هدنة وقبور من دم

 

نعمة الفيتوري | ليبيا

 

هدنة (1)

حفيف الأوراق

التي أرهقها السفر بين

الأقلام

يأتيني من بعيد يسألني

عن هدنة

من أرق ينتابه

من مخاض ..

من ألم الكلمات التي تعتصرها

اللحظة ..

من شغف الحروف للبوح

بين أحضان السطور

من السفر الطويل لطرقٍ بلاعودة

من النهايات الغير مقصودة

من خيال لا يهدأ .. وشوق لا ينتهي

من قصيدة بدأت

وتاهت منها النهاية

وتوقفت هنا .

***

 

قبور من دم (2)

ليت هذا الحب يأخذني بعيداً بعد السماء

أو يحتضني كاحتضان الأرض لخطوي

يزرعني في قلبك ياسمينة .. ترتوي على خفقاتك

بدفق.. كنهرٍ لا يتوقف

ما أجمل التمني

وما أتعس الحب الذي ينمو بعيدا

على أرض لا تكفينا

لنمد جذورنا بلا جهد

وما أسخف العمر

الذي ينزف بلا دم

ويتلاشى بلا هوادة

ولم يزهر في بستانه شغف

وما أقسى الليالي

التي تمر كصفعات على وجه الوقت

وتأمره بالتوقف

التوقف الباهت الذي يلون

شوارعنا

بيوتنا

ملامحنا

أمواج شواطئنا

تخيل بحرنا بلا موج يجرف أحزاننا

تلك الأحزان التي أبت أن تغادر ابتساماتنا

وعششت في قبور من دم

هي قلوبنا.

 

تعليق عبر الفيس بوك