خلفان الطوقي
شارك في عام 2015، بالنسخة الثامنة من انتخابات مجلس الشورى ما نسبته 56.6% من عدد الناخبين المسجلين في كشوفات الانتخابات، وهذه النسبة تعتبر مؤشرا واضحا على نجاح العملية الانتخابية السابقة، وها نحن مُقبلون على انتخابات النسخة التاسعة لانتخابات المجلس، والتي يتنافس فيها 767 مرشحًا ومرشحة يمثلون كافة محافظات وولايات السلطنة.
وبما أن الحملات الدعائية قد بدأت منذ أيام قليلة وسوف تزيد وتيرتها التصاعدية مع الأيام إلى اليوم الموعود لتضع اسم مرشحك في صندوق الاقتراع، فكان لابد من التذكير بأنَّ أغلب المترشحين يتعرضون لضغوطات شديدة منها توفير الطلبات الشخصية والابتزاز والتجريح والإحراج وكافة الحروب النفسية من بعض الناخبين أصحاب القلوب الضعيفة والمريضة، وهذه الفئة وإن كانت بسيطة لكنها توجد في أي مجتمع، وتظهر عند كل مناسبة وخاصة الفعاليات والأعراس الوطنية كالانتخابات والأعياد الوطنية على سبيل المثال لا الحصر، وتمتد الضغوطات ليس على المترشحين فقط بل تصل إلى الناخب والناخبة، والمقالة هذه سوف تركز على هذه النقطة تحديدا.
هناك فئة من الناس ويفضل تسميتهم غير المتحمسين لأي شيء في الحياة، ولا يرون في أي "عمل" لا يمس حياتهم بشكل يومي ومباشر أنه "مفيد"، فتجدهم يُحبطون من حولهم من المشاركة في أي عمل أو مشروع أو هذه المبادرة أو تلك، وبما أننا نتحدث عن انتخابات مجلس الشورى في دورته التاسعة، فيمكننا أن نسقط شخصيات هؤلاء وكيفية تعاملهم مع الانتخابات الحالية، فتجدهم يوجهون التهم للمجلس بقلة صلاحياته أو عدم جدواه في الدورات السابقة والحالية والمستقبلية، أو يكيلون التهم إلى المترشحين الحاليين بأنهم يسعون للمصلحة الخاصة أو الوجاهة الاجتماعية أو الكسب المادي، ويواصلون اتهاماتهم للجميع وأنك أيها الناخب لست إلا مطية يصعد من خلالك هذا المرشح أو ذاك لقبة المجلس، ويستمر في نشر إحباطاته كتابة وتحدثاً أينما وجد، بل ويستخدم كافة الطرق والأدوات التي تقع بين يديه وفي محيطه، وتأسف أشد الأسف عندما يكون هذا الشخص- ذكرا أو أنثى- متعلماً أو أكاديميا أو مثقفا أو موظفا مرموقا أو مؤثرا إيجابيا في إحدى مجالات الحياة العامة.
فبالرغم من الجهود المستمرة التي تقوم بها وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات واللجان المنبثقة منها، بالإضافة إلى جهود المرشحين لإقناع الناخبين بقيد أسمائهم في السجل الانتخابي ومساعدتهم في القيام بذلك، إلا أن من يصنع الفرق هو "أنت وأنا وهو وهي"، فإما أن تستمع للمحبطين والسلبيين ولا تشارك في الانتخابات وتبحث عن مبرر لعدم مشاركتك ليرتاح ضميرك، وإما أن تقوم ببحث بسيط عن المترشحين الذين يمثلون ولايتك، وتضع معايير تراها تمثلك للشخصية التي ترى أنها تستحق "صوتك"، وبهكذا مشاركة مهما رأيتها صغيرة، لكنها مؤثرة جدا في صياغة مجلس قوي وفعال خاصة إن لم تكتف بالتصويت فقط، وإنما شاركت كل الجهود المخلصة الأخرى، وساهمت في إقناع محيطك من عائلة وأصدقاء ومعارف أن يشاركوا في الانتخابات، وبجهود أكبر عدد منِّا، ثق أننا معا سوف نساهم في نضج العملية الانتخابية، ولنتذكر أن الحل ليس بالامتناع عن التصويت والانتخاب، إنما "الحل" يكمن في المشاركة الإيجابية منِّا كأفراد وتشجيع محيطنا على المشاركة في ممارسة الحق الوطني بالانتخاب والتصويت لمن نراه مناسبا.