عمرو عبد العظيم
تناولت العديد من الأدبيات والدراسات مفهوم الذكاء الاصطناعي وأشارت إلى أنَّه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي، ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه "دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح عام 1955 بأنه "علم وهندسة صنع آلات ذكية".
وعندما نحاول معرفة علاقة الذكاء الاصطناعي بالتعلم بصورة عامة والتعلم الرقمي بصورة خاصة يجب معرفة طبيعة الخدمات التي يمكن أن يقدمها لتطوير التعلم الرقمي من خلال أركانه الرئيسية مثل تعلم الآلة، والتعلم العميق، والذكاء الاصطناعي القائم على المعرفة، والذكاء الإحصائي، والذكاء المنطقي وغيرها، ويقول توماس أرنيت Thomas Arnett، مؤلف في معهد كريستنسن إن الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديدا بقدر ما سيُساعد على تبسيط مهام التدريس الأساسية ومساعدة مديري المؤسسات التعليمية على التصدي للتحديات الرئيسية التي تواجه المدرسة كالرفع من كفاءة المعلمين، وتوقع متطلبات المتعلمين المختلفة، وكما نرى يمكن لنا توظيف هذه الأركان في التعلم إذا ما توفرت الآليات الصحيحة لذلك ومن هنا سأسرد بعض التطبيقات والتي قامت بها كبرى الشركات وتم تصميمها وإنتاجها وفق الذكاء الاصطناعي منها المحتوى الذكي حيث تهتم مجموعة من الشركات والمنصات الرقمية حاليًا بإنشاء "محتوى ذكي" وذلك من خلال تحويل الكتب التعليمية التقليدية إلى كتب ذكية وثيقة الصلة بالغاية التعليمية، وفي هذا السياق فقد ابتكرت شركة Content Technologies Inc وهي شركة تطوير ذكاء اصطناعي متخصصة في أتمتة العمليات التجارية وتصميم التعليم الذكي، مجموعة من خدمات المحتوى الذكي للتعليم، وأنظمة التعليم الذكي (intelligent tutoring systems) المعروفة اختصارا بـ ITS هي أنظمة كمبيوتر مصممة لدعم وتحسين عملية التعلم والتدريس في مجال المعرفة، وهي تقوم بتوفير دروس فورية دون الحاجة إلى تدخل من معلم بشري، وتهدف ITS إلى تيسير التعلم بطريقة مجدية وفعالة باستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات الحوسبة والذكاء الاصطناعي.
ويُعد التعليم الشخصي(Personalized learning) من التطبيقات الرائعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي والتي تأتي أهميته في تلبية احتياجات كل متعلم منفصل عن أبناء شعبته؛ حيث تقدم للمتعلم سلسلة من البرامج التعليمية المساهمة في رفع كفاءته في التعلم وتسريع ذلك، كما تساعد مثل هذه التطبيقات في تحديد نقاط الضعف لدى المتعلم والعمل على تقويتها من خلال المناهج التعليمية المزودة بها، وتمتاز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بقدرتها على التأقلم مع احتياجات الطلاب سواء كانت فردية أو جماعية بغض النظر عن درجة التعقيد.
ومن أفضل ما يقدمه الذكاء الاصطناعي للتعلم هو مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لا تقتصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم على الطلاب الطبيعييّن فحسب، بل إنها أيضًا تلبي احتياجات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاص أيضًا وتحفيزهم على التأقلم مع الأجواء التعليمية واستيعاب المواد التعليمية وبالتالي قيادتهم نحو سدة النجاح، كما تزيد من كفاءة المهارات الاجتماعية لهؤلاء للطلبة.
Amrwow2010@gmail.com