصوصا البدوية والمعارض التراثية. ويقدِّم المنتجع في بعض الأحيان أنشطة خاصة ببعض السياح؛ مثل: الاحتفال برأس السنة وأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة كشهر العسل وأعياد الزواج.

ويُشير الحسني إلى أنَّ المخيم يضم 9 أنواع مختلفة من الغرف الإيوائية تتمثل في الخيام البدوية وبيوت الطين والسعفيات وبعض الغرف المصنوعة من الخشب بشكل كامل. ويُؤكد أن هذه الغرف تم تصميمها بأعلى درجات الرفاهية التي لاقت ارتياح السياح وتناسبت مع توقعاتهم؛ حيث إنَّ المخيم يُمكنه استيعاب 54 سائح يوميا، وهو رقم أقل بكثير من السعة الاستيعابية للمخيم لذلك تم التنسيق مع مكتب جنوب الشرقية التابع لوزارة السياحة، وكان لهم دور كبير في دعم المخيم.

وأكَّد الحسني أنَّ الوزارة حريصة على دعم المخيم وتوسعته لتقديم أفضل الخدمات. ويضم المنتجع عددا من المرافق التي تلبي احتياجات السياح المختلفة تتمثل في مكتب استقبال و17 خيمة وغرفة مع مرفقاتها و2 من المطاعم وقسم للتسلية ولعب الأطفال، إضافة لـ3 مجالس عامة ومكان لإقامة الاجتماعات والفعاليات.

وأكد الوضاح الهنائي المدير التنفيذي لمخيم واحة النخيل الذهبية الواقع في ولاية جعلان بني بوحسن بمحافظة جنوب الشرقية، أنَّ تسمية المخيم بهذا الاسم جاءت لما تمتاز به المحافظة من تواجد عدد كبير لأشجار النخيل، إلى جانب المساحات الصحراوية الشاسعة التي تجسد بيئة خصبة للسياحة.

وعن استعدادات المخيم للموسم السياحي، أشار الهنائي إلى أنَّ كلَّ موسم يصحبه تجهيزات إضافية بناء على آراء الضيوف عبر موقع المخيم الإلكتروني، أو عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما يجري العمل على زيادة الفعاليات والمناشط لمختلف الفئات العمرية، وإضافة مأكولات جديدة ضمن قائمة الأطعمة المقدمة للزوار. ويشهد المخيم إقبالا سياحيا كبيرا بداية من شهر سبتمبر حتى مارس، ويلي ذلك فترة الأمطار والغيوم في الفترة من أواخر شهر مايو حتي بداية يونيو من كل عام، وهو ما يميز محافظة جنوب الشرقية. وينظم المخيم رحلات خاصة للبيوت البدوية التابعة لأهالي المنطقة، وهو ما يجسد عن قرب الموروثات والعادات الأصيلة لمحافظة جنوب الشرقية والسلطنة بوجه عام.

تعليق عبر الفيس بوك