من هي البلغارية التي ستقود "صندوق النقد"؟ ولماذا الضجة حولها؟

...
...
...
...

 

الرؤية- نجلاء عبدالعال

أصبح من شبه المؤكد أن تتولى البلغارية كريستالينا جورجييفا قيادة صندوق النقد الدولي لفترة خمسة سنوات مقبلة، خلفا للفرنسية كريستين لاجارد التي بدأ سريان استقالتها من منصب مدير عام الصندوق يوم الخميس الماضي.

وانتهت بالفعل عملية الترشح للمنصب، وذلك بعد اتخاذ مجلس محافظي صندوق النقد قرارا حذف بموجبه شرط التقيد بالسن للترشح لمنصب المدير العام للصندوق أو التجديد فيه وهو شرط نص عليه النظام الأساسي الذي يعمل وفقه الصندوق منذ عام 1951. وكان الشرط يقضي بعدم تعيين أي مرشح يبلغ الخامسة والستين أو أكثر في منصب المدير العام، ويمنع أيضا استمرار المدير العام في منصبه بعد سن السبعين، وهو ما مكن ترشيح كريستالينا ذات الـ66 عاما للمنصب، وبإلغاء شرط السن للترشح والاستمرار فإنها لن تكون مقيدة بدورة واحدة.

ووفق ما أصدره الصندوق في بيانه فإنه "بإلغاء شرط السن، تصبح فترات تعيين المدير العام متسقة مع فترات تعيين كل من أعضاء المجلس التنفيذي الذي يرأسه المدير العام، ورئيس مجموعة البنك الدولي، وكلها لا تخضع لشرط السن"، وبهذا ستتمكن جورجييفا من ترك منصب المدير التنفيذي للبنك الدولي الذي تشغله منذ يناير 2017، أما كريستين لاجارد فستنتقل إلى قيادة البنك المركزي الأوربي.

وأصدر صندوق النقد الدولي مذكرة تعريفية بكريستالينا جورجييفا أكد فيها أنها تتمتع بخبرة واسعة في العمل القيادي والإداري، نظرا لتنوع المناصب العليا البارزة التي تقلدتها في مجال الخدمة العامة لدى البنك الدولي والمفوضية الأوروبية.

وبصفتها نائبا لرئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الميزانية والموارد البشرية، كانت تشرف على ميزانية الاتحاد الأوروبي التي يبلغ حجمها 155 مليار يورو، وأكد البيان أن كرريستالينا قادت إصلاح ميزانية الاتحاد الأوروبي وأجرت زيادة قدرها ثلاثة أضعاف في التمويل المتاح لمواجهة أزمة اللاجئين في أوروبا، كما ساهمت بدور نشط في جهود المفوضية الأوروبية لمواجهة أزمة الدين في منطقة اليورو.

ولدت كريستالينا جورجييفا في صوفيا ببلغاريا عام 1953، وحصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع، ودرجة الدكتوراه في علم الاقتصاد، من جامعة الاقتصاد الوطني والعالمي في صوفيا. وفي عام 1996، استكملت برنامجا لتنمية مهارات القيادة التنفيذية وحصلت على شهادة في العلوم المالية من كلية هارفارد لإدارة الأعمال، وحاليا لديها أكثر من 100 عمل منشور، كما أنها مؤلفة أول مرجع عن الاقتصاد الجزئي والمؤلفة المشاركة لأول مرجع عن الاقتصاد الكلي في بلغاريا.

ويضع صندوق النقد عددا من الاعتبارات لاختيار المدير العام من بين المرشحين للمنصب ومنها أن يكون صاحب سجل بارز في صنع السياسات الاقتصادية على مستويات المسؤولية العليا، وأن يتمتع بخلفية مهنية متميزة، ومهارات إدارية ودبلوماسية مُثْبَتة تؤهله لقيادة مؤسسة عالمية، وأن يكون من مواطني أي بلد من البلدان الأعضاء في الصندوق.

كما ينبغي أن تتوفر في المرشح القدرة بصفته رئيسا لموظفي الصندوق ورئيسا لمجلسه التنفيذي، على تقديم رؤية استراتيجية للعمل الذي يضطلع به فريق متنوع من الخبراء المخلصين ذوي المهارات الرفيعة، وأن يبدي التزاما تاما بالسعي لتحقيق أهداف الصندوق عن طريق بناء توافق في الآراء حول أهم قضايا السياسات والشؤون المؤسسية، وهو ما يشمل التعاون الوثيق مع المجلس التنفيذي الذي يشرف على المدير العام في أداء المسؤوليات المنوطة به، مع التمتع بفهم واضح لعمل الصندوق وتحديات السياسة التي تواجه البلدان الأعضاء بكل تنوعها ونطاقها العالمي، وأن يكون التزامه تاما بالتعاون متعدد الأطراف وتقديره كبيرا للمنهج التعاوني، وأن يتمتع بقدرة مُثبَتة على توخي الموضوعية والحياد، وعلى التواصل الفعال مع جميع الأطراف.

تعليق عبر الفيس بوك