"بلومبرج": "هجمات أرامكو" تستدعي ردًا عالميًا موحدًا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

وصفت وكالة بلومبرج الإخبارية أن الهجوم على منشآت النفط والغاز التابعة لشركة أرامكو في السعودية "ضربة لأحد الشرايين الرئيسية للاقتصاد العالمي"، والذي تسبب في وقف نصف إنتاج المملكة من النفط المعالج، أي ما يعادل نحو 6% من الإمدادات العالمية.

وقالت الوكالة في افتتاحيتها إنه يجب أن تستخدم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة خلال الأسبوع الجاري في نيويورك لحشد الرأي العام العالمي. وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجمات، وقالوا إنهم استخدموا فيها مجموعة من الطائرات بدون طيار لإلحاق أضرار جسيمة. لكن ثمة شك في أن الميليشيات الشيعية في العراق هي الجاني الحقيقي، وأنهم استخدموا صواريخ كروز.

وترى الوكالة أنه من الناحية الجيوسياسية، قد لا يمثل ذلك فارقًا كبيرًا؛ فالميليشيات الحوثية والعراقية على حد سواء يتبعون إيران، التي تزودهم بالمال والعتاد، بما في ذلك الأسلحة القادرة على ضرب الأراضي السعودية. لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنفي أي دور لها في الهجمات. وألقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باللوم على إيران، قائلا إنه "لا يوجد دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن".

ويتعين على إدارة ترامب أن تتحرك سريعا لتقديم دليل على مسؤولية إيران أمام المجتمع الدولي، والضغط من أجل رأي عام عالمي، خاصة من القوى الكبرى مثل الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وكانت هذه الدول، بجانب الولايات المتحدة، وقعت على الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران. ومنذ قرار ترامب الأحادي الجانب بإلغاء هذا الاتفاق في الصيف الماضي، أبدت هذه الدول تعاطفا مع الجمهورية الإسلامية.

وتقول بلومبرج إنه بغض النظر عن عدم موافقتها على سياسات إدارة ترامب، فإن هذه البلدان بحاجة إلى أن تدرك أن النظام الذي يعرض الاقتصاد العالمي للخطر لا يستحق التعاطف. وأضافت: "بالكلمة والفعل، يجب أن يخطروا طهران بأنه لن يتم التسامح مع سلوكها بعد الآن". وتوفر الجمعية العامة هذا الأسبوع منصة مثالية للقيام بذلك. وسيكون قرار مجلس الأمن الذي يدين تصرفات إيران بداية جيدة. ويجب على الأطراف الموقعة الأخرى أيضًا إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على النظام، والاستعداد للانضمام إلى قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة لحماية الخليج.

وفي الأيام التي سبقت انعقاد الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، يبدو أن الرئيس ترامب بحث تخفيف موقفه من إيران، حتى إنه فكر في تخفيف بعض العقوبات من أجل تسهيل اجتماع محتمل في نيويورك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. لكن الوكالة قالت إن الإيرانيين يبدو أنهم تصرفوا بسوء نية واضح، ورفضوا عدة عروض للمفاوضات.

وتختتم الوكالة افتتاحيتها بالقول إن الهجمات على منشآت النفط- وبالتالي على الاقتصاد العالمي- يجب أن تحدد طريقة تفكير ترامب، فهذه هي اللحظة المناسبة لحشد المجتمع الدولي للتعامل مع التهديدات الإيرانية.

تعليق عبر الفيس بوك