أحمد السلماني
صَدَم اللاعبُ الدوليُّ السابق قاسم سعيد، الوسطَ الرياضيَّ بالسلطنة -بما فيه الجهات الرسمية ذات العلاقة- بتصريحاته النارية والنادرة في مثل هذه الحالات؛ عندما تحدَّث صراحةً عن أنَّ قاعدة اختيار لاعبي المنتخبات تُدار حاليا بالواسطة وبـ"جروبات الواتساب"؛ وذلك في تصريح خصَّ به القناة الرياضية بالسلطنة، في حوار صريح له قلَّ نظيره على مدى 5 عقود تقريبا، وللحق ليس قاسم وحده من يعيش حالة التندُّر من الطريقة التي يتمُّ بها استدعاء اللاعبين لقوائم منتخباتنا الوطنية؛ سواء في كرة القدم ذات الشعبية الجارفة هنا، أو باقي اللعبات ومختلف الرياضات.
صَدْمة الوسط الرياضي ليست في الموضوع في حدِّ ذاته؛ فهذا حقيقة لا يُنكرها أحد، وليست في الرياضة فحسب، بل وللأسف في مساقات كثيرة، يصعُب التعاطي معها أو الحد منها، وتعود إلى القيم التي تربَّى ويتربَّى عليها الإنسان، ولكن الصَّدمة كانت في أنه من النادر جدًّا الخروج في العلن هكذا، وفي وسائل الإعلام، للحديث عن هكذا قضية كُلنا شركاء فيها، يوم أن كان المسؤولون عن اللعبة والإعلام يدسُّون رُؤوسهم في الرمال عند الحديث عنها، ولا تُطرح على الملأ؛ كونها من المحرَّمات أن يتم التعاطي معها إعلاميًّا؛ لأننا نعيش في مجتمع ملائكي ومثالي جدا، ومن ثمَّ إيجاد الحلول المناسبة للحد منها، ولن نجدها للأسف.
وهنا.. لا يسعني حقيقة إلا أنْ أُحيِّي اللاعب على شجاعته بغضِّ النظر عمَّا يرمي إليه؛ فقد وضع يده على جرح قديم متجدد، ولا يمكن إنكاره، ورغم ذلك فالمنطق والطبيعي جدًّا أن يتم استدعاء هذا للمنتخب، وإقصاء ذاك لدواعٍ من المُفترض أنها فنية بحتة، كما أن قوائم المنتخبات محدودة، خاصة في المنتخب الأول، ولا يمكنها استيعاب الجميع، والأمر لابد أن يعود أولا وأخيرا لإدارة المنتخب الفنية، وتحديدا للهولندي أورين كومان، والأخير لا أعتقد أنه على استعداد لأن يفشل أو أن تتخلل فترته حالة من عدم الاتزان تسيء إليه وهو في طريقة نحو بناء سيرة ذاتية له في المنطقة الخليجية "الثرية"، عبر البوابة العمانية.
واليوم.. إدارة المنتخب واتحاد اللعبة مُطالبون بتوضيح حيثيات تصريح لاعب بقيمة قاسم سعيد يعيش فترة تألُّق كبيرة بناديه، ليست بالضرورة معيارا لاختياره، ولكن من باب درء الشكوك، كما أن الشيخ رئيس اتحاد اللعبة ونائبه رئيس لجنة المنتخبات ومدير دائرة المنتخبات ليسوا بحاجة للتذكير بضرورة البحث والتحري فيما لو كانت هناك تدخُّلات إدارية في عمل فني مناط به مسؤولية اختيار الفذ والكفء من اللاعبين لقائمة منتخب يُمثل السلطنة، وأن يتم التعاطي مع الموضوع بإيجابية وبصدر واسع رحب.
وأعُود وأذكِّر لجنة المنتخبات بمطالبتِي سابقًا بعدم حل المنتخب الأولمبي حينها والمشاركة به في كأس الخليج كمنتخب رديف للمنتخب الأول؛ وبالتالي ضمان ديمومة تألق وألق لاعبينا، وحضور قوي لمنتخبنا في الاستحقاقات الإقليمية والقارية والدولية... مُشكلتنا أننا لا نستمع، أو لا نجيد الاستماع للآخر!!