إقبال متزايد على القيد في السجل الانتخابي مع اقتراب موعد الغلق.. وإشادات واسعة بنمو وعي المواطن بأهمية "انتخابات الشورى"

◄ الناعبي: مسيرة الشورى تتطورت خلال السنوات الماضية عبر صلاحيات جديدة للمجلس

مسقط - العمانية

أكَّد المكرَّم المهندس خلفان بن صالح الناعبي عضو مجلس الدولة، أنَّ "هناك إقبالا متزايدا على القيد في السجل الانتخابي، خاصة بعد أن أعلنت وزارة الداخلية تمديد فترة التسجيل إلى 12 من سبتمبر الجاري، موضحا أنَّ الإقبال الذي يحصل ونتابعه في ولايات السلطنة هو دليلٌ على ارتفاع مستوى الوعي لدى الناخبين بأنَّ المرحلة القادمة هي مرحلة مهمة في مسيرة التنمية التي تشهدها السلطنة.

وقال في حديث لبرنامج "الشورى صوتك" -الذي تبثُّه قنوات إذاعة وتليفزيون سلطنة عُمان، ويواكب انتخابات اعضاء الفترة التاسعة لمجلس الشورى في سائر محافظات السلطنة- إنَّ "هناك وعيًا مجتمعيًّا بأن على أعضاء مجلس الشورى أن يُسهموا مساهمة حقيقية خلال المرحلة المقبلة، وأن يفكروا في مستقبل السلطنة، ولن يُسهم هؤلاء الأعضاء إلا من خلال الاختيار الصحيح للناخب؛ حيث نؤكد أن صوت الناخب هو أمانة، وأن الخيار ينبغي أن يكون للأفضل والأصلح الذي يستطيع أن يُمثل المواطن خير تمثيل تحت قبة مجلس الشورى".

وأكد أنَّ مسيرة الشورى في السلطنة تطورت خلال السنوات الماضية، وهناك صلاحيات أعطِيت لمجلس الشورى، وهناك استجابة حقيقية من قبل الحكومة لكثير من القضايا التي تُطرح تحت قبة المجلس". وأضاف أنَّ الفترة الثامنة الماضية لمجلس الشورى شهدت العديد من مشاريع القوانين والدراسات؛ سواء من مجلس الشورى أو من قبل مجلس الدولة، ومعظم تلك القوانين أُجِيزت وأخذ برأي مجلس عمان، وهذا يأتي في إطار العمل التكاملي للمجلسين من أجل المصلحة الوطنية، ولخدمة أهداف التنمية في السلطنة، ليس لفترة قصيرة وإنما لسنوات مقبلة. وأوضح أنَّ لدى المجلسين لجانًا تخصصية متعددة في العديد من المجالات، والتي تناقش ملفات مهمة في مجالات تخصصها، والمرحلة المقبلة بما فيها من استحقاقات ستشهد المزيد من العمل؛ حيث إن على المجلسين بذل قصارى جهدهم لترجمة تلك الاستحقاقات إلى واقع، ومن بينها بدء تطبيق رؤية عُمان 2040.

من جانبه، قال الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي المستشار القانوني لمجلس الشورى في حديث للبرنامج: "إنَّ زيادة عدد المرشحين والناخبين في الفترة التاسعة لانتخابات أعضاء مجلس الشورى تعطي رسالة لأولئك المثبطين، بأنهم وجدوا أنكم لستم على حق كما تشيرون بأن مجلس الشورى غير فاعل، حيث نرى من خلال ما تحقق -وبالأرقام- إنجازات سواء في مجال التشريع أو في مجال الرقابة أو في المجالات الأخرى، وأكدتها وزارة الداخلية"، مؤكدا أن "المجلس نشيط ومنجز، ويؤدي دوره بشراكة مع مجلس الدولة، وأن زيادة عدد المرشحين يعطي كذلك فرصة للناخبين بأن تكون لديهم خيارات متعددة لاختيار الأكفأ؛ حيث إنَّ عددًا من المرشحين لديهم شهادات علمية متعددة وآخرين يمتلكون خبرات واسعة". وأضاف أن الأرقام المتزايدة التي يظهرها سجل الناخبين تُعطينا تأكيدًا بأنَّ المشاركة في يوم التصويت ستكون أوسع وأكثر، وأنه سيكون هناك حسن في اختيار المرشحين.

وتحدث لبرنامج "الشورى صوتك" الدكتور علي بن سيف الحارثي عميد الكلية التقنية العليا، قائلاً: إنَّ الدور الذي يقوم به مجلس الشورى في المجالين التشريعي والرقابي يضع على المرشح أهمية إدراك تلك المسؤوليات التي تبني عُمان حاضرا ومستقبلا. وأشار إلى أهمية مشاركة الناخب الشاب وشريحة المثقفين وأهمية وجود تخصصات لدى المرشحين لإثراء عمل المجلس، لافتا إلى أنه "طالما أن المجتمع أخذ موضوع الشورى كموضوع وطني ومسؤولية للجميع، فإن أهداف الشورى ستتحقق؛ فالمجتمع العُماني مجتمع متعلم، والأسر العمانية لا يكاد يخلو منزل إلا وفيه الرجل والمرأة من المُتعلمين، وعليه فإن فهم دور عضو مجلس الشورى هو النقطة الأساسية التي يجب التركيز عليها لتمكين ممارسة شوروية ناجحة".

وأوضح أنَّ المجالس الطلابية في الجامعات والكليات تمارس تجربة الشورى وتطبقها في إطار إعداد هذه الأجيال؛ فهناك المترشح والناخب والتصويت والاختصاصات والمهام والمتابعة، ومن خلال وجودي في الكلية أرى ذلك، ويتم من خلال هذه المجالس نقل قضايا الطالب وانشغالاته وحل الكثير من الأمور، وهذه ثقافة، فمتى كانت هناك قناعة بها تنمو عند الطالب، وبالتالي يمارسها عند الخروج من الجامعة والكلية، ويكون قد تأسس لها.

واشار يونس بن عبدالرحيم البلوشي عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة، إلى أنَّه يجب على المرشح لعضوية المجلس أن يتضمن برنامجه الانتخابي رؤيته لمستقبل عمان، وما يمكن أن يقدمه في تناول ملفات مهمة تنتظر الاهتمام بها وتعزيزها؛ ومن بينها: الملف الاقتصادي. وأشار إلى أنَّ هناك حراكا مجتمعيا وتفاعلا من كافة فئات المجتمع مع الانتخابات الحالية وبوتيرة أكبر؛ حيث إنَّ عدد المرشحين قد ارتفع في العديد من الولايات، وهناك منافسة في ظل الوعي باختصاصات المجلس ودور عضو المجلس ومهامه.

وقالتْ الدكتورة أمينة بنت عبيد الحجرية المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة: إنَّ "الشورى في السلطنة أسميها "ديمقراطية الثقة"، وهي ديمقراطية اجتماعية صِرفة، ليس بها أي إقصاء لأي مكوِّن من مكونات المجتمع، وليست ديمقراطية سياسية بحتة". وأشارت إلى الانطباع العام عن مسيرة الشورى في السلطنة في خارجها وأنه انطباع يؤكد أن هذه الممارسة عمانية بحتة، وليست مستوحاة من الديمقراطية الغربية.

تعليق عبر الفيس بوك