أشم رائحة الضوء

 

مها دعاس | سوريا

 

عندما تكتمل لحظة البكاء أغتنمها بمثالية

أنا و أربعة نخلات يمطرن قلبي بالخوف

نشير للوجع بوضوح و نبكي بغزارة

 

لا يدهشني شيء ولا أي شيء و لا حتى ذلك النهر من اللوتس المنسجم مع إيقاع جريانه

النهر الممتلىء بذاته ثملا بموسيقاه

ينحدر بحبل سري موصول مع الخلود

قرب تلة زهرية اللون تفوح منها رائحة التجدد ولون المعاني في صوت كائن صغير يشدو الغابة و تشدوه

كل الموجودات عالقة في لحظات الصمت البري بين قطرات الندى وروح الخضرة في رائحة أغاني الصخور

 

أجلس مثل حشرة ليلة فاجأتها  الشمس بشروقها

 أشم رائحة الضوء للمرة الأولى

أتعثر برؤية نفسي للمرة الأولى

كم مربكة الصورة وكم مرتبكة الأمكنة

 

تكاد المفاجئة تقتلي

أتنفس بصعوبة كمن يحتضر

أجلس خائفة في تلك الزاوية اللامرئية بين مستنقع من الأوراق الصفراء و حكاية سنوات لا تغادرني

لا يغريني أيلول برائحته المنفردة

أنفصل عن كل ذلك السكون فيما حولي

كل شيء يحث على الحياة

أنكفىء على جسدي الصغير غير مرئية

لا يشعر بوجودي أحد

ولا يسمع صوت خوفي أحد

 

تذوقت الضوء لأول مرة

امتلأت به مثل فكرة مطلقة عن الشهيق والزفير

أدركت أن الضوء يلد الحياة وأن الظلام يلد الموت وأن أجمل اللحظات أقصرها وأن نثارها هو الأبدية

ماذا لو كنت فراشة ؟؟

تعليق عبر الفيس بوك