علي بن بدرالبوسعيدي
فرحة كبيرة عمَّت ربوع الوطن الغالي بعدما قفز مطار مسقط الدولي إلى المرتبة 14 دوليا من بين 371 مطارا عالميا مشاركا، بعد أنْ كان في المركز 74؛ ليحوز تصنيف المطار الأكثر تحسُّناً على مستوى الشرق الأوسط.
وعلى المستوى الشخصي، ومنذ أوَّل مرة زُرت فيها هذا المعلم الحضاري والأيقونة الهندسية الفريدة، أدركتُ أنَّنا اقتربنا كثيرا من تحقيق تطلعاتنا في مجال الطيران المدني، وأننا على بُعد خطوات قليلة من تحقيق إنجازات عالمية يشهد لها الجميع. هذا المطار الدولي، وبعد أن مرَّ بمراحل مُختلفة من التطور على مرِّ العقود الماضية، تحول إلى تحفة معمارية ومرفق خدمي رائد يقدم خدمات جليلة وعديدة للمسافرين من المغادرين والقادمين إلى أرض عُمان الحبيبة، وها هو المطار -وبعد سنوات قليلة للغاية من افتتاحه- يُسجل حضورا عالميا لافتا بين كبرى المطارات في العالم؛ باعتباره أحد أكثر المطارات جودة في خدمة العملاء. ومِمَّا يُثلج الصدر أنَّ هذا التصنيف العالمي الجديد قد حصل عليه المطار خلال القمة العالمية لتجربة العملاء التي عقدت في بالي بإندونيسيا خلال الفترة 2-5 سبتمبر، أي في حضور قادة قطاع الطيران المدني حول العالم.
هنا.. أودُّ أن أشير بوضوح إلى الكفاءات العُمانية المخلصة التي سهرت الليالي، واجتهدت كي تُؤسِّس لنا هذا المطار العملاق، الذي من المُخطَّط له أن يستقبل أكثر من 50 مليون راكب مع اكتمال كافة المراحل الإنشائية فيه، وكُلنا أمل أن نُحقق هذا الرقم قريبا على المدى المتوسط؛ لأنَّ ذلك التطور الهائل سيواكبه توفير العديد من فرص العمل لأبنائنا، وينعش حركة السفر والسياحة، خاصة وأنَّ الحكومة الرشيدة تسعى لتعزيز عائدات القطاع السياحي، وزيادة إسهامات القطاعات غير النفطية؛ مثل: الطيران المدني والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
يهمُّني أن أُشِير أيضا إلى أنَّ ما حققه مطار مسقط الدولي من إنجاز دولي، تحقق بفضل جهود مضنية في مجموعة مطارات عُمان قبل نحو أربع سنوات؛ حيث تمَّ الإعلان عن رؤية إستراتيجية تطمح لأن يكون "مسقط" ضمن أفضل 20 مطارا في العالم بحلول العام 2020، وها نحنُ حقَّقنا المراد حتى قبل ذلك الموعد؛ مما يعنِي أنَّ جهودَ تحقيق الإستراتيجية تمضي بخُطى واثقة نحو ما تصبو إليه من تطلعات وطموحات.
الجميلُ في مطار مسقط الدولي أنَّه يُمثل في حد ذاته تجربة فريدة للمسافر؛ حيث من خلاله يستطيع أن يخوض رحلة سفر آمنة مليئة بالراحة والمتعة، ولمَ لا؟ والمطار يتوافر على العديد من المقومات؛ فهناك خدمة الأمتعة وتخليص الإجراءات التي يعمل عليها شباب ماهرون وكوادر وطنية رائعة، تستقبل المسافر بابتسامة عريضة تعكس كرم الضيافة العمانية. وعندما نذهب إلى السوق الحرة نجد كلَّ ما نحتاج إليه من هدايا أو تذكارات ومطاعم ومقاهٍ تقدم خدمة عالمية راقية جدا، وكل ذلك في مكان واحد، يمكن للمسافر أن ينتقل على قدميه هناك دون تحمل أي معاناة أو عبء.
إنني أنتهز هذه الفرصة، وأدعو كل مواطن ومقيم لأن يستغل أي رحلة سفر له كي يستمتع بمطار مسقط الدولي، ويستفيد من الخدمات المتميزة التي يقدمها، وأن ينقل تجربته هذه عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ كي يُشاهد الآخرون حول العالم الجمال العماني في روعته وبراعته.